لا يزال المشهد السياسي بولاية باتنة يكتنفه الغموض عقب انتهاء الانتخابات المحلية وفرز الأصوات المعبر عنها منذ الخميس الماضي، و لا زالت التشكيلات الحزبية الفائزة بمقاعد المجالس المنتخبة التي عرفت تقاربا في حصد المقاعد لم تتحدد وجهتها بعد في إبرام التحالفات فيما بينها سواء تعلق الأمر بالبلديات أو المجلس الشعبي الولائي، في الوقت الذي تفضل فيه أغلبية هذه الأحزاب المفاوضات فيما بينها والعمل بسرية.ويرى المتتبعون للشأن الانتخابي أن توجه التحالفات بولاية باتنة لن تتحكم فيه المبادئ والإيديولوجيات الحزبية بقدر ما ستتحكم فيه المصالح المبنية على الولاء بين الأشخاص وكذا العروشية التي تبقى العامل الذي يفرض نفسه وذلك ليس بين التيارات الحزبية فيما بينها وحسب وإنما حتى داخل القوائم الانتخابية في عدد من الأحزاب التي برز فيها الصراع على ترأس المجلس كما هو الحال بالنسبة للأفلان بالمجلس الشعبي البلدي لعاصمة الولاية والمجلس الشعبي الولائي، حيث أنه وبعد تحصل الحزب العتيد على نسبة 35 بالمائة من المقاعد في كلا المجلسين إلا أن صراعا طفا إلى السطح بين المترشحين أنفسهم ضمن القائمة الواحدة بحثا عن رئاسة المجلس، ويبدو أن كلا من الآفلان والأرندي سيكونان على وفاق وستبرز تحالفات بينهما في عدة مجالس بينها المجلس الشعبي الولائي بحكم تموقعهما الجيد، كما أن محافظ الآفلان السيناتور بولحية إبراهيم ودون أن يكشف عن طبيعة التحالفات أكد ل"النصر" بأن حزب جبهة التحرير الوطني سيكون تحالفه مع أحزاب أخرى بما يخدم مصلحة المواطن على مستوى بلديته مشيرا إلى التوجه الدائم للأفلان نحو أحزاب التيار الوطني، وعلى غرار المجلس الشعبي الولائي أكدت مصادر متتبعة للشأن الانتخابي ببريكة التي تضم ثاني أكبر هيئة ناخبة بعد عاصمة الولاية بحيث يبلغ عدد مقاعدها بالمجلس الشعبي البلدي 33 مقعد، على أن الآفلان الذي حصد 10 مقاعد حسم في أمر تحالفه مع الأرندي الذي تحصل على 07 مقاعد وهذا بعدما كان متوقعا تحالفا بين الأرندي والأفافاس الذي حصد 08 مقاعد غير أن الأخير لم يشفع له تحقيقه المرتبة الثانية بثمانية مقاعد، ولم يتمكن من قلب الطاولة على الأفلان بعد أن جاءت مقاعد المجالس ال33 موزعة على 06 أحزاب، وحسب الأمين الولائي للأفافاس مسعود إينزارن فإن الحزب على مستوى الولاية لا يريد استباق الأمور وقال هذا الأخير بأن الأفافاس تعرض لمؤامرة بباتنة مؤكدا بأن عمليات تزوير استهدفت الحزب وقد تقدم بطعون مؤكدا بأنها مؤسسة من أجل إعادة الاعتبار للحزب خصوصا وأنه تحصل على المرتبة الثالثة في حصد الأصوات يضيف المتحدث وقد تم سحب أصوات منه مما حال دون نيل مقاعد بالمجلس الشعبي الولائي والمجالس البلدية، وأكد محدثنا بأن الصراع لا يزال محتدما كذلك بالنسبة لبلدية مروانة التي تصدرها الحزب مقرا بضرورة التحالف لتسيير البلدية لكن الأمر حسبه لم يفصل فيه خصوصا وأن غريمه الأرندي حصد 03 مقاعد فيما تحصلت جبهة المستقبل على 04 مقاعد، ونال الأرندي 03، واقتسم حزب الشباب والأفلان الأربعة مقاعد المتبقية بمقعدين لكل منهما، ويبرز تواجد هذه التشكيلات الحزبية على أن التحالف إن لم يستند للإيديولجية كأمر منطقي فإنه سيستند للعروشية والمصالح بين ممثلي الأحزاب المنتخبين.