دعت الجزائر دول منظمة التعاون الإسلامي إلى رفض الخضوع لأي مساومات و ابتزاز إرهابي مثل دفع الفدية مقابل إطلاق سراح محتجزين وإلى بذل كل الجهود على المستوى الإقليمي والدولي لمنع ذلك، محذرة من أن إيديولوجية الإسلامفوبيا تسعى إلى الخلط بين الإسلام و الإرهاب. فقد تقدمت الجزائر في الاجتماعات التحضيرية لقمة منظمة التعاون الإسلامي بعدة اقتراحات لتضمينها في مشروع البيان الختامي للقمة تتعلق بإدانة الأعمال الإرهابية وتنسيق المواقف بشأن منع دفع الفدية للإرهابيين وكذا دعم جهود حفظ الأمن الاستقرار في مالي ومساعي السلطة الحالية للخروج من المرحلة الانتقالية. وصرحت السيدة طاوس فروخي رئيسة وفد الجزائر المشارك في الاجتماعات التحضيرية للقمة الإسلامية المنعقدة بالقاهرة أن الجزائر في مقترح لها طالبت من منظمة التعاون الإسلامي إدانة الاعتداء الإرهابي الذي تعرضت له الجزائر مؤخرا من طرف مجموعة إرهابية استهدفت المركب الغازي بعين أمناس وتثمين جهود الجيش الوطني الشعبي الذي واجه بسرعة وحزم واحترافية المخطط الإرهابي مما سمح بتحرير مئات المحتجزين. كما دعت الجزائر في اقتراحها جميع دول المنظمة رفض الخضوع لأي مساومات و ابتزاز إرهابي مثل دفع الفدية مقابل إطلاق سراح محتجزين و"بذل كل الجهود على المستوى الإقليمي والدولي لمنع ذلك". وبشان موضوع الإسلامفوبيا أكدت السيد فروخي إدانة الجزائر لهذه الإيديولوجية التي تسعى إلى الخلط بين الإسلام والإرهاب مثمنة جهود المنظمة في هذا المجال. وقالت أن الجزائر اقترحت إضافة فقرة في مشروع البيان " تنوه بإدانة شيوخ وأئمة دول الساحل والصحراء خلال اجتماع لهم مؤخرا بأدرار في الجزائر بالإرهاب والخلط ما بين الإسلام والإرهاب واستعمال الدين للدعاية الإرهابية" . وفيما يتعلق بمالي قالت السيدة فروخي أن المقترح الجزائري المقدم للاجتماعات التحضيرية للقمة يؤكد على ضرورة دعم منظمة التعاون الإسلامي للحكومة الانتقالية في مالي من اجل الحفاظ على وحدة هذا البلد وسيادته وأمنه. كما دعت المنظمة إلى إدانة كل أعمال الإرهابية والجريمة المنظمة العابرة للدول وتجارة المخدرات وهي الأعمال التي تمثل تهديدا لاستقرار وأمن ليس دولة مالي فقط ولكن لكل دول المنطقة. كما طالبت الجزائر أن تؤيد المنظمة مساعي السلطات الحالية في مالي لإنجاح مسار تجاوز المرحلة الانتقالية ودعتها أيضا أن تدعم ماليا نشر قوات البعثة الدولية لدعم مالي حتى يتم نشر للقوات الإفريقية فوق التراب المالي لمساعدتها على مكافحة الإرهاب واسترجاع أمنها ووحدتها وبسط سلطة الدولة على كامل التراب المالي. من جهة أخرى، أشارت إلى أن اجتماع كبار الموظفين اعتمد الاقتراح الجزائري المتعلق بتوسيع المساهمات في صندوقي تمويل القدس اللذين تم انشاؤهما في إطار الجامعة العربية وتترأسهما الجزائر إلى كل الدول الإسلامية الأعضاء في المنظمة، مشيرة إلى أن هذا الاقتراح سيتم تضمينه في البيان الختامي للقمة. كما لفتت إلى أن هذا الاقتراح كان قد طرح أيضا على المجلس الوزاري للمنظمة واعتمده في اجتماعه الأخير بجيبوتي. وعلى صعيد آخر وبخصوص إمكانية لجوء الاجتماع التحضيري للقمة إلى رفع بعض النقاط الخلافية إلى اجتماع وزراء الخارجية، أشارات السيدة فروخي إلى أن الأزمة السورية أخذت كثيرا من النقاش بسبب عدم توافق بشان صياغة البند المتعلق بها في مشروع البيان حيث عبرت بعض الأطراف عن عدم موافقتها على إدانة العنف في سوريا من أي طرف كان وأصرت على تحميل الحكومة كل مسؤولية ذلك، مشيرة إلى أن الاجتماع شكل مجموعة مصغرة تضم لا تركيا وإيران واليمن لإعداد مقترح صياغة يعرض على الاجتماع. وجددت التأكيد على موقف الجزائر الداعي إلى ضرورة تغليب منطق الحكمة والتعقل لأن هدف البلدان العربية والإسلامية هو دعم جهود حل هذه الأزمة ووقف علميات القتل والتدمير بأسرع وقت ممكن عبر السبل السلمية ومنها جهود السيد الأخضر الإبراهيمي، مشيرة إلى أن المتضرر الوحيد من الأحداث التي تشهدها سوريا هو الشعب السوري.