هولاند سيسعى لإقناع الرئيس بوتفليقة بدعم التدخل العسكري في مالي أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، إنه سيحاول أن يقنع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بضرورة مكافحة الإرهاب عسكريا. مضيفا أنه لا ينوي إعطاء أي درس للجزائر لأنها تعرف أكثر من أي جهة أخرى معنى العنف والإرهاب وعانت منهما لسنوات، وقال بأن بلاده تعمل جاهدة من أجل استصدار قرار أممي يسمح بتشكيل قوة عسكرية مكونة من الاتحاد الأفريقي ومن دول مجموعة غرب أفريقيا للتدخل في شمال مالي. جددت فرنسا معارضتها للفكرة التي طرحها، الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، بإجراء أي مفاوضات قبل تدخل عسكري إفريقي في شمال مالي، واعتبر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أول أمس الخميس في حوار خص به قناة فرانس 24، بأن هذا الحوار غير مجد وتساءل عن الأطراف التي سيتم التفاوض معها قائلا «التباحث مع من؟ مع القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي؟ من يمكنه أن يتصور إمكانية إجراء مباحثات يمكن أن تكون ذات جدوى؟». وأوضح هولاند، عشية أول زيارة له إلى إفريقيا، أن فرنسا تعمل جاهدة من أجل استصدار قرار أممي يسمح بتشكيل قوة عسكرية مكونة من الإتحاد الأفريقي ومن دول مجموعة غرب إفريقيا كخطوة أولى ثم قرار أممي ثان من أجل السماح لهذه القوة العسكرية بالتدخل فعلا في شمال مالي من أجل دحر القاعدة والإرهابيين واستعادة وحدة أراضي مالي. وبخصوص موقف الجزائر التي تدعو لحل هذه المشكلة عبر الحوار والطرق الدبلوماسية، أكد هولاند الذي سيزور الجزائر في شهر ديسمبر القادم، أنه سيحاول أن يقنع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بضرورة مكافحة الإرهاب عسكريا، مضيفا أنه لا ينوي إعطاء أي درس للجزائر لأنها تعرف أكثر من أي جهة أخرى معنى العنف والإرهاب وعانت منهما لسنوات، وقال «إن الجزائر تنظر، مع أخذ مسافة، التدخل المحتمل. وعلي أن اطمئن الجزائر». وقال مصدر رسمي جزائري في تصريح لموقع «تو سور لالجيري» تعقيبا على تصريحات الرئيس الفرنسي، بأن موقف الجزائر من أزمة شمال مالي، «ليس غامضا»، مذكرا بأن الجزائر لديها أيضا مصالحها في المنطقة. وأوضح في نفس السياق قائلا»لتكون الأمور جد واضحة، الجزائر لديها مصالحها الأمنية الخاصة ولا يجب الوقوع في خطأ محاولة الاستباق كحلقة صغيرة في مخطط أمني جماعي تم إعداده في مكان آخر، وحسب أجندة ليست بالضرورة له». وبالإضافة إلى مصالحها الأمنية، تتخوف الجزائر من الآثار الناجمة عن انفجار أزمة إنسانية في حدودها الجنوبية في حالة هجوم عسكري أعمى في شمال مالي، «نحن، ربما أكثر من غيرنا، واعون من العواقب الوخيمة، بما في ذلك على مستوى الجانب الإنساني، من خيار عسكري عشوائي والذي سيستهدف دون أي تمييز سواء السكان المقيمين بشمال مالي أو الجماعات الإرهابية». وقال الصحافي الفرنسي المتخصص في الشؤون الأفريقية أنطوان غلازير، في حوار مع فرانس 24 إن فرنسا تتجاهل التطورات الكبيرة التي عرفتها أفريقيا. وأوضح أنه من غير المعقول أن تعالج فرنسا هذه القضية الشائكة بمنظور أفريقي بحت في حين أن المفتاح لحل الأزمة موجود في الجزائر. هولاند يطلق حملة ضد من يصفهم ب «الإسلاميين المتشددين» وبخصوص حملة الاعتقالات التي طالت بعض المسلمين في فرنسا، قال الرئيس الفرنسي، بأن حكومته ستعمل من أجل القضاء على ما أسماها «الخلايا الإسلامية المتشددة في فرنسا»والتي «تريد أن تجعل من الفكر الإسلامي المتشدد سببا للحقد والعدوانية» في بلاده. وقال هولاند «لن نتركهم وشأنهم. سنطاردهم وسنقضي عليهم»، وذلك بعد تفكيك خلية إسلامية متشددة كانت تعد لهجمات في فرنسا. وأعلن القضاء الفرنسي أول أمس أن سبعة فرنسيين من الإسلاميين تتراوح أعمارهم بين 19 و25 عاما كان قد تم توقيفهم نهاية الأسبوع الماضي اتهموا بتشكيل «خلية إرهابية»، موضحا أن بعضهم كان يعتزم التوجه إلى سوريا للانضمام إلى المعارضة المسلحة. وأكد مدعي عام باريس فرنسوا مولان أنه «أمكن تفادي هجوم إرهابي في بلادنا»، وأضاف مولان خلال مؤتمر صحافي أن الأشخاص الذين تم توقيفهم «أخطر بكثير مما كنا نعتقد». أنيس نواري