جدد حزب جبهة التحرير الوطني أول أمس تمسكه بمطالبة فرنسا بالاعتذار عن الجرائم المرتكبة في مرحلة الاستعمار الفرنسي وقال في بيان صدر بمناسبة الاحتفالات المخلدة للذكرى ال55 لهجمات 20 أوت 1955،"أنه لن يتراجع عن مطالبة فرنسا بالاعتراف والاعتذار الرسمي عن جرائم الإبادة و التدمير والتعذيب والتجهيل التي ارتكبتها في حق الشعب الجزائري" . وأشار حزب جبهة التحرير الوطني أن الإجماع الوطني حول مطلب الاعتذار وخصوصا المجاهدين وأبناء الشهداء وتحدث بالقول "انه في تلاحم تام مع مختلف المكونات الأخرى للأسرة الثورية يجدد قناعته بإدانة وتجريم الظاهرة الاستعمارية".ويأتي موقف الأفلان وسط التحرشات التي يقودها بعض رموز اليمين الفرنسي الحاكم المدعوم من أنصار الجزائر الفرنسية الذي حرك في الفترة الأخيرة بيادقه لاقتراح قوانين تدين جبهة التحرير لاثناءه عنه عن مطلب الاعتذار.و مع أن البيان لم يشر إلى مقترح تجريم الاستعمار الذي اقترحه بعض النواب إلا انه يشكل دعما سياسيا للمقترح الذي اقتربت ساعة الحقيقة له مع اقتراب افتتاح الدورة الخريفية للبرلمان.وشدد الأفالان على أن "العمل الجبار الذي قام به أسلافنا الأخيار من الشهداء والمجاهدين والوطنيين يجب أن يستكمل حتى تترسخ القيم والمثل التي شكلت رسالة أول نوفمبر المجيدة". وأكد بهذا الخصوص "أن الوفاء لأرواح الشهداء يستدعي مواصلة النضال وبذل مزيد من الجهود من أجل تكريس الأمن و الاستقرار و ترسيخ قيم السلم والمصالحة وتعزيز قواعد دولة الحق والقانون وإرساء دعائم التضامن والتكافل وتقاسم الخيرات". و دعا لمواصلة النضال من أجل تجسيد قيم ثورة الفاتح من نوفمبر موضحا آن "واجب الوفاء لرسالة نوفمبر ولتضحيات هؤلاء الأبطال في الشمال القسنطيني و في كل شبر من ارض الجزائر يفرض علينا مواصلة النضال من اجل تجسيد القيم النبيلة والمثل الوطنية التي شكلت القاعدة التي تأسست عليها ثورة التحرير المظفرة والتي تم التعبيرعنها بقوة وقناعة في بيان أول نوفمبر 1954 التاريخي وفي مؤتمر الصومام المنعقد في 20 أوت 1956 الذي أرسى مؤسسات الثورة ووحد صفوفها وعبد طريقها إلى النصر". و أشار البيان إلى أن الوفاء لقيم الثورة يضم بإعطاء المرأة الجزائرية مكانتها اللائقة في المجتمع والعمل بدون هوادة لتعزيز الأمل لدى الشباب من خلال التجند لانجاز برامج المخطط الخماسي واعتماد الحكم الراشد في إدارة الشؤون العامة ومحاربة مختلف الآفات والانحرافات والتصدي بحزم للفساد والمفسدين". وخلص البيان للتأكيد على أن "قيم أول نوفمبر ستبقى المنارة التي يهتدي بها لتعزيز المنجزات المحققة وتثمين المكاسب التي تزخر بها الجزائر اليوم".