أدانت أمس حركة النهضة التدخل العسكري الفرنسي في مالي وحملت باريس مسؤولية تدهور الأوضاع في منطقة الساحل، معتبرة تسرع في اعتماد الخيار العسكري على حساب الحلول السياسية تهديدا صارخا لأمن الجزائر والمنطقة. واعتبرت حركة النهضة في بيان مكتوب تلقت النصر نسخة منه بأن '' إشعال نار الحرب على حدود الجزائر الجنوبية من قبل القوات الفرنسية يعد ضربة لمصداقية التعاون الجزائري الفرنسي، ويؤكد أن ملف استقرار الجزائر وأمنها الإستراتيجي لم يؤخذ بعين الاعتبار في إبرام الاتفاقيات، وأن فرنسا لا تحتاج من الجزائر سوى أن تكون سوقا لمنتجاتها وخردواتها'' باعتبار أن التدخل في مالي – كما أضافت النهضة - يأتي في أعقاب زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند للجزائر وتوقيع حزمة من الاتفاقيات معها. كما اعتبرت ذات الحركة أن فرض الحرب على الحدود الجزائرية يعد ضربة لجهود الدولة الجزائرية وسياستها الخارجية في دعم أواصر الصداقة بين الدول الإفريقية لا سيما منطقة الساحل الصحراوي بما تملكه من عمق استراتيجي، محملة الدبلوماسية الجزائرية المسؤولية فيما عبرت عنه حركة الدكتور فاتح ربيعي '' فشلها في تغليب الحلول الدبلوماسية''، داعية السلطات العليا في البلاد إلى '' عدم الانجرار والانخراط في مستنقع الحرب التي أشعلتها فرنسا في الساحل الإفريقي وأن تقف موقفا مشرفا يعبر عن أصالة الشعب الجزائري ومبادئه الرافضة لأي تدخل خارجي''. كما دعت السلطات العليا في البلاد إلى '' دعم خيار وحدة الشعب المالي وتقرير مصيره وحده، لما يربطنا من وشائج الأخوة وحسن الجوار وألا تقدم أية تسهيلات أو تفتح قواعد للقوات الأجنبية ، أو أي دعم لوجستي مما يجعلها منخرطة بشكل مباشر أو غير مباشر في هذه الحرب حفاظا على استقرار المنطقة وأمن الجزائر''، فيما دعت '' البلدان العربية وخاصة دول شمال إفريقيا كونها المعني بالأزمة المالية والمتأثرة بها بشكل مباشر أن تكثف جهودها وتوظف ما لديها من علاقات دبلوماسية لتغليب الخيار السياسي وإبعاد شبح الحرب لما لها من أثار وخيمة على المنطقة''. ع.أسابع