نزوح أكثر من 100 عائلة تونسية إلى التراب الجزائري عبر المعبر الحدودي بالطارف اقتحمت أمس أزيد من 100عائلة تونسية تنحدر من معتمدية عين دراهم التراب الجزائري من المعبر الحدودي البري العيون بولاية الطارف المقابل للمعبر التونسي ملولة، ورغم محاولات التصدّي لهم من قبل الحرس التونسي إلا أن كل المحاولات باءت بالفشل قبل أن تتمكن هذه العائلات من اجتياز الحدود والاعتصام أمام ساحة المركز الحدودي العيون . وهو ما أحدث حالة طوارئ وسط المصالح الأمنية التي تنقلت على جناح السرعة لعين المكان حيث عرف المركز الحدودي وصول تعزيزات أمنية من حرس الحدود، الدرك الوطني والأمن الوطني تحسبا لأي طارئ في ظل تهديد العائلات بتصعيد موقفها في حالة عدم السماح لها بدخول التراب الجزائري وتمكينهم من حق اللجوء وهو ما دفع مصالح الأمن إلى ضرب طوق أمني على العائلات المعتصمة بالمعبر الجزائري، في حين فشلت المحاولات الأولى لإقناع العائلات التونسية بالعودة إلى داخل ترابها رغم التعهد بنقل انشغالاتها للجهات الوصية حيث تم التأكيد لهم على خطورة ما أقدموا عليه. وبررت العائلات التونسية فرارها ونزوحها إلى داخل التراب الوطني بتدهور ظروفها الاجتماعية وما قالت أنها تعيشه من تهميش وغبن وحقرة وحرمان جهتهم من برامج التنمية في ظل تجاهل السلطات التونسية حسبما أضافوا لانشغالاتهم، وهو ما أكدته بعض العائلات "للنصر" في عين المكان، حيث أشارت إلى أن الوضع بات لا يطاق في ظل لا مبالاة المسؤولين بهم، حيث طرحوا مشكلة السكن وتفشي البطالة والمحسوبية والعشائرية والظلم في توزيع مناصب الشغل، إلى جانب تنامي جيوب الفقر في أوساط السكان وافتقارهم لأبسط المرافق وضروريات الحياة، وهي المطالب والانشغالات التي كانوا قد رفعوها للسلطات في حركتهم الاحتجاجية التي قاموا بها في وقت سابق . وأكدت العائلات أن نزوحها إلى داخل التراب الجزائري كان كذلك قصد تمكين السلطات الجزائرية ووسائل الإعلام المحلية من نقل انشغالاتهم للسلطات في تونس من أجل الالتفات إليهم وانتشالهم مما يعانونه في غياب أي انفراج لوضعيتهم خاصة بعد سقوط نظام بن علي وتقلد سلطة جديدة ممثلة في حزب النهضة مقاليد الحكم، حيث كانوا يراهنون على تحسين أوضاعهم المعيشية والاجتماعية غير أن الوضعية زادت تأزما أكثر، وقالوا أن ذلك تسبب في هجرة عشرات العائلات للمنطقة، ولم تتوان تلك العائلات في المطالبة بحق اللجوء في الجزائر في ظل الوضعية المعيشية الصعبة التي يعانون منها. وقد تنقلت السلطات الأمنية لعين المكان حيث فتحت حوارا مع المحتجين أين تم استقبال ممثلين عنهم طرحوا جملة من الانشغالات والمطالب، وقد تلقت العائلات تطمينات من قبل المصالح الأمنية بنقل انشغالاتهم للجهات العليا مع مناشدتهم بالعدول عن موقفهم والعودة إلى بلدهم وهو ما لقي استجابة العائلات التي غادرت المكان في هدوء ودون تسجيل أي حادث يذكر . يشار إلى أن الحركة الاحتجاجية للعائلات التونسية تسبّبت في تعطل حركة تنقل الأشخاص والبضائع من والى تونس عبر المعبر الحدودي العيون والمعبر التونسي ملولة لأزيد من ساعتين قبل أن تستأنف الحركة بعد التوصل إلى اتفاق مع المحتجين وعودتهم إلى بلدهم .