تجربة "الأشقياء"أسعدتني لولا "حقرة" المنتج المنفذ دعا المخرج السوري هيثم زرزوري الذي يحمل بجعبته خبرة 33 عاما وأكثر من 40 عملا دراميا بمختلف الدول العربية، المسؤولين الجزائريين عن القطاع السمعي البصري إلى إعادة النظر في معايير انتقائهم للمنتجين المنفذين. فمن المفروض كما قال ألا يقبل في هذا المجال سوى الأشخاص المثقفين و الفنانين ذوي التكوين المرموق و الأخلاق العالية و الكرماء،حتى لا تطغى الحسابات المادية على الفنية الابداعية. و أكد بأنه لا يزال تحت تأثير الصدمة التي عاشها على يد المنتج المنفذ للمسلسل الجزائري "الأشقياء" الذي أسندت له مهمة إخراجه بالجزائر، فقد أساء معاملته و هدده و لم يوفر له و لفريقه الظروف المناسبة للعمل كما يقول ،لكنه رفع التحدي و انتهى من عمليتي التصوير والتركيب قبل أن يعود يوم الخميس الماضي إلى سوريا. المخرج أوضح في اتصال ب "النصر"، بأن قدومه إلى الجزائر حقق له حلم الطفولة الذي غرسه في قلبه والده الفنان الذي شارك الجزائر الاحتفال باستقلالها،و شدد بأنه جد سعيد بالتعرف على الممثلين والتقنيين الجزائريين الموهوبين لكن النقطة السوداء التي عكرت صفو "الحلم" ،هي معاملة المنتج المنفذ الذي يسير شركة لجين للإنتاج الفني التي تملكها زوجته. فهذا الشخص حسبه موظف متخصص في الديكور بمؤسسة التليفزيون الجزائري و ليس له علاقة بالإنتاج و الاخراج و الدراما أصلا.مؤكدا بأن هذا الأخير قام بإيذاء نفسه أكثر من غيره و لا يمثل الجزائريين بل يمثل نفسه فقط.لهذا اعتذر قبل رحيله لجميع أعضاء الفريق الذي عمل معه نيابة عنه عبر "الفايسبوك"و شرح لهم فصول معاناته في تعامله طيلة ثلاثة أشهر مع المنتج المنفذ و اعتبر عدم اخباره له بالقانون الجزائري في ما يخص تحويل أجره بالدولار إلى سوريا عملية انتقام متعمدة . ففي يوم الاثنين الماضي عندما توجه إلى المطار بعد أن أرسل له تذكرة سفر مفاجئة قبل أن ينتهي من المونتاج،فوجئ بالجمارك توقفه و تساءل لو لم تتفهم الموظفة أليس من الممكن أن توجه لي تهمة تهريب العملة الصعبة و أجد نفسي في السجن؟ و أضاف بأنه اضطر للتوجه إلى فندق بالعاصمة على حسابه بحثا عن حل و اغتنم الفرصة للانتهاء من المونتاج في وقت قياسي حتى لا يتم تشويهه لكنه لم يتمكن من تركيب الموسيقى التصويرية و الجنيريك. و عن سؤالنا إذا كان قد تم اختياره من الجهة المنتجة للمسلسل التليفزيون الجزائري لإخراج "الأشقياء"،رد بالنفي مؤكدا بأن المنتج المنفذ هو الذي كان يتواصل معه عبر الانترنيت و أرسل له صورا لأماكن التصوير لكنه لم يجدها عندما قدم للجزائر فقد قرر تصوير العمل بأقل كلفة بمنطقة عين زعطوط بولاية بسكرة.و لم يكن يبالي بظروف العمل و الاقامة الصعبة فلم يفكر في توفير "الأبجديات" و هي التدفئة و الماء الساخن . و بخصوص الممثلين قال:"إنهم موهوبون جدا و مظلومون جدا و لولا تدخلي لدى مدير الانتاج بالتليفزيون الذي تفهم جيدا وضعي و وضعهم لما تقاضوا أجورهم بهذه السرعة". مشيرا إلى أنه اكتشف 10 مواهب جديدة و يرى بأن العديد من الممثلين المعروفين يستحقون النجومية على الصعيد العربي على غرار كريم بودشيش و فاطمة حليلو و محمد الطاهر الزاوي و تونس و تينهينان و غيرهم. و في ما يتعلق بالسيناريو الذي كتبه الممثل رشيد معامرية الشهير باسم البرادعي، قال بأنه أعاد صياغته بنفسه ليركز على الثورة التحريرية بمناسبة خمسينية الاستقلال.مشيرا إلى أن معامرية تكفل بترجمة الحوار من الفصحى إلى اللهجة الشاوية. و عن الأوضاع في سوريا، قال بأنه متأكد بأنها ستنفرج و ينتهي الخراب و الدمار فالأمر يتعلق حسبه بمؤامرة أجنبية على سوريا، واصفا ما يعرف بالثورات العربية ب"الأكاذيب"و "الاختراعات"التي يدفع الشعب فواتيرها.و أشار إلى أن كل ذلك لم يمنع الفنانين السوريين من تصوير 21 عملا دراميا جديدا. و عن مشاريعه قال بأنه يستعد لتصوير مسلسل عنوانه "قلوب من ذهب"بسوريا قريبا. و قد عرض عليه منتج من قسنطينة إخراج أربعة مسلسلات و فيلم سينمائي و أسر إلينا بأنه يخطط لعمل تاريخي مشترك جزائري سوري بالفصحى في السنة القادمة مؤكدا بأنه سيعود إلى الجزائر التي أحبها منذ كان في السابعة من عمره و حفظ نشيدها الوطني و حلم بزيارتها و يحمل في قلبه انطباعا جيدا عنها و عن أبنائها و رغم الصعوبات التي صادفها في "الأشقياء"هو سعيد بهذه التجربة.و الجدير بالذكر أن "النصر"اتصلت عدة مرات برقم هاتف المنتج المنفذ ليقدم رأيه في كل ما قاله الزرزوري لكنه لم يرد .