الفوز على البنين وثبة بسيكولوجية ستعبد لنا الطريق إلى المونديال مبعوث النصر : صالح فرطاس * تصوير: الشريف قليب أبدى الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش الكثير من التفاؤل بخصوص قدرة الخضر على تحقيق هدف اقتطاع تأشيرة التأهل إلى مونديال البرازيل، مؤكدا بأن الفوز على البنين يكتسي أهمية بالغة في حسابات التأهل، سيما و أنه جاء في مرحلة جد حساسة، و مكن العناصر الوطنية من التخلص من الضغط النفسي الكبير الذي كان مفروضا عليها، منذ نهائيات كاس أمم إفريقيا الأخيرة، رفضا في نفس الوقت الخوض في مسألة الحسابات. هذا وقد اكتفى بالقول بأن المنتخب الوطني يبحث عن فوز خارج الديار في شهر جوان القادم، قبل التفكير بجدية في لقاء الحسم أمام مالي. حليلوزيتش وفي الندوة الصحفية التي اعقبت المباراة، أشار إلى أن المقابلة أمام البنين لم تكن سهلة كما كان يعتقد الكثيرون: "كنا مطالبين بالانتصار، حيث ظل اللاعبون يترقبون الموعد لرد الإعتبار، بعد الضغط البسيكولوجي الكبير الذي فرض عليهم منذ الإقصاء من الدور الأول لنهائيات "الكان"، وعليه فقد كان رد فعلهم إيجابيا بتسجيل انطلاقة قوية، والتحكم في زمام الأمور منذ البداية، ما يؤكد على الإرادة الكبيرة التي كانت تحذو اللاعبين لرفع التحدي و تحقيق الفوز". الناخب الوطني فتح قوسا ليشير إلى ان الإقصاء المبكر لمنتخب الأواسط، ألقى بظلاله على معنويات الأكابر الذين فقدوا الثقة بالنفس بسبب تراجع النتائج. و بخصوص تراجع آداء التشكيلة في منتصف الشوط الأول، قال الناخب الوطني بأن اللاعب الجزائري يعاني من ضعف كبير من الناحية البسيكولوجية: "المقابلة كانت سهلة بعد تسجيلنا لهدف مبكر وخلق عديد الفرص، بسبب نقص التركيز وعدم كسب المزيد من الثقة في النفس، وهو ما استغله المنافس لتعديل النتيجة من كرة ثابتة، هدف جعلنا نمر بفترة فراغ، بسبب الضعف الكبير من الجانب المعنوي، لكنني لمست بين الشوطين رغبة كبيرة لدى اللاعبين في التدارك والفوز، ما دفعني إلى تحفيزهم وحثهم على الثقة بقدرة تحقيق الانتصار الذي كنا بحاجة ماسة إليه". وبخصوص العائد جبور و فشله في التهديف أوضح حليلوزيتش بأن جبور لم يحالفه الحظ في ترجمة الفرص الكثيرة التي أتيحت له: "إنه يعاني من عقدة مع المنتخب بسبب الضغط النفسي، وقد حاولت منحه الفرصة لإستعادة الثقة، إلا أن الحظ خانه مرة أخرى. أنا متقنع بان جبور من أفضل المهاجمين الجزائريين، لقد أدى مباراة في المستوى وعمل كثيرا دون كرة، لكن الفعالية تبقى تنقصه ". كما تطرق الناخب الوطني لخياراته التكتيكية، مؤكدا بأن المرحلة العصيبة التي مر بها الخضر دفعته للاعتماد أكثر على أصحاب الخبرة والتجربة، مضيفا بأن التنافس على المناصب أشتد وتوفر البدائل منحه حرية الاختيار، في ظل عدم وجود عنصر أساسي دائم، وأن دخول سليماني كان بغرض البحث عن الفعالية في الهجوم، و قد نجح بتسجيله هدفا، مشيدا في نفس الوقت بمؤهلات الاحتياطيين. تايدر و براهيمي قدما الإضافة لكنهما تأثرا بأجواء البليدة و عن الوافدين الجديدين تايدر و براهيمي، لم يتردد "الكوتش فاهيد" في الإعتراف بالإضافة الكبيرة التي قدماها للمنتخب: "الكل يعلم بان هذا الثنائي ينشط في أفضل الدوريات الأوروبية، وعليه فقد علقت آمالا عريضة عليهما لتغطية النقائص التي كنا نعاني منها في وسط الميدان. اللاعبان أظهرا مؤهلات فنية فردية عالية، لكن مشكلتهما الاحتفاظ بالكرة كثيرا، مع الإشارة إلى تأثر براهيمي بدنيا في الشوط الثاني. لقد وقفت خلال التدريبات على وجه آخر لهذا الثنائي الذي يمتلك السرعة في الأداء. أنا جد مسرور لبدايتهما الموفقة، لأن اللعب في البليدة له طعم خاص، و اللاعب يتأثر كثيرا بالضغط النفسي، لكن نجاح تايدر في التسجيل سيعطيه دفعا معنويا كبيرا، و أنا شخصيا أنتظر الكثير من هذا الثنائي في المستقبل القريب ". مبولحي يبقى الخيار الأفضل و لا وجود لتكتلات وسط المجموعة كما دافع حليلوزيتش عن الحارس مبولحي الذي اعتبره الأحسن، رغم إشارته إلى أنه مازال متأثرا بالظروف الصعبة التي مر بها، خاصة بعد الإنتقادات التي كانت قد وجهت له بعد " الكان " الأخير، مستدلا في ذلك بتردده الكبير في اللقاء، رافضا تحميله مسؤولية الهدف، موضحا بأن مشكل الحراس أصبح مطروحا بحدة، وأن قرار تغيير مبولحي مستبعد في الوقت الراهن، لعدم وجود بديل جاهز، مشيرا إلى التركيز في المستقبل على محاولة إعادة الثقة لمبولحي. هذا واعترف حليلوزيتش بأن قديورة لم يكن في يومه، وأن أداؤه طغت عليه العشوائية، وكثرة التمريرات الخاطئة للمنافس، و لو أنه أرجع ذلك إلى الضغط النفسي الكبير الذي كان مفروضا على اللاعبين، موضحا بأنه طالب من قديورة تفادي التواجد على مقربة من محور الدفاع، رغم إصراره على التراجع إلى الخلف خوفا من تلقي هدف، وهنا فتح حليلوزيتش قوسا ليؤكد بأنه المسؤول الوحيد على الخيارات التكتيكية، مفندا استياء اللاعبين من زميلهم عدلان، معتبرا قضية شارة القيادة مجرد سيناريو لا اساس له من الصحة، مؤكدا على عدم وجود تكتلات، وهدف الجميع واحد وهو مصلحة المنتخب. التعداد بحاجة إلى عناصر ذات خبرة و عودة يبدة واردة على صعيد آخر أعرب الناخب الوطني عن تفاؤله بمستقبل التشكيلة، رغم افتقاد التشكيلة الشابة للخبرة والتجربة، مشيرا إلى أن التعداد سيكون أفضل في المواعيد القادمة، بعد استعادة لحسن و مصباح. ولم يتردد ذات المتحدث في التلميح إلى إمكانية استدعاء حسان يبدة في حال تحسن أحواله الصحية، ونجاحه في العودة إلى اجواء المنافسة في أسرع وقت ممكن. هذا وأكد حليلوزيتش على خوض المنتخب مباراة ودية واحدة تحسبا للقاء العودة أمام البنين، أمام نظيره البوركينابي في الفاتح جوان القادم، دون تحديد مكان إجراء اللقاء، مع التأكيد على أن هذه المواجهة هي الوحيدة بحكم كثافة الرزنامة خلال شهر جوان. نبحث عن فوز خارج الديار قبل استقبال مالي في لقاء الفصل وختم حليلوزيتش ندوته بالتأكيد على أن الخضر حققوا الأهم، وتجاوزوا مرحلة الإحباط، ما جعله يثمن الفوز و يبدي الكثير من التفاؤل، مشيرا إلى أنه تابع مباراة رواندا ومالي عبر الإذاعة، وعودة الماليين بالفوز من كيغالي لم تكن سهلة، حيث جاءت حسبه عكس مجريات اللعب، بعدما كان الرواند يون متقدمين في النتيجة، قبل أن تنقلب الموازين في ظرف دقيقتين، نتيجة مرور منتخب رواندا بفترة فراغ، و بالتالي فإنني- استطرد يقول- أعتبر النصف الثاني من التصفيات صعبا، لكننا مطالبون بالفوز إما في البنين أو رواندا لحسم أمورنا في المباراة الفاصلة أمام مالي بالجزائر: "حاليا نحن الآن في الصدارة ولا بد أن نثق في المنتخب، لأننا قادرون على تحقيق الهدف والتأهل، وحساباتنا أصبحت واضحة بتحقيق انتصار خارج الديار، قبل التفكير في المباراة الأخيرة أمام مالي".