الحاجة خيرة مبارك نكتفي بشربة الفول و المطلوع ونتقاسم إفطارنا مع المجاهدين و المحرومين تحن الحاجة خيرة مبارك لرمضان زمان الذي يتميز بالقناعة رغم قلة المواد الغذائية على ماهي عليه اليوم، لدرجة أن المائدة الواحدة اليوم قد تكفي العشرات من الصائمين نظرا لتعدد أنواع الأطباق و المشروبات و المأكولات المعلبة . وترى الحاجة خيرة أخت الشهيد البطل احمد أمبارك الزنداري بولاية عين الدفلى أن ما يميز رمضان الأمس القناعة بما هو موجود في المنزل و الذي لا يتعدى عن طبق الشربة المعدة بالطريقة اليدوية ، حيث تستخرج المادة الأولية لإعداد الشربة من فرينة القمح التي تتفنن ربات البيوت في صنعها قبيل أيام من حلول شهر رمضان الكريم .وأن مادة الفريك المعروفة غالبا ما تتناولها إلا عائلات الفلاحين المختصة في إنتاج القمح ، وقلما نتناول الفريك أثناء الثورة نظرا للحظر و التضييق الشديد علينا من طرف الإدارة الاستعمارية بموجب قانون نزع الأراضي و الأملاك ، حيث لا تكاد تجد عائلات تملك أراضي خصوصا عبر السهول لذا نلجأ إلى صنع الشربة التقليدية عن طريق "الفتيل "من فرينة القمح ليضاف إليها بعض الخضر المتوفرة كالبصل و الطماطم إن وجدت و الفلول اليابس وعادة ماتسمى "شربة الفول" والتوابل فضلا على إعداد "المطلوع "لتناول الوجبة ، أما ميسوري الحال و أصحاب "المطامر" و المزارع تكون وجبة إفطارهم من شربة الفريك باللحم والكسرة وطبق ثان غالبا ما يكون من "جواز "البطاطا باللحم آو الدجاج . لكن غالبية الناس كانوا يعيشون في وضع مزري يجودون على بعضهم البعض في شهر رمضان وفي سائر الأيام ويتقاسمون الظلم المسلط و "الميزرية" المفروضة على الشعب الجزائري، حيث كان الاستعمار يتفنن في إذلال الفرد الجزائري وتجويعه من خلال التزود بالمؤونة عن طريق توزيع وصل بما يعرف ب "البون "لمنع وصول الغذاء إلى المجاهدين علما أن عائلتي ضحت بسبعة شهداء من بينهم البطل سي احمد الزنداري / نصبه التذكاري يظهر خلف صورتها /. ورغم كافة الإجراءات كنا نتقاسم معهم موادنا الغذائية وفي كثير من المرات وجبات الإفطار ، و كل معاني الصبر و القناعة كانت قائمة آنذاك كنا فقط نبحث عن الحرية و الاستقلال و لا يهمنا ماذا نأكل بعد ذلك ،عكس اليوم حيث غابت فيه القناعة وزاد تهافت الناس على الأشياء لدرجة أن المائدة الواحدة قد تكفي العشرات من الصائمين نظر لتعدد أنواع الأطباق و المشروبات و المأكولات المعلبة تناسينا في ذلك حديث النبي المصطفى (ص)أكل الواحد يكفي الثلاثة دون النظر بعين الرحمة إلى الفقراء و المحرومين في هذا الشهر الفضيل فعندما تمر على أماكن رمي الفضلات تدرك حجم الجشع والتبذير . هشام ج