أوضاع شمال مالي، انهيار ليبيا واضطرابات تونس الجزائر في قلب معركة أمن الحدود على طول 4400 كلم الجزائر تواجه بمفردها تبعات متاعب دول الجوار الشرقي والجنوبي عندما قلّبت الطاولة على الرئيس المالي السابق أمادو توماني توري في مارس من عام 2012 من طرف العسكر والجماعات المسلحة في الشمال وُضعت الجزائر أمام تحديات جديدة وخطيرة في نفس الوقت، وأصبحت الحدود الجنوبية لأول مرة في تاريخ الجزائر المستقلة مصدر تهديد أمني كبير وحقيقي رغم أنها ظلت تشكل دائما مصدر قلق للسلطات الجزائرية مند الاستقلال. لقد وضعت الحالة المالية بعد مارس من العام 2012 الجزائر أمام تحديات كبيرة وخطيرة أمنية وعسكرية وسياسية وإنسانية في نفس الوقت مرتبط بعضها ببعض، ووضعتها على الصعيد الدبلوماسي في مواجهة بعض القوى الإقليمية والدولية الطامعة، همها الوحيد إشعال المنطقة خدمة لمصالحها تحت عناوين ومبررات مكافحة الإرهاب والمجموعات المسلحة التي سيطرت على شمال مالي، وإعادة الشرعية للحكومة المركزية في بماكو. وفي الحقيقة فإن المتاعب الأمنية والعسكرية للجزائر بدأت مع سقوط نظام العقيد معمر القذافي في ليبيا نهاية العام 2011، فقد وجدت الجزائر نفسها في مواجهة فراغ أمني كبير نتيجة انهيار وتفكك المؤسسة الأمنية الليبية بكل فروعها، فراغ يمتد على مسافة 982 كلم وهي طول الحدود المشتركة مع الجار الشرقي، وكان لزاما على الجزائر أن تعمل على ضمان أمن حدودها وتكثيف دوريات المراقبة الجوية والأرضية على طول هذا الشريط، وإضافة مراكز حدودية جديدة في عدد كبير من النقاط. وإذا كانت الجارة تونس قد شهدت هي الأخرى اضطرابات بأقل حدة قبل ليبيا فإن الخطر الكبير كانت تمثله الجماهيرية المقبورة بالنظر لحجم الأسلحة الخفيفة منها والثقيلة من مختلف الأنواع التي كانت ضمن ترسانة العقيد القذافي، والتي توزعت بين القبائل والمجموعات والمليشيات والمواطنين، وهي كمية كبيرة لا يستهان بها، يمكن أن تؤدي إلى إسقاط دولة بكاملها، وقد نبّهت الجزائر عبر مسؤوليها مند البداية إلى خطر انتشار السلاح الليبي وتهريبه نحو بلدان الساحل خاصة الرخوة منها التي لا تملك إمكانات ومؤسسات أمنية قوية، والتي لا تراقب حدودها إطلاقا على غرار مالي. وبالفعل لم يمر وقت طويل حتى فعل السلاح الليبي المهرب فعلته في الجار الجنوبي عندما تمكنت جماعات مسلحة في الشمال متمرسة على التمرد والقتال من طرد القوات الحكومية من مواقعها في المدن الرئيسة للشمال، غاو، كيدال وتمبوكتو بعد معارك لم تدم سوى أسابيع قليلة، الشيء الذي أدى في النهاية إلى انهيار مؤسسات الحكومية المركزية في هذا الجزء الشاسع من البلاد، وأدى في نهاية الأمر إلى انقلاب عسكري ضد الرئيس أمادو توماني توري في مارس من العام المنقضي كان بطله النقيب سانوغو. هذه التطورات المفاجئة التي وقعت على حدودنا الجنوبية تركت فراغا فريضا وخطرا كبيرا على مسافة 1400 كلم، وهو طول الحدود المشتركة مع مالي التي غابت فيها السلطة المركزية، وانقلبت الطاولة على السلطة في بماكو ما ادخل البلاد في فوضى حقيقية مفتوحة على كل الاحتمالات. وهكذا وجدت الجزائر نفسها في مواجهة فراغ كبير اكبر واخطر من الفراغ الذي وقع على الحدود مع ليبيا قبل ذلك بأشهر، لقد كان الخطر حقيقيا على الحدود الجنوبية بالنظر لانتشار جماعات مسلحة وارهباية خطيرة في الجزء المقابل من التراب المالي، جماعات تحمل الكثير من العداء على الجزائر مثل «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، والجماعة الإرهابية الجديدة التي أطلق عليها « حركة الجهاد والتوحيد في غرب إفريقيا» والتي لم تتوان لحظة في إعلان عدائها للجزائر ولم يدم الوقت طويلا حتى قامت في بداية أفريل 2012 باختطاف سبعة دبلوماسيين جزائريين كانوا يعملون في قنصلية الجزائر في غاو، المدينة التي سقطت في أيدي الجماعات المسلحة بعد تهاوي قوات الرئيس توري. وعليه زادت متاعب الجزائر الأمنية والسياسية معا ولم تقتصر مهمتها على ملأ الفراغ الذي حدث في شمال مالي والاستعداد لمواجهة الجماعات المسلحة التي استوطنت المكان، بل وجدت نفسها أيضا أمام مشكل اختطاف دبلوماسييها في غاو. وكان ربما بالإمكان العمل على حل كل هذه المشاكل بطريقة منهجية لولا مسارعة بعض القوى الإقليمية على رأسها فرنسا للمطالبة بتدخل عسكري دولي عاجل في شمال مالي لاسترجاعه من أيدي الجماعات المسلحة الشيء الذي فتح على الجزائر معركة أخرى دبلوماسية بالخصوص لمواجهة مثل هذا التدخل الذي لو حدث سيؤدي حتمنا إلى تدهور الأوضاع بشكل خطير على حدودنا الجنوبية. وهكذا عملت الجزائر عبر قنواتها الدبلوماسية في بداية الأمر مع الجيران للتحسيس بالمخاطر الكبرى لمغامرة من هذا النوع، وقد بدلت في هذا الصدد مساعي كبيرة مع النيجر التي تتقاسم معها الجزائر حدودا طويلة تقارب الألف كلم، وكذا مع موريتانيا الجار الجنوبي الغربي الذي كان هو الآخر في أوقات سابقة ضحية لعمليات إرهابية وتدخلات أجنبية. وقد نجحت الجزائر في بداية الأمر في إقناعهما بمسعاها، لكن بات واضحا للمسؤولين الجزائريين انه لا يمكن أبدا التعويل على دولتين ضعيفتين من كل النواحي، وبخاصة إذا تعرضتا لإغراءات وضغوط من قوى أجنبية كبرى على غرار فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية. وبالموازاة مع بقاء استمرار المعركة الدبلوماسية قائمة في هذا المجال في أكثر من محفل تيقنت السلطات الجزائرية انه لا يمكنها الاعتماد سوى على إمكانياتها الخاصة لمواجهة الخطر الجنوبي، لذلك عمدت إلى وضع مخططات لتشديد المراقبة على طول الحدود الجنوبية سواء الجوية منها أو البرية عبر الدوريات والمراكز المختصة وذلك تطلب منها إمكانات وأموالا باهضة حسب الخبراء والمختصين في هذا المجال، فضمان طلعات جوية استطلاعية يوميا عبر الطائرات العادية أو العمودية لمراقبة الحدود يكلف من الناحية المادية أموالا كبيرة لا تقدر عليها كل الدول، فضلا عن التكاليف الأخرى الخاصة بتحريك تشكيلات من حرس الحدود والجيش الوطني الشعبي عبر طول الشريط الحدودي مع مالي، وإقامة مراكز مراقبة وثكنات جديدة في عدد من المناطق، ونقل مئات أو آلاف الجنود وأفراد الدرك الوطني إلى هذه المراكز وضمان تموينهم يوميا بكل المستلزمات كلها تكاليف باهضة وقعت على عاتق الدولة الجزائرية في ظرف قياسي. لكن رغم كل هذه الجهود والتكاليف الكبيرة فإن الخطر لا يزال قائما على حدودنا الجنوبية رغم تمكن الدولة من فرض رقابة مشددة على حدودها ومنع تسرب أي إرهابي أو مسلح إلى داخل التراب الجزائر بدليل تمكن وحدات الجيش من القضاء على عدد منهم حاولوا التسلل عبر الحدود واسترجاع كميات من الأسلحة، لكن الخطر يبقى في توقع ما قد يؤدي إليه تدخل عسكري محتمل في المنطقة في الأشهر المقبلة خاصة بعد اصدرا مجلس الأمن الدولي في 21 ديسمبر القرار رقم 2085 الذي يجيز إرسال بعثة عسكرية إلى مالي لمساعدة الحكومة المركزية على طرد الجماعات المسلحة واسترجاع الشمال. ورغم أن الحل العسكري يسير على خط مواز مع الحل السياسي إلا أن بقاء الخطر قائما لن يسمح للجزائر بأخذ أنفاسها على الحدود الجنوبية على الأقل خلال العام الجديد 2013 في انتظار ما ستؤدي إليه المعارك الدبلوماسية قبل العسكرية..فمعركة ضمان الأمن عبر الحدود لا تزال طويلة على ما يبدو. محمد عدنان قلب صقر المؤسسة العسكرية الفريق محمد العماري يتوقف عن النبض غيب الموت العام الجاري الفريق المتقاعد محمد العماري رئيس اركان الجيش الوطني الشعبي السابق عن عمر 73 سنة . و فارق الجنرال العماري المولود بالعاصمة في 7 جوان 1939 بالجزائر ، الحياة صباح الاثنين 13 فبراير 2012 في مستشفى محمد زيوشي طولقة بولاية بسكرة إثر وعكة صحية وكان لحظة أزمته القلبية في بيت عائلي في منطقة برج بن عزوز. تولى الفريق العماري مناصب عديدة في حياته العسكرية مدربا و مخططا في جيش التحرير الذي انضم إليه سنة 1961 ، و قائد أركان ناحية بين العامين 1970 – 1976، ثم عمل في مكتب عمليات قيادة الجيش حتى سنة 1988، ثم عين قائدا للناحية العسكرية الخامسة حتى العام ،1989 وبعدها قائدا للقوات البرية حتى نهاية عام 1992، وعين قائدا للقوات الخاصة ثم قائد أركان الجيش الوطني الشعبي منذ جويلية 1993. في رصيده شهادات في كبريات المدارس الحربية الفرنسية و الروسية . يوصف بأنه رجل المهمات الصعبة ، وتولى خلال بداية النشاط الارهابي قيادة القوات الخاصة التي تولت كسر شوكة الارهاب، الى غاية ترقيته قائدا لأركان الجيش الذي غادره في بداية العهدة الثانية للرئيس بوتفليقة. وبالضبط في أوت 2004. عرف عن الجنرال العماري، صراحته و مواقفه العلنية، في القضايا المتعلقة بالجزائر ، بما فيها ذات الطابع السياسي، أو القضايا المتعلقة بالجيش الوطني الشعبي، حيث كان أول مسؤول عسكري يكشف عن أجرته في ندوة صحفية ، ولم يكن يتردد في التعبير عن مواقف سياسية، وجعلت منه هذه المواقف في واجهة وسائل الاعلام الوطنية و الدولية. يصنفه محللون أنه أحد الشخصيات التي لعبت دورا كبيرا في الجزائر في مرحلة التسعينات، من خلال الحرب على الارهاب، أو صنع السلام رغم ما عرف عنه من تشدد في المواقف تجاه الجماعات الارهابية. ج ع ع في محيط إقليمي متوتر انتخابات تحت الضغط تمر بردا وسلاما على الجزائر في 2012 اعتبرت سنة 2012 بحق سنة التحديات السياسية الكبرى بالنسبة للسلطة في الجزائر بالنظر لرزنامة وأهمية الاستحقاقات الانتخابية التي كانت مبرمجة خلال هذه السنة في محيط عربي أثقل كاهله ما يسمى «الربيع العربي»، وتمكنت السلطة في النهاية من تمرير انتخابات تشريعية ومحلية وانتخابات تجديد ثلثي مجلس الأمة بسلام رغم ما قيل عنها وعن المال الفاسد الذي لطّخ بياضها. تميّزت الظروف التي سبقت إجراء الانتخابات التشريعية في العاشر ماي من العام المنقضي بضغوط كبيرة تحمّلها الجميع، من رئيس الجمهورية إلى بقية مؤسسات الدولة، فالأحزاب السياسية والمجتمع برمته كونها جاءت في ظروف إقليمية خاصة جدا عنوانها الرئيس « ثورات الربيع العربي» والفوضى «الهدامة» أو «الخلاقة» التي تركها وراءه.ففي ظل ضغط كبير على مختلف المستويات تم التحضير والاستعداد للانتخابات التشريعية في العاشر ماي انتخابات كان يرى فيها البعض «ربيعا جزائريا» يختلف في طريقته عن «الربيعات» العربية الأخرى لكنه سوف يؤدي إلى نفس النتيجة، إي تغيير طبيعة القوة السياسية الفاعلة في البلد تمهيدا لتغيير طبيعة النظام كما حدث بعد انتخابات تونس ومصر والمغرب، أما رئيس الجمهورية فقد خاطب الشعب واصفا انتخابات العاشر ماي بمثابة «أول نوفمبر جديد»، وبقي المواطن تائها بين الرهانين. ولضمان شفافية الاقتراع دعي أكثر من 500 ملاحظ دولي ليكونوا شهودا على العملية، ونصبت لجنتان وطنيتان لأجل ذلك أيضا، وبعدما حذر المحذرون وراهن المراهنون وتوعد المتوعدون مرت الانتخابات بردا وسلاما على السلطات العمومية وخرجت النتيجة التي يعرفها الجميع عكس ما توقعه الكثير من قراء الحظ، فأثارت بعد ذلك بعض الأحزاب زوابع في فناجين فارغة، ثم ما لبثت أن عادت إلى قواعدها.وبأقل ضغط تم التحضير أيضا للانتخابات المحلية التي جرت في التاسع والعشرين نوفمبر من العام المنسحب أيضا ولم تأخذ هذه الأخيرة نفس الأهمية السياسية التي أخذتها التشريعيات، كونها ذات طابع محلي بحت أما الانتخابات التشريعية فهي ذات طابع سياسي لان الأمر يتعلق هنا بمن سيحكم ومن سيشرع في المستقبل لذلك وجدت أهميتها في الخارج، وجاءت النتائج في النهاية مخالفة لتلك التي أفرزتها الانتخابات التشريعية فأشفت بعضا من غليل الأحزاب التي انتقدت في السابق فوز الآفلان ب 208 مقاعد في المجلس الوطني. وبعيدا عن الضغط والرهانات السياسية التي أخذتها الاستحقاقات الانتخابية التي جرت في الجزائر خلال سنة 2012 فإن المال الذي توصفه كل الأحزاب بالفاسد على غرار الأمينة العامة لحزب العمال فعل فعلته هو الآخر في هذه الاستحقاقات وأصبح معيارا للفوز بمقعد في المجلس الشعبي الوطني أو في الهيئات التنفيذية للبلديات والولاية أو في مجلس الأمة في بعد ذلك. ودعا كل قادة الأحزاب إلى ضرورة محاربة «الشكارة» كما يقال بالعامية لكنه ثبت في النهاية أن الأغلبية تخضع لسلطان هذا المال لتخرج بعد ذلك أمام الكاميرات لتذمه وتنتقد بشدة اصحابه، وتبين في النهاية أن الجميع يقبل سلطة هذا المال من اجل الوصول إلى مواقع المسوؤلية والامتيازات، فحتى رجال القانون قبلوا تدخل المال لصالحهم والأمثلة على ذلك واضحة في كثير من الولايات، حيث لولا الشكارة لما تمكن أساتذة في القانون ومحامون من الوصول إلى غرفتي البرلمان. محمد عدنان الزعيم حسين آيت أحمد يترجل كان انسحاب الزعيم التاريخي لجبهة القوى الإشتراكية من الحياة السياسية بعد سبعة عقود من العطاء و النضال إحدى المفاجآت التي تميزت بها السنة المنقضية 2012 ، حيث قرر حسين آيت أحمد أو « الدا حسين» رمي المنشفة و تطليق النشاط السياسي و الانسحاب نهائيا من رئاسة أكبر الأحزاب المعارضة و أعرقها على الإطلاق. زعيم الأفافاس البالغ من العمر 86 سنة قال في رسالة لمناضلي لحزبه في 20 ديسمبر من العام المنقضي أنه حسم في الأمر، و أنه لن يترشح لخلافة نفسه في المؤتمر الخامس للحزب، داعيا إلى عقد المؤتمر في الثلاثي الثاني من السنة الجديدة 2013 .و للتخفيف من وطأة انسحابه المدوي، قال أنه سيبقى في الاستماع لمناضلي الأفافاس وسيكون قريبا من الحزب تفكيرا وفعلا في إطار نشاطه بالمؤسسة التي قرر إنشاءها، و يتعلق الأمر بمؤسسة»حسين آيت أحمد» التي أسسها مع أبنائه. و يأتي انسحاب آيت أحمد من الحياة السياسية في وقت لم يتعاف فيه الأفافاس بعد من الانشقاقات و الانقسامات التي هزته على خلفية التصدع الذي أحدثه انشقاق السكريتير الأول السابق كريم طابو، و الذي آثر تأسيس حزب جديد. آيت أحمد المولود في 20 أوت 1926 بعين الحمام في منطقة القبائل، يعدّ أحد الذين صنعوا استقلال الجزائر، والوحيد الذي بقي على قيد الحياة من الستة الذين فجروا حرب التحرير في الأول من نوفمبر 1954. وتم انتخاب حسين آيت أحمد في أول مجلس تأسيسي بعد استقلال الجزائر في سبتمبر 1962، لكنه سرعان ما تحول إلى المعارضة المسلحة ضد الرئيس أحمد بن بلة وأسس جبهة القوى الاشتراكية في 1963، واعتقل في 1964 وحكم عليه بالإعدام، ثم تم العفو عنه، ففر من الجزائر في أفريل 1966 نحو لوزان بسويسرا. وعاد آيت أحمد إلى الجزائر في 1989 بعد الاعتراف بالأفافاس وفقا للدستور الجديد الذي أقر التعددية الحزبية بعد 27 سنة من هيمنة حزب جبهة التحرير الوطني. وعاد آيت أحمد إلى منفاه الاختياري في 1992 بعد إلغاء الدور الأول من الانتخابات التشريعية التي فازت بها الجبهة الإسلامية للإنقاذ بالأغلبية، وحصل فيها حزبه على المركز الثالث بعد جبهة التحرير الوطني. وتحالف في 1994 مع «الفيس» المحلّ للتوقيع على اتفاق سانت ايجيديو بروما للمطالبة بالحوار وإنهاء أعمال العنف المسلح الذي نتج عن إلغاء المسار الانتخابي. وعاد الدا الحسين إلى الظهور مجددا بمناسبة الانتخابات الرئاسية في 1999 للمشاركة فيها مرشحا باسم جبهة القوى الاشتراكية، لكنه انسحب منها رفقة خمسة مترشحين آخرين، عشية يوم الاقتراع. وتعود آخر زيارة له للجزائر إلى سنة 2004 ، و ساهم في النقاش السياسي ، قبل أن يعود إلى منفاه الاختياري في سويسرا مفضلا التنقل بين فرنسا سويسرا و المغرب، حيث يوجد عديد من أقاربه. و يأخذ عليه خصومه أنه سير الحزب بكثير من التسلط و الأبوة السياسية ما حمل الكثير من إطارات الأفافاس إلى الانشقاق بدءا بسعيد سعدي في 1985 و مجموعة تيزي وزو في 1994، ثم مجموعة الثمانية في 1998، ثم جناح كريم طابو . و حتى و إن الأفافاس كتشكيلة سياسية سيواصل مساره، فإن المهمة لن تكون سهلة بعد أن فقد الوهج التاريخي للدا حسين. محمد.م الاسلاميون الجزائريون لم يقطفوا أزهار الربيع خرج الاسلاميون الجزائريون بدون حصيلة في آخر استحقاق عرفته البلاد عشية العام الجديد، وهو التجديد النصفي لمجلس الأمة، ولم تتمكن التشكيلات الاسلامية من الفوز بأي مقعد. ويعكس هذا الحصاد الوضع الذي يوجد عليه الاسلاميون الذين عرفوا قبل هذا الاستحقاق انتكاسة في الانتخابات التشريعية والمحلية رغم تكتلهم في في «تجمع أخضر»، بعد أن طلقت حمس التحالف الرئاسي غداة اندلاع الربيع العربي، حيث تبنى زعيم حمس أبوجرة سلطاني انقلابا على مواقفه السابقة وخرج من الحكم إلى المعارضة على آمل ان يقطف أزهار الربيع الهادئ في الجزائر. وقد تبنى الاسلاميون الجزائريون دعوة إلى التغيير الذي توقعوا ألا تستثني رياحه البلاد، ومارسوا ضغطا على السلطة وحذروا في الحملة الانتخابية للتشريعيات –على الخصوص- من تزوير يكون شرارة لاندلاع الثورة، وما زاد في حماسة التكتل الاخضر المشكل من أيضا من النهضة والاصلاح، ان الربيع العربي ابتسم للاسلاميين برضى أمريكي وغربي، حيث زحف الاسلاميون على السلطة في تونس ومصر قبل أن يفوزوا بالانتخابات في المغرب ويستولوا على مفاصل الحكم في ليبيا، ولم تبق سوى الجزائر التي ظل أبوجرة ومنذ سنوات يتوقع ان يحكمها الاسلاميون في 2012.غير أن الاستحقاقات التي عرفتها البلاد خلال هذه السنة اعفت الجزائر من اللون الاخضر ، بل واخرجت الاسلاميين من اللعبة السياسية برمتها.وحتى وإن كانت الأحزاب الاسلامية اشتكت من تزوير ذكي أبعدها، إلا أن معطيات عديدة باتت تؤشر إلى تراجع هذا التيار، لاسباب عديدة على رأسها الازمة الدموية التي عاشتها البلاد عقب فوز كبير لحزب اسلامي في بداية تسعينيات القرن الماضي، و هي مرجعية مؤلمة بات الجزائريون يخشون تكرار تجربتها، وكذا استنزاف السلطة للاسلاميين عبر اشراكهم في منظومة الحكم، حيث أثبتوا أنهم لا يختلفون عن بقية التيارات وقابلين للخطأ وللفساد الذي تعاني منه الطبقة السياسية أيضا، هذا إذا أسقطنا الانقسام داخل الاسرة الاسلامية والصراع على المسؤوليات داخل الأحزاب. إلى ذلك كان الاسلاميون في مرمى نيران أحزاب منافسة، حيث اتهمتهم زعيمة حزب العمال لويزة حنون بالعمالة للخارج وقالت انهم ينسقون مع السفارة الامريكية ويتلقون أموالا من قطر ودعما من تركيا، بل أنها تحدتهم إن كانوا قادرين على الجهر بمواقف حازمة ضد إسرائيل.وفي ظل التخبط الذي عاشته دول عربية برز فيها الاسلاميون، التزم الجزائريون الحذر ونسوا الاسلاميين، وهكذا سقطت نبوءة الشيخ أبوجرة سلطاني والذين معه من الجانحين إلى السلم الذين اختاروا العمل السياسي و الجمعوي للوصول إلى الحكم. ق-و رحيل أحمد بن بلة أول رئيس للجزائر المستقلة توفي الرئيس الأسبق أحمد بن بلة الذي قاد الجزائر المستقلة من الفترة الممتدة من 1962 إلى 1965 في ال 11 أفريل الماضي عن عمر يناهز 96 عاما، بعد مسار نضالي ثوري حافل في صفوف الحركة الوطنية وثورة التحرير. ويعتبر أحمد بن بلة وهو أول رؤساء الجزائر بعد الاستقلال، من الشخصيات الوطنية البارزة على المستوى الوطني والإفريقي والدولي حيث ظل ، ورغم كبر السن ومتاعب المرض، مرتبطا بالنضال، والمساهمة في تجاوز أزماتها، فضلا ، واضعا خبرته وتجربته ونضالاته ضد الاستعمار والتبعية في خدمة القارة وشعوب العالم، وقد كلفه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. وكان دور بن بلة قد برز، بمجرد عودته إلى الجزائر من منفاه الاختياري بسويسرا، في 29 سبتمبر 1990، حيث استقر بشكل نهائي بالجزائر، وتولى رئاسة اللجنة الدولية لجائزة القذافي لحقوق الإنسان، واعتبر من عقلاء قارة إفريقيا للإسهام في حل النزاعات التي تنشب ، حيث أسندت له رئاسة مجموعة ‹‹ عقلاء الاتحاد الإفريقي››، منذ سنة 2007 . ويعتبر أحمد بن بلة الذي ولد بمغنية في 25 ديسمبر 1916، وتلقّى تعليمه الثانوي بمدينة تلمسان، وأدى الخدمة العسكرية سنة 1937، أحد الوجوه البارزة في حرب التحرير الجزائرية، وكان أحد المؤسسين البارزين لحزب جبهة التحرير الوطني. وقد ارتبطت حياة بن بلة بالنضال السياسي الجزائري خلال الاستعمار الفرنسي، إذ تأثر كثيرا بأحداث 8 ماي 1945 التي قتل خلالها 45 ألف شهيد من الجزائريين على يد الجيش الفرنسي، ما جعله يدخل النضال السياسي وينضم إلى حزب الشعب الجزائري ثم بعد ذلك إلى حركة انتصار الديمقراطية، قبل أن ينتخب مستشارا لبلدية مغنية، مسقط رأسه، في عام 1947. عرف عن بن بلة أنه من أشد المناهضين للتواجد الفرنسي بالجزائر، وكان من مؤسسي المنظمة الخاصة وكان عمله العسكري الأول مهاجمة مركز بريد وهران في 1949مع حسين أيت أحمد ورابح بيطاط شخصيتين وطنيتين لعبتا دورا محوريا خلال الثورة الجزائرية. ألقت السلطات العسكرية الفرنسية القبض على الرئيس الجزائري الأول في 1950 وسجنته لمدة سنتين بالعاصمة قبل أن تحكم عليه مجددا بالسجن سبع سنوات. لكن ابن مغنية نجح في الفرار من السجن في 1952 والتحق بالقاهرة حيث كان يتواجد زعيمان جزائريان هما حسين أيت أحمد ومحمد خيضر في الوفد الخارجي لجبهة التحرير الوطني. وأمام تزايد نشاطات بن بلة المعادية للاستعمار الفرنسي، سجن الرجل مرة ثانية في عام 1956 خلال عملية القرصنة الجوية التي نفذها الطيران العسكري الفرنسي ضد الطائرة التي كانت تنقله من المغرب إلى تونس برفقة قادة آخرين لجبهة التحرير الوطني، بينهم حسين أيت أحمد ورابح بيطاط ومحمد بوضياف ومصطفى لشرف الذي شغل منصب وزير التعليم في عهد بومدين. وظل بن بلة معتقلا حتى وصل الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد إلى السلطة عام 1980 فأصدر عفوا عنه ثم غادر الجزائر متوجها إلى باريس حيث أنشأ بفرنسا الحركة الديمقراطية بالجزائر ثم توجه إلى سويسرا في منفى اختياري. وفى 29 سبتمبر عام 1990 عاد بن بلة نهائيا إلى الجزائر. ع.أسابع الشاذلي بن جديد .. أب الانفتاح يلقي مذكراته ويغيب رحل الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد ثالث رئيس للجزائر المستقلة (1992-1979) إلى مثواه الأخير في ال 6 أكتوبر الماضي عن عمر يناهز ال 83 سنة بعد صراع طويل مع المرض، والذي بوفاته يرحل جزء حي من الذاكرة الحديثة للجزائر المستقلة والمتمثلة في الإصلاحات السياسية وما انجر عنها من أحداث عرفت بالمأساة الوطنية. وتشاء الأقدار أن يتقاطع دخول ثالث رئيس للجمهورية الجزائرية المستقلة، في غيبوبة وُصفت بالعميقة، مع الذكرى ال24 لأحداث الخامس أكتوبر 1988، وقبل شهر تقريبا من إصدار مذكراته التي فضل الإفراج عنها في الفاتح نوفمبر الماضي المصادف للذكرى ال 58 لعيد الثورة التحريرية. انخرط الشاذلي بن جديد الذي ولد في بلدة السبعة بولاية الطارف حاليا في 14 أفريل 1929 في جبهة التحرير الوطني سنة 1954 قبل أن يلتحق سنة بعد ذلك بجيش التحرير الوطني بالولاية الثانية (منطقة قسنطنية). و في سنة 1956 أصبح الراحل الشاذلي بن جديد قائدا في ناحيته وبعدها نائبا قائد منطقة سنة 1957 و قائد منطقة برتبة نقيب سنة 1958. كما انتقل لفترة وجيزة إلى القيادة العملياتية لمنطقة الشمال سنة 1961 ليعين عاما بعد ذلك قائدا للناحية العسكرية ال5 (قسنطينة) برتبة رائد. و بعد الاستقلال أي في سنة 1963 أوكلت له مهمة الإشراف على انسحاب القوات الفرنسية من تلك المنطقة قبل أن يتولى قيادة الناحية العسكرية الثانية ( منطقة وهران ) في ال 4 جوان 1964. و قد كان الراحل بن جديد عضوا في مجلس الثورة في 19 جوان 1965 بعد الإطاحة بالرئيس احمد بن بلة، ثم أشرف مباشرة على إجهاض انقلاب العقيد الطاهر الزبيري سنة 1967، قبل أن يتولى في فيفري 1968 الإشراف عن انسحاب القوات الفرنسية من منطقة وهران سيما عملية الجلاء من مرسى الكبير ليتم ترقيته سنة بعد ذلك إلى رتبة عقيد. كلفه مجلس الثورة سنة 1978 خلال فترة مرض الراحل هواري بومدين بتولي تنسيق شؤون الدفاع الوطني، فيما تم تعيينه في جانفي 1979 أمينا عاما لجبهة التحرير الوطني بعد المؤتمر ال 4 ثم مرشحا للانتخابات الرئاسية ليتم انتخابه رئيسا للجمهورية في ال 7 فيفري 1979 مع توليه منصب وزير الدفاع الوطني إلى غاية جويلية 1990 و هو التاريخ الذي تولى فيه هذا المنصب رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي العميد خالد نزار. أعيد انتخابه في منصب الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني في ديسمبر 1983 ليتم اختياره كمرشح لرئاسة الجمهورية من قبل المؤتمر ال 5 لجبهة التحرير الوطني لعهدة ثانية. كما أعيد انتخابه كرئيس للجمهورية مرتين متتاليتين سنتي 1984 و 1988 وغداة أحداث أكتوبر 1988 قام الراحل الشاذلي بن جديد بإصلاحات سياسية مختلفة من بينها مراجعة الدستور الذي كرس التعددية الحزبية ابتداء من فيفري 1989. و في جوان 1991 أعلن حالة الطوارئ في كامل التراب الوطني و قرر تأجيل الانتخابات التشريعية ل 27 جوان من نفس السنة. وبعد أن قام في ال 4 جانفي 1992 بحل المجلس الشعبي الوطني تخلى الراحل الشاذلي بن جديد عن مسؤلياته مقدما استقالته في ال 11 جانفي 1992 للمجلس الدستوري أمام كاميرات التلفزة الوطنية. و كان الراحل بن جديد خلال الفترة التي قضاها على رأس الدولة الجزائرية وراء إنشاء اتحاد المغرب العربي بعد لقاء جرى في زرالدة سنة 1989 بين قادة بلدان المغرب العربي. الرئيس بن جديد كتب مذكرات صنع الجزء الأول منها الذي صدر بعد رحيله الحدث في الجزائر وأصبح الكتاب الأعلى مبيعا في فترة قصية وهو من قلة فضلت ان تترك أثرا مكتوبا وترحل. ع.أسابع عبد الحميد مهري.. اختفاء حكيم من طينة نادرة فقدت الجزائر أواخر شهر جانفي الماضي أحد رموز الثورة الجزائرية و أحد وجوهها البارزة حيث كان مجاهدا و سياسيا و دبلوماسيا ترك بصماته قبل و بعد الاستقلال وهو عبد الحميد مهري، الذي انتقل إلى جوار ربه عن عمر يناهز 86 سنة، بعد مسيرة حافلة بالنضال والعطاء منذ الحركة الوطنية. عاش عبد الحميد مهري ومات مسكونا بهموم الوطن، الذي ناضل في سبيل حريته وهو لم يتجاوز سن ال 16 بالانخراط في صفوف حزب الشعب ثم حركة انتصار الحريات الديمقراطية، من أوائل الملتحقين بالثورة التحريرية. ولم يثنه الاعتقال في سجون الاحتلال عن مواصلة الطريق الذي كان شاقا ومضنيا بشهادة الرجل ومقربيه، فقد انتقل إلى العمل ضمن الوفد الخارجي لجبهة التحرير الوطني، كما شغل منصب عضو في المجلس الوطني للثورة الجزائرية، ثم في لجنة التنسيق والتنفيذ ولدى تشكيل الحكومة المؤقتة تولى مهري منصب وزير شؤون شمال إفريقيا في تشكيلتها الأولى ووزير الشؤون الاجتماعية والثقافية في تشكيلتها الثانية، وعرف آنذاك خلال نضاله ضد المستعمر الفرنسي بمشروع حمل اسمه›› مشروع مهري›› ردا على مشروع ‹› ديغول››. كما تقلّد مهري المولود في 3 أفريل ،1926 بالخروب ( قسنطينة )، عديد المناصب منها الأمانة العامة لوزارة التعليم الثانوي بين 1965 – 1976، ثم وزيرا للإعلام والثقافة في مارس 1979، وعين في عهد الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد سفيرا للجزائر في فرنسا 1988-1984 ، ثم في الرباط، قبل استدعائه إلى الجزائر لتولي منصب الأمانة الدائمة للجنة المركزية للأفلان، ثم منصب الأمين العام للحزب العتيد، الذي استقال منه عام 1996 بعد ما يعرف ب ‹‹ المؤامرة العلمية ›› التي أطاحت به من قيادة الافلان .و بقي مهري منذ تلك الفترة بعيدا عن النشاط الحزبي رغم قيادته لمبادرات سياسية على الساحة الوطنية فقد واصل مسيرته محافظا على مبادئه الأساسية الداعية إلى الحوار ونبذ الإقصاء.و تفرغ الرجل في السنوات الأخيرة للعمل الفكري والنضالي لدعم القضايا العربية. عاش الرجل مسكونا بهموم وأزمات حزبه ووطنه وأمته، فقد كان حاضرا في كل منعرج وكلما اقتضى الموقف للإدلاء بآرائه ومواقفه والمساهمة باقتراح الحلول والمبادرات، ولعلّ آخرها الرسالة التي رفعها في فيفري الفارط إلى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بعد انتفاضة الشباب التي وصفت بانتفاضة الزيت والسكر مقترحا جملة من الحلول للعبور بالبلاد إلى برّ الأمان وتحصينها من تقلبات الربيع العاصف بالمنطقة العربية، وقد ارتبط اسم مهري منتصف التسعينات بمبادرة ‹› سانت إيجيديو››، فهو لم يتوان عن الجلوس على طاولة واحدة مع الإسلاميين والاشتراكيين من الوطنيين بحثا عن حل للأزمة التي عصفت بالجزائر في أعقاب توقيف المسار الانتخابي بداية التسعينات، فالرجل من دعاة الحوار والمصالحة الوطنية ونبذ العنف، كما كان من الموقعين على النداء من أجل السلم سنة 1996، مواقفه هذه جعلته محل تقدير من قبل الجميع دون استثناء، ويعترف له بنضاله وحبه للجزائر وانشغاله بقضايا الأمة العربية. ع.أسابع الأزمة السورية في نفق مظلم و الإبراهيمي في سباق مع الوقت لتوقيف آلة الحرب قبل انقضاء عام 2012 بيومين فقط شد المبعوث العربي والدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي الرحال مجددا إلى موسكو في سباق مع الوقت لإيقاف آلة الحرب الجهنمية التي مازالت تحصد يوميا عشرات الأرواح بسوريا و أكد هناك أن البديل للعملية السياسية في سوريا هو الجحيم. وقال في أعقاب محادثات مع وزير الخارجية الروسي سيرغى لافروف اذا كان البديل الوحيد هو إما الجحيم أو العملية السياسية فينبغى علينا جميعا أن نعمل دون توقف تجاه العملة السياسية. و في الأسبوع الأخير من السنة المنقضية كثف الدبلوماسي الجزائري المعروف بحنكته المشهودة في معالجة بؤر التوتر المستعصية، جهوده الدبلوماسية لوقف العنف وإطلاق حوار وطني شامل بين الحكومة والمعارضة على أساس اتفاقيات جنيف وسط تصعيد أمني مستمر راح ضحيته نحو 45 ألف شخص. و كان الابراهيمي قد صرح قبيل مغادرته سوريا في ثاني زيارة لها بعد سلسلة لقاءات مع الرئيس السوري بشار الأسد وعدد من المسؤولين الحكوميين وأقطاب المعارضة في الداخل بحثا عن إيجاد مخرج سلمي للأزمة السورية، أن التغيير المطلوب في سوريا يجب ان يكون تغييرا حقيقيا، داعيا كافة الأطراف إلى وقف العنف والالتزام بالمسار السلمي. كما كشف المبعوث العربي والدولي المشترك أن ثمة مشاورات تجرى حول تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات واسعة من جميع الأطراف المعنية بالأزمة السورية الى حين إجراء انتخابات جديدة. و تجب الملاحظة هنا أن الابراهيمي أصر على تفنيد المعلومات الصحفية التي أشارت إلى أنه يقوم خلال جولته المكوكية التي قادته إلى دمشقموسكو السبت الماضي قبل توجهه إلى القاهرة بتسويق مشروع روسي-أمريكي حول الأزمة في سوريا، مؤكدا أن اتفاق جنيف فيه من الأفكار الكافية لحل الأزمة في سوريا خلال الأشهر المقبلة ولا داعي لإضفاء أي نقاط جديدة . وفي تصريح متطابق مع تصريح الابراهيمي أعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش أنه لا توجد أية خطة روسية أمريكية لتسوية الوضع في سوريا ، معتبرا أن اتفاقيات جنيف هي أساس لا بديل له لحل الازمة في سوريا. وشدد المسؤول الروسي على ضرورة حث طرفي النزاع السوري على تنفيذ ما ورد في بيان الاجتماع الوزاري في 30 جوان من السنة الجارية في جنيف من أجل الخروج من المأزق وحقن الدماء ووقف استخدام القوة وبدء الحوار بين الأطراف السورية إلى جانب التزام الأطراف الخارجية أيضا بما اتفق عليه المشاركون في ذلك . وتداولت وسائل إعلام عربية وغربية ما قالت إنه خطة تحظى بتأييد روسي أمريكي لتسوية الأزمة في سوريا تقوم على تشكيل حكومة يوافق عليها كافة الأطراف في سوريا على أن يبقى الرئيس بشار الأسد في منصبه حتى 2014 وأن يكون له صلاحيات محدودة من دون أن يترشح مجددا للانتخابات. ونظرا لاقتناع الابراهيمي والجانب الروسي بالحاجة الملحة الآن إلى إجراءات نشطة وحاسمة لوضع حد لإراقة الدماء، أجرى المبعوث الدولي مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف السبت الماضي بموسكو مباحثات لمناقشة كافة المسائل المتعلقة بالتسوية السياسية الدبلوماسية في سوريا . وفي اطار المشاورات السورية-الروسية الرامية إلى تطوير الحوار مع الحكومة وقوى المعارضة من أجل وقف إراقة الدماء في سوريا قام فيصل المقداد النائب الأول لوزير الخارجية السوري قبل ذلك بزيارة إلى موسكو لبحث آخر تطورات الأوضاع في بلاده، و أجرى مباحثات مع سيرجى لافروف . و كان الإبراهيمي خلال زيارته الى دمشق قد التقى نائب وزير الخارجية السوري وطرح عليه نقطتين أساسيتين للوصول إلى حل توافقي للأزمة، الأولى تمثلت في تشكيل حكومة لها صلاحيات واسعة، والثانية أن يكمل الرئيس الأسد ولايته حتى عام 2014 ويتعهد بعدم الترشح لولاية جديدة». وتتزامن التحركات التي يقوم بها الابراهيمي مع تفاقم الوضع الأمني في سوريا وارتفاع حصيلة القتلى والجرحى جراء العمليات العسكرية اليومية. و أمام التفاقم المتواصل للأزمة في سوريا، يسعى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى أن تعقد المنظمة الدولية مؤتمرا بالكويت مطلع العام الجديد من أجل ضمان الحصول على أكثر من 15 مليار دولار للمساعدة في إنقاذ حياة الملايين من الشعب السوري، الذين يواجهون وضعا إنسانيا سريع التدهور. وعبر عن قلقه البالغ حيال التدهور السريع للأوضاع الإنسانية في سوريا، حيث يعيش أكثر من 5 ملايين شخص في حاجة ماسة للمساعدة،وأكثر من ملونين آخرين مشردين داخليا، إضافة إلى 450 ألفا آخرين فروا إلى الدول المجاورة. و أشار الأمين العام الأممي إلى أن وكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين حذرت من تضاعف عدد اللاجئين السوريين، ليصل إلى 11 مليون نسمة بحلول جوان 2013، ويشكل الأطفال أكثر من 50 بالمائة من المدنيين المتضررين من الأزمة. و حسب تقرير إعلامي، فإن سوريا شهدت عاما داميا في 2012 ، حيث لقي أكثر من 45 ألف شخص مصرعهم بينهم 30 ألف مدني منذ اندلاع الأزمة في شهر مارس عام 2011، وفقا لأرقام منظمات المعارضة السورية. من جانبه، يرى رياض قهواجي المدير التنفيذي لمؤسسة الشرق الأوسط للتحليل العسكري أن الأشهر القليلة الماضية قد شهدت تقدم ممسلحي المعارضة وتعزيز أعدادهم وأسلحتهم فضلا عن فقدان قوات النظام من جانبهم مساحات كبيرة من مواقعهم وعدم قدرتهم على الحفاظ على هذه المواقع. أما الباحث دافيد ريجوليي روز من المعهد الفرنسي للتحليل الإستراتيجي (إيفاس)، فيؤكد أن العديد من القوى الإقليمية تتنافس في هذا المجال بما في ذلك إيران الحليف الوفي لدمشق. و بحسبه فإن إيران تلعب دورا جوهريا لأن سوريا تمثل جزء مركزيا لما يمكن أن يكون من «الهلال الشيعي» والذي من شأنه أن ينطلق من إيران وصولا إلى البحر الأبيض المتوسط مع حزب الله اللبناني. وأوضح الباحث الفرنسي أن سوريا تعد جزء مركزيا وأنه من المعروف أن طهران جزء شبه مباشر في الصراع الذي يظهر على شكل حرب بين القوى الإقليمية لاسيما بين إيران من جهة ودول الخليج من جهة أخرى. محمد.م الإخوان تقدموا في مصر ، و النهضة وضعت يدها على ثورة البوعزيزي دول الربيع العربي أمام المنعرج و العام الجديد موعد كل المخاطر تدخل ثورات الربيع العربي عاما جديدا مليئا بالتحديات و الشكوك، فبقدر ما توحي التطورات الأخيرة بأن القوى التي قادت هذه الثورات أو استفادت منها نجحت في تعزيز نفوذها، تنتاب المتتبعين شكوكا حول مستقبل هذه الثورات، و الأنظمة التي أفرزتها. في مصر مثلا شهد العام 2012 مواجهات وقتلى في ميدان التحرير وسط انقسام حاد حول المسار الذي تأخذه الثورة، و في تونس اشتعلت مدينة سيدي بوزيد من جديدة ولكن ضد الحكومة التي تشكلت من القوى المنتصرة في الثورة. و يتساءل حاليا كثير من المصريين و التونسيين على حد سواء حول ما إذا كانت الثورات التي سالت من اجلها دماء أبناؤهم ، تأخذ مسارها في بناء مجتمع ديمقراطي ، قد استولي عليها من قبل جماعات أخرى استرجعتها لصالحها, و تنظر كثير من النخب المصرية بتوجس إلى ما سيحمله العام الجديد من مستجدات ، في ظل الخوف من كون العام 2013 حلقة أخرى في مسار وضع الإخوان ، عن طريق ذراعهم السياسي حزب العدالة والحرية اليد على مقاليد الحكم، بعد فوز مرشحهم محمد مرسي بالانتخابات الرئاسية، ثم إقصاء النخب العسكرية المحسوبة على النظام السابق، بقيادة المشير طنطاوي. وعزز الرئيس المصري هيمنته على مقاليد السلطة من خلال وضع دستور حاز على دعم 63 بالمائة من أصوات المصريين، رغم المعارضة الشديدة التي أبدتها قوى المعارضة، من ليبراليين وقوميين وقوى قبطية، و استغلوا المخاوف من عودة رموز نظام الحكم السابق في تمرير مشروعهم السياسي. لكن ،لم يؤد تغيير نظام الحكم إلى ثورة في السياسة الخارجية لمصر ، فالإخوان حريصون على عدم إغضاب الدول المانحة وخصوصا الولايات المتحدة الأمريكية التي تقدم لمصر 3ملايير دولار دعم مالي سنوي ،و اكتفت الحكومة بالتنديد خلال العدوان على غزة، رغم أنها لعبت دور الوساطة في المفاوضات التي جرت لوقف إطلاق النار إلا أن ذلك يعتبر في نظر الكثير من المتتبعين دليل على وقوفها على مسافة واحدة بين الفلسطينيين و الإسرائيليين دون تغيير شديد في السياسة الخارجية، حيث يستمر إخوان مصر في حصار إخوان غزة، على ننفس التوجه الذي سار عليه نظام الحكم السابق. تونس :النهضة تستولي على ثورة البوعزيزي و في تونس ، أظهرت حركة النهضة نزوعا شديدا نحو الهيمنة على القرار السياسي، بكل جعل الرئيس التونسي منصف المرزوقي نفسه، معزولا، مكتفيا بدور شرفي و صوري في اتخاذ القرار. و ظهرت للعلن خلافات بين شركاء الحكم ، و هدد المرزوقي بالاستقالة، بينما شهد الشارع صدامات بين النهضة و خصومها من الأحزاب اللائكية، و وورثة النظام السابق فيما تغرق البلاد في أزمة سياسية، وأمنية، و اقتصادية، حيث تراجع مردود قطاع السياحة التي يشكل عمود الاقتصاد المحلي، رغم استمرار تدفع السياح الليبيين والجزائريين. فجر عجز السلطات الجديدة، في علاج المشاكل الاقتصادية و الاجتماعية للتونسيين احتجاجات شديدة في الشارع، كانت سيدي بوزيد مهد الثورة التونسية قبل سنتين، منطلقا جديدا لها. لم يتردد الحكم الجديد في وضع من كان موته مشعلا لفتيل الثورة البوعزيزي في الحبس. وتواجه تونس إلى جانب ذلك تحديا جديدا يتمثل في التطرف الديني وظهور تنظيمات سلفية تهدد أمن البلد، المعروف بتسامحه الديني، و أثار الهجوم على مقر السفارة الأمريكية في المدينة عقب بث فيلم مسيء للرسول - ص - الصيف الماضي واكتشاف خلايا جهادية، مخاوف من سقوط الدولة في براثن التطرف الدموي. ,والاهتمام مركز عما تحمله السنة 2013 من مستجدات ، وخصوصا من يفوز بالانتخابات العامة و الاستفتاء على الدستور الجديد المقرر انه ينه المرحلة الانتقالية. و لا ينتظر أن يحدث تغيير كبير على المشهد السياسي و الأمني في تونس، في ظل استمرار تتنازع الشرعيات و مقاومة قوى تونسية لمحاولة الإسلاميين الهيمنة على القرار وتوجيه السياسة العامة لتونس وخصوصا على المستوى الداخلي. و بالنسبة لليبيا التي تعيش حالة فوضى سياسية وأمنية، رغم انتصار « الثورة «، يعد المستقبل اكبر غموضا، مقارنة بتونس ومصر، اللتين تتوفران على تقاليد دولة وحكم، ومؤسسات سياسية وأمنية مهيكلة. و في المناطق التي انطلقت منها الثورة على النظام السابق، أي المناطق الشرقية، تظهر السلطة القائمة عاجزة عن التحكم في الأوضاع، مع انتشار النزعة الانفصالية في المناطق النفطية، فيما تنتظر المناطق الموالية لنظام الحكم السابق، فرص أخرى للثورة، كما فعلت بني وليد هذا العام مرتين. و على المستوى السياسي تغرق السلطات الجديدة في عمليات الهاء للرأي العام من خلال محاكمة رموز نظام الحكم السابق، و الإيهام بالعمل على ترسيخ أدوات و آليات جديدة لوضع خارطة طريق تكون فيها السياسة هي الرابح الأكبر و يغلب فيها صوت الحوار على صوت الرصاص الذي أصبح سمة البلاد ما بعد الثورة. مخاوف غربية جعل اقتحام السفارة الأمريكية بتونس و مقتل السفير الأمريكي في بنغازي في جوان الماضي ، كثيرا من الدول الغربية المتحمسة للربيع العربي تشعر بالغيظ، و الخيبة. ويسود توجس من تحول الربيع العربي إلى خريف تسيطر فيه قوى التطرف على الحياة العامة في هذه البلدان، ويزداد عزلة، التيار القائل الداعي لمنح الأنظمة الجديدة فرصا إضافية من منطق أن تركة عشرات السنين من الظلم و الاستبداد لا يمكن أن تزول بين عشية و ضحاها. جمال علي عمار 2012 المنعرج الكبير عودة الخضر إلى جنوب إفريقيا والهدف الوصول إلى البرازيل استعاد المنتخب الوطني بقيادة التقني البوسني وحيد حليلوزيتش وهجه وبريقه على مدار سنة 2012، التي شهدت تألق الخضر بعودتهم إلى النهائيات القارية وحجزهم مقعدا ضمن أفضل 16منتخبا إفريقيا في "كان 2013"، وكذا بتواجدهم في أفضل رواق ضمن سباق التصفيات المؤهلة لمونديال البرازيل 2014. وبفضل النتائج المميزة لرفقاء النجم سفيان فغولي أحدث الخضر قفزة تاريخية على لائحة الفيفا لم تبلغها الكرة الجزائرية على مدار خمسة عقود، بارتقائهم إلى المرتبة التاسعة عشر، مباشرة خلف العملاق البرازيلي ومتقدمين منتخبات كبيرة وعريقة. منتخبنا الوطني الذي خفت وهجه بعد مونديال جنوب إفريقيا، عاد إلى الواجهة الكروية القارية بجيل جديد من اللاعبين الموهوبين، يتقدمهم نجم نادي فالنسيا الإسباني وأفضل لاعب جزائري للسنة سفيان فغولي، ووفق خارطة طريق رسمها "الكوتش وحيد" الذي عرف عهده نهاية جيل ذهبي من اللاعبين الذين صنعوا أفراح وانتصارات جزائر كرة القدم، حيث مباشرة بعد التخلي طوعا عن خدمات كريم زياني مدلل الجزائريين منذ التصفيات المزدوجة لكان ومونديال 2010، اضطر ابن البلقان للتعامل مع وضع جديد أفرزه إعلان ركائز المنتخب اعتزالهم اللعب دوليا وتفرغهم للعب لنواديهم، في خرجة مفاجئة صدمت الشارع الكروي الوطني، ونصبت عديد علامات الاستفهام التي لا تزال قائمة حتى اليوم، حيث كانت البداية بقائد الخضر عنتر يحيى الذي أعلن اعتزاله مطلع شهر ماي، ولئن برر قاهر الفراعنة في أم درمان قراره ببلوغه العقد الثالث، فإن إعلان ذات القرار بعد يومين من قبل كريم مطمور صاحب ال27سنة وثلاثين مشاركة بالقميص الوطني، أذهل الجميع سيما واليوم الموالي عرف سير نذير بلحاج على نفس النهج، غير أن ردة فعل الخضر نهاية شهر ماي بقهرهم منتخب النيجر بثلاثية نظيفة (نتيجة لم يحققها الفريق منذ ربع نهائي كان 2010 أمام كوت ديفوار) أعادت البسمة للمحبين والثقة للاعبين، الذين أكدوا الصحوة الهجومية للأفناك مطلع شهر جوان بتخطيهم عقبة المنتخب الرواندي بالسرعة الرابعة، قبل أن يتجرع حليلوزيتش أول خسارة له على رأس الخضر يوم 12 جوان بالأراضي البوركينابية أمام منتخب مالي، وهي الهزيمة التي مرر عليها الإسفنجة سليماني ورفاقه برباعية أمام المنتخب الغامبي منحت الخضر تذكرة التأهل إلى الدور التصفوي الأخير على درب كان بلد العم مانديلا، حيث أوقعته عملية القرعة في مواجهة المنتخب الليبي، الذي استقبل منتخبنا ذهابا بالدار البيضاء المغربية بالنظر للأوضاع التي عرفتها الجماهيرية، وعاد الفوز لكتيبة حليلوزيتش بهدف حمل توقيع سوداني في اللحظات الأخيرة من لقاء عرف نهاية على وقع اشتباكات بين اللاعبين بسبب عدم تجرع الليبيين للخسارة، ومعها معاقبة جبور ولاعبين ليبيين بمقابلتين نافذتين، لكن مباراة العودة بالبليدة كرست تفوق منتخبنا بفضل ثنائية القوة الضاربة الجديدة للمنتخب سوداني وسليماني التي أهلت الخضر رسميا إلى كان جنوب إفريقيا، وتحقيق الناخب الوطني أول أهدافه المدرجة في العقد المبرم مع الفاف. ومن أبرز مكاسب الكرة الجزائرية في السنة المنقضية، مواصلة استفادة المنتخب من اللاعبين مزدوجي الجنسية، حيث حمل القميص الوطني لاعب ريال سوسييداد لياسين بن طيبة كادامورو، وتم تأهيل قلب هجوم نادي بارما الإيطالي إسحاق بلفوضيل الذي فضل تأجيل التحاقه بالخضر إلى الربيع القادم بمناسبة تصفيات مونديال البرازيل، وسار على الدرب مدافع سانت ايتيان فوزي غلام الذي سيكون على غرار فغولي و قديورة و قادير وبودبوز وغيرهم من الوافدين الجدد مطلع العام الجديد على موعد مع كان جنوب إفريقيا، التي ستشهد غياب الماجيك بوقرة و جبور و يبدة. نورالدين - ت حليلوزيتش ومشروع منتخب قوي البوسني أعاد الخضر للكان ووضعهم ضمن Top20 وفق الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش عام 2012 في إعادة الخضر إلى نهائيات الكان بعد غياب عن الدورة السابقة، كما تألق بوضعه المنتخب الوطني لأول مرة في التاريخ ضمن "توب 20" لأحسن المنتخبات في العالم. وقد عرف حليلوزيتش أن الجانب الانضباطي مكمن الخلل والعلة التي أفقدت المنتخب قوته وتوازنه، فعمد إلى منع اللاعبين من التأخر سواء في التربصات أو الحصص التدريبية وحرم الغرباء من ولوج معسكر الخضر، كما أكد أنه يمانع التدخل في عمله من أي كان، وأنه ليس من النوع الذي يتلقى الأوامر الفوقية، كما أنه أسقط الكوادر وضرب بشرعية "أم درمان" عرض الحائط ، وأكد أنه لا فرق عنده بين "كادر" وملتحق جديد وبين محلي ومحترف سوى الحضور الذهني والبدني. القانون الداخلي الذي حضره التقني البوسني كان دستور اللاعبين دون استثناء، حيث أن العقوبات طالت الجدد والقدامى، فكان بودبوز أول ضحاياه بحرمانه من لقائي تنزانيا وإفريقيا الوسطى بعد تغيبه عن التربص الموسع الأول، تلاه الحارس فابر الذي أقصي من القائمة بتغيبه عن لقاء تونس الودي، كما حرم مترف من اللعب للخضر بعد احتجاجه على عدم الدخول كأساسي . قوة هجومية واكتشاف سليماني وسوداني بعد العقم الذي مس الخضر لمدة عامين وحالة اليأس التي قتلت طموح الجماهير، بعد نفاذ " سيروم " الكرات الثابتة، امتلك الخضر مع قدوم البوسني إعصارا هجوميا لا يرحم ،فالمنتخب تعددت أهدافه وتنوعت،وهي قوة هجومية لم نسجلها لدى الخضر منذ انتهاء عصر ماجر وبلومي وعصاد. رغم أن الخضر حققوا الفوز ثلاث مرات بأكثر من 3 أهداف إلا أن الجميع يرى أنهم لم يقابلوا منتخبات قوية وأنهم لم يجدوا منافسا قويا بل وجدوا شوارع أمامهم، لكن للتذكير أن الخضر كانت عقدتهم المنتخبات الضعيفة وأن المنتخب كان يعاني عندما يفتح اللعب، فقد تلقى دفاعنا الثلاثيات و الرباعيات في لقاءات كنا نراها سهلة على الورق ولا أدل على ذلك من هزائم ملاوي و إفريقيا الوسطى و الغابون. نظرة وحيد الهجومية جعلته يكتشف من قلب البطولة الوطنية إسلام سليماني الموهبة التي لم يكن يراهن عليها الكثير، على اعتبار أن هذا اللاعب أصبح هداف الخضر، فقد وجد وحيد في النهر ما لم يجده غيره في البحر، وتخلى عن الثقة المفرطة في جبور وغزال، بل غير وأتت تغييراته بما كان يبحث عنه الجميع، كون سليماني وسوداني حققا أرقام خيالية لم يتوقعها أشد المتفائلين، فالثنائي تمكن من تسجيل 11 هدفا ( سداسية لسوداني وخماسية لسليماني ) إضافة إلى ثلاث تمريرات حاسمة. أرقام حليلوزيتش في الميزان يمكن مقارنة أرقام الكوتش وحيد بالمدربين الذين سبقوه من أجل تقييم عمله، ومن باب الصدفة أن كل المدربين واجهوا في عامهم الأول منتخبات متواضعة، باستثناء بن شيخة الذي لم يلعب سوى 3 لقاءات، حيث واجه حليلوزيتش كل من تنزانيا وإفريقيا الوسطى وغامبيا ورواندا ومالي وليبيا، أما سعدان فقد واجه السنغال وليبيريا وغامبيا، في حين واجه كفالي كل من غينيا وغامبيا و الرأس الأخضر. خاض الخضر نسخة حليلوزيتش 11 مباراة، حقق فيها الفوز 8 مرات وتعادل مرة وانهزم مرتين، حيث سجل رفقاء سوداني 21 هدف منها 14 في لقاءات رسمية وتلقوا 6 أهداف ، في حين أن المنتخب نسخة بن شيخة لم يلعب سوى 4 لقاءات انهزم في اثنين، تعادل في لقاء ودي وفاز بلقاء واحد، حيث سجل رفاق بودبوز هدفا يتيما وتلقوا 6 أهداف، أما منتخب سعدان فقد لعب 10 لقاءات فاز في خمسة ، وحقق التعادل 3 مرات وانهزم مرتين، سجل فيها رفاق زياني 13 هدف منها 7 في لقاءات رسمية وتلقت شباك قواوي 8 أهداف 4 فقط في لقاءات رسمية، أما المنتخب نسخة جون ميشال كفالي فلعب 10 لقاءات أيضا فاز في 3 منها تعادل في لقاءين في حين انهزم في 5 لقاءات ، رفقاء صايفي سجلوا 12 هدفا منها 6 في لقاءات رسمية وتلقت شباك حجاوي 13 هدفا منها 6 في اللقاءات الرسمية . وتتحدث أرقام الكوتش وحيد الهجومية عنه، حيث سجل المنتخب ضعف ما سجله مع رابح سعدان الذي يبقى الأحسن دفاعيا رغم أن الفارق هدف واحد فقط . مروان - ب مطمور و بلحاج اللغز المحير في القضية إعتزال " غامض " لدفعة من ركائز جيل أم درمان إذا كان الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش قد رسم خارطة طريق لمسيرته مع الكرة الجزائرية، مع وضع بصمته بسرعة البرق على سياسة العمل المنتهجة في تسيير الخضر، فإن هذه السياسة عجلت باعتزال جيل أم درمان، حيث قرر بعض ركائز المنتخب وضع حد لمسيرتها الدولية، وهي الخرجة التي فاجأت المتتبعين، سيما و أنها جاءت دفعة واحدة، رغم أن بعض اللاعبين مازالوا في عز العطاء، و التشكيلة الوطنية تبقى بحاجة ماسة إلى خدماتهم، ليبقى الاعتزال الغامض لكل من مطمور وبلحاج يصنع الحدث في الوسط الكروي الجزائري. هذا وقد كان القائد عنتر يحيي أول من بادر إلى الإعلان عن اعتزاله اللعب دوليا، مباشرة بعد مباراة بانجول، لأن تلك المقابلة التي تندرج في إطار الدور التمهيدي من تصفيات " كان 2013 " كشفت عن التراجع الكبير لبطل ملحمة أم درمان، خاصة من الناحية البدنية، ما دفعه إلى الإعلان عن وضع نقطة النهاية لمسيرته مع الخضر بعد 8 سنوات من العطاء، و هو القرار الذي تزامن مع زيارة كل من رئيس الفيفا جوزيف بلاتير وكذا رئيس الكاف عيسى حياتو إلى الجزائر بمناسبة نهائي كأس الجمهورية، حيث استغلت الاتحادية الفرصة و بادرت إلى تكريم القائد عنتر يحيي و كذا سابقه في حمل شارة القيادة يزيد منصوري في حفل رمزي أقيم على شرفهما، أعترف من خلاله مسؤولو الفاف بالخدمات الجليلة التي قدمها هذا الثنائي للكرة الجزائرية، و التكريم بحضور بلاتير و حياتو دليل قاطع على عرفان الاتحادية بالجميل، ليخرج عنتر و منصوري عبر أوسع الأبواب، في ثوب بطلين ساهما في تشريف الكرة الجزائرية وضمان عودتها إلى العالمية بعد غياب طويل. قرار عنتر كان بمثابة تمهيد للطريق أمام عناصر أخرى لإعلان اعتزالها ، حيث كان بعدها الدور على نذير بلحاج، الذي قرر دون سابق إشعار وضع حد لمشواره مع الخضر، رغم أن هذا اللاعب لم يتردد و لو مرة واحدة في تلبية نداء الواجب الوطني في سنوات كانت فيها الكرة الجزائرية تمر بأزمة نتائج، لأن بلحاج ظل من ركائز المنتخب منذ " كان 2004 "، لكن مشاركته في المباراة الودية ضد تونس في نوفمبر 2011 كانت آخر ظهور له بالألوان الوطنية، بعدما إعتذر عن التنقل إلى بانجول في فيفري المنصرم بسبب ظروف عائلية طارئة، إلا أن اللاعب فاجأ الجميع و قرر تعليق الحذاء دوليا، رغم أنه يقدم مردودا مميزا مع نادي السد القطري. موجة الاعتزال الغامض جرفت معها عنصرا لا يزال في أوج العطاء، و يتعلق الأمر بكريم مطمور الذي لم يكن قرار وضع حد لمشواره مع المنتخب مبررا، كونه لم يتجاوز 26 سنة، ولو أن اللاعب اعتبر قراره ظرفيا، وعلقه على مشجب الظروف الطارئة والاستثنائية التي كان يمر بها مع ناديه، إلا أن اعتزال مطمور الذي جاء بعد أيام قليلة من قرار زميليه عنتر يحيي و نذير بلحاج أكد بأن الأمر ليس عفويا، وأن رياح التغيير التي هبت على بيت الخضر عشية انطلاق تصفيات مونديال البرازيل مردها برودة العلاقة بين العناصر التي كانت تشكل ركائز المنتخب و التقني الفرانكو بوسني وحيد حليلوزيتش، خاصة وأن هذا المدرب طالما صرح بأنه لا يعترف بوجود أي عنصر اساسي في التشكيلة، و أن الجدية في العمل و التنافس على المناصب تبقى معياره للوقوف على مدى جاهزية كل لاعب. إلى ذلك تبقى قضية كريم زياني من بين القضايا التي تم ربطها بقرار اعتزال دفعة من جيل أم درمان، لأن هذا الاسم ما فتئ يشكل مادة دسمة لمختلف الجرائد عشية إعلان " الكوتش فاهيد " عن قائمته تحسبا لأي تربص، لكن زياني يبقى دوما خارج القائمة، حاله حال الحارس فوزي شاوشي و كذا صانع ألعاب نادي أولمبياكوس اليوناني جمال عبدون، بصرف النظر عن غزال وغيلاس، مما يعني بأن حليلوزيتش مصر على مواصلة عمله بنفس الإستراتيجية، والقائمة على اعتماد سياسة التشبيب التدريجي للتشكيلة، و تدعيم التعداد بعناصر جديدة، مع الإستغناء عن لاعبين فقدوا أماكنهم في المنتخب، بدليل أن القائمة التي سيشارك بها في "الكان" القادمة تضم 4 لاعبين فقط سبق لهم المشاركة في دورة أنغولا 2010، بحثا عن جيل جديد قادر على تحقيق حلم التواجد في مونديال البرازيل. ص / فرطاس إنتزع لقب " حكم السنة " في إفريقيا حيمودي السفير الوحيد للكرة الجزائرية في تكريمات " الكاف " حمل الحكم الدولي جمال حيمودي راية تمثيل الجزائر في الحفل التكريمي السنوي الذي نظمته الكاف منتصف شهر ديسمبر بالعاصمة الغانية آكرا، لأن حيمودي كان السفير الرسمي الوحيد للجزائر الذي أدرج ضمن قائمة الشخصيات التي تم تكريمها، بعد تتويجه بلقب أفضل حكم في القارة الإفريقية لسنة 2012، في إنجاز يؤكد المكانة المرموقة التي بلغتها الصفارة الجزائرية على الصعيدين القاري و العالمي، و لو أنه كان منتظرا، بالنظر إلى تألق حيمودي في أكبر المحافل الكروية التي اقيمت خلال هذه السنة، خاصة بعد إختياره من طرف الفيفا كسفير وحيد للصفارة الإفريقية في كأس العالم للأندية التي أقيمت مؤخرا باليابان، وحظي بشرف إدارة افتتاح هذه التظاهرة، ليكون أول حكم في العالم يخضع لتجربة عين الصقر كتقنية جديدة في سلك التحكيم، إضافة إلى تألقه في إدارة ذهاب دوري أبطال إفريقيا، و كذا حضوره في " كان 2012 " بغينيا الاستوائية والغابون، ليبقى ضمن القائمة الأولية لحكام مونديال البرازيل، خاصة بعد نجاحه برفقة المساعدين الجزائري عبد الحق إيتشعلي والمغربي رضوان عشيق في إجتياز الإختبارات البدنية المنظمة شهر سبتمبر الماضي بزوريخ. هذا وقد كانت اللجنة الفنية التابعة للإتحاد الإفريقي قد أدرجت الجزائري سفيان فغولي ضمن القائمة الموسعة للاعبين الذين تنافسوا على جائزة أفضل لاعب إفريقي لسنة 2012، لكنه شطب في الدور الثاني، حاله حال عبد المومن جابو الذي كانت ضمن القائمة الأولية للعناصر المعنية بلقب أحسن لاعب محلي ينشط في القارة السمراء، حيث لم يتجاوز جابو الدور الثاني، ليكون الحكم حيمودي الشخصية الجزائرية الوحيدة التي تم تكريمها في الحفل السنوي للكاف. ص / فرطاس توفيق مخلوفي يصنع الحدث ويهدي الجزائر والعرب ميدالية ذهبية في 2012 شكل الانجاز الكبير الذي حققه العداء الجزائري توفيق مخلوفي بإحرازه على لقب سباق 1500م بأولمبياد لندن الحدث البارز الذي عرفته الساحة الرياضية ببلادنا في 2012، بالنظر لأهمية هذا المكسب الذي ساهم في رد الاعتبار لأم الرياضيات الجزائرية وأعادها إلى الواجهة بعد سنوات من العجاف، حيث تعود آخر ميدالية ذهبية توجت بها الجزائر في هذه المسافة إلى عام 2000 عن طريق العداءة نورية مراح بنيدة في أولمبياد سيدني. تألق ابن سدراتة وخطفه الميدالية الذهبية عن جدارة واستحقاق شهر أوت المنقضي بعد أن سطع نجمه في سماء لندن، حتى وإن اعتبره المختصون الشجرة التي تغطي الغابة، إلا أنه نجح في حفظ ماء وجه المشاركة الجزائرية في هذه الدورة، وصنع الحدث الذي ظل يشكل اهتمام وإشادة الرأي العام الرياضي والأوساط الشعبية والرسمية ببلادنا، إلى درجة أن مخلوفي الذي رفع الراية الوطنية عاليا حظي باستقبال مميز وعلى طريقة الكبار لدى عودته من مدينة الضباب سواء في العاصمة أين نزل ضيفا على عديد الوزراء أو بمقر إقامته. وما زاد من قيمة المكسب إشارة العداء الأولمبي الجزائري عند إعلان فوزه إلى العلم الوطني الذي كان عالقا فوق قميصه أمام كاميرات العالم في رسالة أراد أن يقول من خلالها إن الجزائر توجد دوما في القلب، لتبقى سنة 2012 خالدة في ذهنه. م مداني وفاق سطيف يتوج بالثنائية توج وفاق سطيف بالثنائية لثاني مرة في تاريخه بعد إنجاز يعود إلى 44 سنة، حيث تمكنت " نسور الهضاب " من التحليق عاليا في منافسة كأس الجمهورية و معانقة " السيدة المدللة " للمرة الثامنة على التوالي، بعد فوزها في المباراة النهائية على شباب بلوزداد بنتيجة ( 2/1)، في الوقت الذي كانت فيه نهاية مشوار البطولة " دراماتيكية"، لأن السباق على اللقب كان ثلاثيا، و كانت كل المعطيات الأولية قد رشحت إتحاد العاصمة لإعتلاء منصة التتويج، إلا أن الأمور على أرضية الميدان سارت في إتجاه مغاير، بعد هزيمة أبناء سوسطارة في عقر الديار أمام شبيبة بجاية، والسقوط المدوي للبجاوية داخل القواعد على يد مولودية وهران، وهي النتائج المفاجئة التي مكنت وفاق سطيف من الظفر بلقب البطولة بفضل فارق الأهداف بعد التساوي في الرصيد النقطي النهائي مع شبيبة بجاية، ويكون بذلك الوفاق قد أحرز تاج البطولة للمرة الخامسة في تاريخه، مع نجاحه في إعادة تكرار " سيناريو 1968 بالجمع بين لقبي البطولة و الكأس. ص / فرطاس شبيبة الساورة سفير الجنوب في بطولة " الكبار " صنع فريق شبيبة الساورة الحدث بصعوده التاريخي إلى الرابطة المحترفة الأولى، ليكون بمثابة أول سفير لمنطقة الجنوب الغربي في حظيرة الكبار، كونه أول فريق من هذه الجهة ينجح في التواجد في بطولة الأضواء بعدما كانت نوادي من ولاية بشار قد صعدت إلى الدرجة الثانية في سنوات ماضية. هذا وقد كان الإنجاز التاريخي لشبيبة الساورة بمثابة التحدي الذي رفعه رئيس النادي محمد زرواطي، لأن هذا الفريق تأسس سنة 2008، لكنه بفضل التعديلات التي أدخلت على نظام المنافسة تخطى عقبة الأقسام الجهوية و بطولة الهواة في ظرف قياسي، ليلتحق بمصاف النوادي المحترفة، إلا أن طموح مسؤوليه لم يتوقف عند عتبة اللعب في الرابطة المحترفة الثانية، فكان موسم التحديات استثنائيا، وعاشت ولاية بشار خلاله على وقع الأعراس، سيما و أن الحلم تحول إلى حقيقة، بعد صعود الشبيبة إلى الرابطة المحترفة الأولى خلف البطل أهلي البرج. إلى ذلك فقد كان ظهور تشكيلة الساورة في قسم الكبار موفقا إلى حد كبير، مقارنة بمعاناة باقي فرق الجنوب في تجاربها السابقة في البطولة، لأن الشبيبة تحتل وسط الترتيب في مرحلة الذهاب، وقادرة على المحافظة على مقعدها في هذه الحظيرة لموسم آخر، لتكون بذلك أفضل سفير للجهة الجنوبية في هذه الفترة، بعد إنجاز شباب بني ثور الذي كان قد أهدى ولاية ورقلة كأس الجمهورية قبل أزيد من عشرية. ص / فرطاس بلاتير و حياتو مرا من هنا في إحتفالات الخمسينية تزامنت إحتفالية الجزائر بخمسينية الإستقلال مع إحتفال الفاف بالذكرى ال50 لتأسيسها، و هي الذكرى المزدوجة التي جعلت مسؤولي الإتحادية يقيمون حفلا كبيرا حضرته ابرز الوجوه الكروية في الساحة الدولية و القارية، يتقدمها رئيس الفيفا جوزيف بلاتير و كذا رئيس الإتحاد الإفريقي عيسى حياتو، و اللذين حلا ضيفين على الجزائر بمناسبة نهائي كأس الجمهورية بين وفاق سطيف و شباب بلوزداد، حيث أن هذه الزيارة خصصت لتدشين المقر الجديد للإتحاد الجزائري، و الذي كانت الفيفا قد ساهمت في تمويل مشروع إنجازه، و لو أن تواجد ضيفين ثقيلين بالجزائر في نهائي الكأس دليل على نجاح روراوة في إعادة الكرة الجزائرية إلى مكانتها على الصعيدين القاري و العالمي، كونه يشغل منصب عضو في المكتبين التنفيذيين للفيفا والكاف. إلى ذلك فقد راهن رئيس الفاف كثيرا على جلب منتخب عالمي لتنشطي مباراة ودية ضد الخضر تزامنا مع احتفالات الخمسينية، وقد كانت المفاوضات قد جرت مع مناجير المنتخب البرازيلي، إلا أن المطالب المالية الباهضة حالت دون تحقيق حلم لعب " سحرة الصامبا " بالجزائر، ليتم تعويضهم بمنتخب البوسنة و الهرسك بوساطة من الناخب الوطني حليلوزيتش مع ابناء بلده الأصلي، غير أن هذه المباراة الودية الإستعراضية تحولت من إحتفالية إلى " فضيحة " بسبب كارثة أرضية الميدان، الأمر الذي فجر موجة من الغليان بعد أن أخذت القضية بعدا إعلاميا عالميا، ليكون القرار إنهاء مهام مدير المركب. ص / فرطاس انطفأت شموعهم في أوج عطائهم و ابداعهم الفني فنانون جزائريون رحلوا و بقيت أعمالهم الجميلة حية في القلوب انطفأت شموعهم في أوج ابداعاتهم و عطائهم الفني المميز بعد أن نقشوا أسماءهم في الساحة الفنية الجزائرية و العربية لعشريات طويلة و خلدتهم أعمالهم المميزة في قلوب و عقول آلاف بل ملايين المعجبين...إنهم فنانون في قامة وردة الجزائرية و خليفي أحمد و الشريف خدام و محمد بوليفة و كمال كربوز وغيرهم من الراحلين خلال سنة 2012 ولا نملك إلا أن نخصص لهؤلاء وقفة حب و تقدير و عرفان و تكريم رمزي و ننحني أمام أرواحهم الطاهرة و باقات ابداعاتهم اليانعة الجميلة و نحن نستقبل عاما جديدا بعيدا عنهم... عميد الأغنية القبائلية الشريف خدام شاعر و ملحن و مطرب الحب و الوطن انطفأ نجم الشريف خدام نجم الأغنية القبائلية و عميدها و رمزها الذي حارب الظلم و الاستعمار و قسوة الظروف المعيشية بأسلحة الأشعار و الألحان التي صهرها في أغنيات تشيد بالوطن و الجمال و الحب و الحرية صدح بها طيلة عشريات معبرا عن آمال و آلام ملايين الجزائريين. .لقد رأى النور في قرية آيت مسعود قرب عين الحمام بتيزي وزو بتاريخ 1 جانفي 1927 و كان من بين الفنانين الجزائريين القلائل الذين درسوا أصول الموسيقى ثم درسوها لأجيال متتالية من الفنانين و شكل أوركسترا هامة و كورالا مميزا لإحياء حفلات فنية خالدة.رحل هذا العملاق عنا في يوم 23 جانفي 2012 تاركا الأغنية الجزائرية في حداد. عميد الأغنية البدوية خليفي أحمد حامل مشعل الأصالة و التراث نشأ و ترعرع رائد الأغنية البدوية و مؤسس طابع «الآي ياي» خليفي أحمد في بيئة محافظة،درس القرآن الكريم على يد مشايخ مسقط رأسه سيدي خالد بولاية بسكرة و تعلم المدائح الدينية على يد خاله.و بدأ مساره الفني ضمن فرقة المدائح التابعة للزاوية الرحمانية ثم نقب في كنوز الأشعار التراثية الشعبية و استخرج لآليء كثيرة زادها صوته و عزفه توهجا.و في عام 1947 كلف بقيادة الفرقة الموسيقية البدوية للإذاعة و واصل رحلة الابداع و التألق لعشريات طويلة إلى أن أصبح مطرب «حيزية «و «قلبي يفكر عربان رحالة»و باقة من الأغاني الوطنية الحماسية ،سفيرا للأغنية الجزائرية في المحافل الدولية و توج بالميدالية الذهبية بمهرجان دمشق لللأغنية العربية و الكثير من الجوائز في التظاهرات الوطنية و العربية.انطفأت شمعة الفنان إثر تعرضه لمرض عضال وهو في ال91 من عمره يوم 18 مارس 2012 تاركا فراغا كبيرا في الساحة الفنية. أميرة الطرب العربي وردة الجزائرية عرش الأغاني الطربية الراقية فارغ انطفأ نجم أميرة الطرب العربي وردة الجزائرية يوم 17 ماي الماضي وهي في ال 72من عمرها تاركة الساحة الغنائية الجزائرية و العربية في حداد و عرش الأغنية الطربية الأصيلة شاغرا فلا أحد يمكن أن يعوضها كفنانة مبدعة و كإنسانة حساسة و رقيقة و كريمة معطاء.كانت حقا رمزا للوطنية و سفيرة فوق العادة للجزائر و الجزائريين و الفن الراقي الجميل.تعاملت مع عمالقة الموسيقى و الغناء و كبار الشعراء و تركت بصمتها في أشهر الأغاني العاطفية الرومانسية و الوطنية الحماسية الخالدة و شاء القدر أن يتوقف قلبها عن النبض و ترحل عنا قبل أن تشارك في إحياء حفلات خمسينية الاستقلال.و تبقى الخسارة فادحة للفن الأصيل...خسارة لن تعوض بإجماع الفنانين و النقاد و كل الجماهير العربية. الممثل رشيد فارس اختفاء نجم «الطاكسي المخفي» خطفت يد المنون الممثل رشيد فارس و هو في ال56 من عمره، بعد صراع مرير مع داء السرطان يوم 20 جوان 2012 و ترك خلفه رصيدا كبيرا من الأعمال السينمائية و المسرحية و أيضا التليفزيونية خاصة ذات الطابع الفكاهي.و كانت بداياته في الساحة الفنية كتقني في الإضاءة قبل أن يخوض تجربة التمثيل السينمائي مع كبار الممثلين و المخرجين الجزائريين خلال السبعينات و قد كان جد متأثر بالسينما الايطالية و روادها.من بين أشهر الأعمال التي شارك فيها و أثبت فيها موهبته كممثل فيلم «الطاكسي المخفي» ثم توالت أعماله السينمائية على غرار «موريتوري»لعكاشة تويتة و «شاي آنيا» لسعيد ولد خليفة و «وراء المرآة» لنادية شرابي و «مصطفى بن بوالعيد»لأحمد راشدي .و بالموازاة مع ذلك تقمص أدوارا في مسلسلات على غرار»ساعد القط»و اسكاتشات مثل «اللهم إني صائم»إلى جانب مشاركته في بعض المسرحيات. الموسيقار محمد بوليفة سقطت ورقة النغم الأصيل ودعت الساحة الفنية الجزائرية يوم 6 أكتوبر الماضي الموسيقار و المطرب الكبير محمد بوليفة و هو في أوج عطائه الفني عن عمر يناهز ال59 عاما.هزمه السرطان الذي حاربه في صمت و شجاعة لسنوات و هاهو عوده الذي رافقه لعشريات من الزمن يبكيه في صمت مرير.أهم محطة في مسار الفقيد كانت رحلة الدراسة الموسيقية إلى بغداد في سنة 1978 وعاد بعد أربع سنوات بديبلوم و مشاريع عديدة في الموسيقى و الغناء و التلحين و تألق في تعامله مع الأوبيرات على الركح فجسد أوبيريت «قال الشهيد»في 1939و «حيزية»في 1995 و»غنائية افريقيا»في 1999 و «ثنائية المجد و التاريخ»في 2009 مع عز الدين ميهوبي.كما نجح في استثمار القصائد الشعرية في مجال الغناء فأدى «تفضلي يا آنسة»و «ما قيمة الدنيا»و غيرها وتعامل مع أشهر الشعراء و المطربين و حقق نجاحا مدويا عندما لحن لوردة الجزائرية رائعة «بلادي أحبك»لمفدي زكرياء. عمارة الحداثة توّدع رائدها أوسكار نيمايير فقد فن العمارة الحديثة المهندس العبقري و شاعر المنحنيات الهندسية كما يحلو للبعض تسميته أوسكار نيمايير بعدما ترك بصمته بأغلب دول العالم و على رأسها الجزائر التي وقّع عددا من تحفها المعمارية أهمها جامعة منتوري بقسنطينة التي اعتبرها من بين أحسن ما صمم. فنيمايير ضمن الخلود بفضل أعماله التي تبدو في أغلبها مستقبلية و هو ما جعل زملاءه يؤكدون حقيقة تأثيره على المعماريين في العديد من الأجيال اللاحقة. صاحب 104 عاما ترك ابنة واحدة، وخمسة أحفاد و 13 من أبناء الأحفاد وسبعة من أولاد الأحفاد، كما ترك مئات التحف المتميّزة من كاتدرائية برازيليا التي جاءت على شكل تاج وصولاً للأمواج الفرنسية فى مبنى الحزب الشيوعي في باريس، و التي استلهم معظمها من المنحنيات واللولبيات الموجودة فى الطبيعة. و سيتذكر تلاميذه و معجبيه مقولته الشهيرة "الزوايا القائمة لا تجذبنى، بل وحدها المنحنيات الحرة والحسية تلهمني كتلك التي نجدها في الجبال، وفي أمواج البحر، و في جسد المرأة الذى نحبه. م/ب رحيل نيل آمسترونغ أول رائد فضاء تطأ قدماه سطح القمر أعادت وفاة نيل آرمسترونغ الشاهد الوحيد المتبقي من طاقم رحلة آبولو 11 الفضائية، فتح سيناريو التشكيك في حقيقة وطء أقدام الإنسان للقمر. فرحيل صاحب المقولة الشهيرة "خطوة صغيرة لإنسان، خطوة عملاقة للبشرية" في صمت عن عمر ناهز 82سنة و في عزلة تامة بمزرعته الخاصة، بعد رفضه الحديث عن نفسه أو إنجازاته، دفع بعض المراقبين إلى ربط قرار اعتزاله بتقارير تزعم بأن الرحلة الأمريكية إلى القمر لم تكن إلا عملية دعائية لا أساس لها من الصحة، وبأن اللقطات المشهورة صورت في أحد الاستوديوهات الخاصة، مبررين استنتاجهم باستحالة رفرفة العلم على القمر لانعدام الهواء فيه، في حين الصورة أظهرت العلم الأمريكي المنصوب على سطح القمر يرفرف كما على سطح الأرض، بالإضافة إلى اعتبار أثار قدم نيل آرمسترونغ الواضحة بالفيديو كذبة على سطح القمر لانعدام التراب على سطح القمر حسبهم و أمور أخرى يرى البعض أنها نجمت عن المنافسة المحمومة لغزو الفضاء التي كانت قائمة بين الولايات المتحدة و الاتحاد السوفياتي سابقا، خاصة و أن الاتحاد السوفياتي كان قد سبق الولايات المتحدة في هذا الغزو باعتبار رائد الفضاء الروسي يوري جاجارين هو أول إنسان يصعد إلى الفضاء الخارجي ويدور حول الأرض و ذلك عام 1961. لكن رغم كل ما قيل يبقى العالم يتذكر نيل أرمسترونغ كأول رائد فضاء تطأ قدماه سطح القمر و مجسد أول عملية التحام مركبتين فضائيتين بواسطة إنسان رفقة زميله ديفيد سكوت، و كقائد طاقم رحلة "أبولو - 11" التي هبط خلالها على القمر مع صديقه باز ألدرين في جويلية 1969، وقضيا ساعتين ونصف الساعة هناك. سنة وداع عمالقة البوب و الديسكو أوقدت الساحة الغنائية العالمية شموع التعازي لتوديع نجوما لامعة طالما زيّنت سماءها و بالأخص في لون البلوز و البوب، حيث كانت صدمة العالم كبيرة في بداية عام 2012برحيل أسطورة "الآر أن بي "إيتا جيمس"تلاه في شهر مارس رحيل عملاقة البوب الأمريكية ويتني هيوستن التي وضعت نقطة نهاية لقصة فنية مثيرة بحوض حمام ذات سبت من شهر مارس عن عمر يناهز 48عاما بعد إحيائها حفلا الطبعة ال54لجوائز الغرامي، تاركة وراءها رصيدا فنيا ثريا يميّزه تحطيم أرقام قياسية في نسبة المبيعات تزيد عن 170مليون ألبوم و أغنية فردية و فيديو، و استحقت بفضلها الجوائز الدولية المهمة التي افتكتها أكثر من مرة و على رأسها جوائز "ايمي" و"بيلبورد"، و"غرامي..." و رغم تعثر مسيرتها الفنية جرّاء سقوطها في غياهب المخدرات و دخولها مراكز التأهيل لعلاج مشاكل الإدمان، لم تتأثر شهرة ويتني و بقيت مهمة كما كانت دائما بل ستبقى خالدة بأغانيها"غريتيت لوف أوف أول"، "أولوايز لوف يو"... و قبل أن تزيل الساحة الفنية آثار الشموع الذائبة التي وضعت لويتني هيوستن وجدت نفسها مضطرة لإيقاد شموع أخرى لتوديع "ملكة الديسكو" الأمريكية السمراء دونا سامر بعد معاناة طويلة مع السرطان، لكن رحيلها أعاد أغنيها الضاربة من جديد و بالأخص"لوف تو لوف يو بايبي"، و"لاست دانس"، و"هوت ستاف"، و"أون ذي راديو"...و غيرها من الأغاني التي منحتها عن جدارة خمس جوائز غرامي أعرق الجوائز الموسيقية الأمريكية. و في شهر ماي نفسه الذي غيّب فيه الموت سامر ملهمة نجوم البوب مادونا و مايكل جاكسن عن عمر يناهز 63سنة، رحل للأبد نجم تشكيلة "بي جيز" الشهيرة البريطاني "روبن غيب"إثر معركة طويلة مع المرض وضعت حدا لتشكيلة ثلاثية صنعت فرح عشاق موسيقى البوب و المتكوّنة من الأشقاء روبن، موريس و باري غيب في سبعينات و ثمانينات و حتى تسعينات القرن الماضي بأغانيهم الناجحة ك"ماساتشوسيتس" و"كلمات" و"يجب أن أوصل لك رسالة"... كما ودعت الساحة الفنية المخرج والممثل والمغني ديفي جونز، المغني الرئيسي السابق لفرقة "مونكيز" في ستينيات القرن الماضي عن عمر ناهز 66 عاماً إثر إصابته بأزمة قلبية حادة. و لم تنزع هوليوود هي الأخرى بدلة الحداد السوداء طيلة أشهر متتالية لما شهدته من تتابع السفر الأبدي لعدد من نجومها كالممثل "لاري هاغمان"، صاحب الشخصية الشريرة في مسلسل دالاس، و انتحار 'جوني لويس" بطل مسلسل "سانز أوف أناركي" بعد قتله امرأة في ال81 من عمرها في شهر سبتمبر، تلاه رحيل الممثل والمخرج وكاتب سيناريو ومنتج الأفلام ساج ستالون، نجل النجم سيلفستر ستالون، عن عمر 36 عاماً، ثم انتحار المخرج "توب غان" الشهير طوني سكوت قفزاً من فوق برج "فينسينت توماس" بولاية كاليفورنيا.