حنون تدعم الأرندي وتواتي مع الأفلان قبل أسبوعين عن موعد إجراء انتخابات التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة بدأت ملامح التحالفات بين الأحزاب السياسية تتضح أكثر فأكثر.مساء الأربعاء الماضي حط الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم الرحال عند الأمينة العامة لحزب العمال السيدة لويزة حنون لبحث مسألة إمكانية إعطاء منتخبي الحزب أصواتهم لمرشحي الآفلان عبر الولايات،. لكن السعيد بوحجة المكلف بالإعلام والاتصال على مستوى الحزب رفض الإفصاح عن النتائج المتوصل إليها مع لويزة حنون معتبرا ذلك مسائل داخلية بحتة.كن مصادر مطلعة قالت أن حنون حسمت في أمر تحالفها وطنيا ومحليا منذ أيام، حيث قررت منح أصوات منتخبيها لمرشحي التجمع الوطني الديمقراطي، وقالت هذه الأخيرة في ندوة صحفية نشطتها نهاية الأسبوع الماضي أن جماعة الآفلان اتصلوا بها في وقت متأخر، حيث سبق لها أن عقدت لقاءات مماثلة مع مسؤولين في المكتب الوطني للتجمع الوطني الديمقراطي.كن المصادر السابقة ربطت بين قرار لويزة حنون التحالف مع الأرندي وخلافها مع رئيس المجلس الشعبي الوطني عبد العزيز زياري منذ أكثر من عام داخل المجلس، حيث سبق لها وأن نددت بما أسمته تدخل زياري في الشؤون الداخلية لحزبها وتدعيمه لبعض المنشقين عنها، ومحاولة استمالة نواب من حزبها للانضمام للآفلان، حيث أعلن فعلا سبعة نواب التحاقهم بكتلة الآفلان.من شأن هذا التحالف بين العمال والأرندي قلب الموازين في عدد من الولايات لصالح مرشحي الأرندي، علما أن لويزة حنون تملك عددا لا بأس به من المنتخبين في عدد كبير من الولايات، وقد يخلط هذا حسابات بلخادم وقيادته، الذين يعولون على كسب أكثر من ثلاثين مقعدا خلال هذا الاستحقاق.وفي ظل حرب الكواليس الجارية أساسا بين الأرندي الآفلان للاستحواذ على مقاعد مجلس الأمة أبدى العديد من مسؤولي الأحزاب تحفظا واضحا في الكشف عن وجهة تحالفهم.وفي هذا الشأن وعلى خلاف حزب العمال قال مصدر مطلع أن موسى تواتي رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية قرر التحالف مع الآفلان وقد أعطى أوامر لمنتخبيه بدعم مرشحي الحزب العتيد في جميع الولايات.بدا واضحا اليوم أن الحرب الكبيرة ستكون بين الآفلان والأرندي في ظل غياب أحزاب أخرى منافسة رغم أن قياديي حركة مجتمع السلم يقولون أنهم موجودين في 44 ولاية، لكن حظوظهم تبقى ضئيلة في حوالي 40 ولاية والبقية سيتنافسون فيها.على الرغم من التحالفات الظاهرة والخفية فإنه يصعب التحكم والتكهن بالنتائج في مثل هذه الاستحقاقات، لأن التحالفات الحقيقية تنسج على المستوى المحلي بين المنتخبين أنفسهم وبين الأعراش والعائلات ومجموعات المصالح لحسابات خاصة تتجاوز ما يعلن عنه قادة الأحزاب في العاصمة أو على المستوى المركزي.ورغم التنديد المستمر بتدخل المال في عملية الانتخابات وتوعد مسؤولي الأحزاب بمحاربته إلا أن الأصداء الواردة من عدة ولايات تقول أن" الشكارة" قد فعلت فعلتها قبل ظهور النتائج الحقيقية. في جانب متصل وقبل يومين فقط من انتهاء المهلة التي حددتها وزار ة الداخلية والجماعات المحلية لإيداع ملفات المرشحين- بعد غد الاثنين- لا تزال أحزاب كبرى على غرار الآفلان لم تفصل بعد في القائمة النهائية لمرشحيها.