ملف التكفل بإنزلاقات مركب الأمير عبد القادرعلى طاولة الحكومة قرر وزير الشؤون و الأوقاف عرض ملف التكفل بالتصدعات الخطيرة التي لحقت مركب الأمير عبد القادر بقسنطينة، على طاولة الحكومة، بعد اطلاعه على عرض مُفصّل كشف ضرورة التدخل الاستعجالي لإنقاذ هذا المعلم. و قد قدم، أمس الأول، مدير السكن و التجهيزات العمومية عرضا مفصلا للوزير خلال زيارته للمركب الإسلامي الأمير عبد القادر، عن تحركات في التربة تعرفها أرضية هذا المعلم منذ عدة أشهر و سبق ل "النصر" أن تطرقت إليها، حيث تضمن العرض وجوب وضع حواجز للحد من انزلاقات و تسربات مائية مست قاعة المحاضرات الكبرى، مدخل الجامعة و الجهة الغربية للساحة الرئيسية. و ذلك باستعمال حائط إسناد طوله 165 مترا، مع إدخال تقنيات متطورة لوقف الانزلاق باتجاه شارع شي غيفارا، و إعادة تصريف المياه الجوفية و مياه الأمطار بطريقة حديثة مع تدعيم الأرضية، عن طريق القيام بقياسات إضافية للتأكد من عمق الانزلاق و الحد منه، قبل أن تأتي مرحلة التهيئة الخارجية التي يفترض أن تمس 5 مناطق بالمركب و ذلك ضمن دراسة مكتملة أعدها مكتب مختص في الترميمات و انتهت في جانفي من سنة 2011. مدير السكن شدد على أن التدخل في مركب الأمير عبد القادر بات ضروريا و مستعجلا و أي تأخر في ذلك سوف يؤثر، كما قال، على سلامة المبنى، ملحا في الوقت نفسه على وجوب الاعتماد على مؤسسات ذات كفاءة خصوصا و أن الأمر يتعلق بمعلم تاريخي، قبل أن يطلب من وزير الشؤون الدينية الحصول على الدعم للتكفل بالعملية، بينما ذكر الوالي أن الملف وضع أمس الأول على طاولة الحكومة في انتظار تلقي الغلاف المالي المطلوب، بعد أن بينت المعطيات الأولية مع مكتب الدراسات أن الأشغال تتطلب 18 شهرا على الأقل. وزير الشؤون الدينية و الأوقاف أبو عبد الله غلام الله تفاجأ بالعرض المقدم و قال أنه لم يتصور بأن مركب الأمير عبد القادر مهدد بهذا الشكل و وصل إلى درجة متقدمة من التدهور، و علق بالقول "الوضع لا يقبل الانتظار"، قبل أن يطلب الحصول على نسخة من الملف المرفوع للحكومة للاطلاع عليه و طرحه بنفسه على رئيس الوزراء، كما أبدى غلام الله ارتياحه لتفطن المشرفين على مشروع الترامواي للانزلاقات و أبدى حرصا على وجوب اتباع طرق علمية في الأشغال بالاعتماد على خبراء دوليين و جزائريين و حتى على الطلبة و ذلك بغرض تكوينيهم. و أضاف الوزير أنه سوف يعمل على اتخاذ الإجراءات اللازمة حتى لا تظهر المشاكل ذاتها في الجامع الكبير بالعاصمة و بمسجد عبد الحميد ابن باديس بوهران الذي بلغت فيه الأشغال مراحلها النهائية، في حين رأى أحد المهندسين الذين شاركوا في انجاز المركب بضرورة الإعلان عن مناقصة دولية للقيام بالأشغال حفاظا على هذا المعلم الذي اطلع الوزير على بعض أجزائه المتضررة، قبل أن يقوم بزيارة تفقدية مست عددا من النقاط و من بينها المركز الثقافي الإسلامي أحمد حماني بنهج طاطاش بلقاسم و الذي يعرف بدوره حالة جد متدهورة. يذكر أن "النصر" سبق و أن أعدت منذ نحو 3 أشهر تحقيقا عن خطر التسربات المائية و الانزلاقات التي مست عدة أجزاء من مركب الأمير عبد القادر و استدعت القيام بأشغال ترميم استعجالية، تبقى غير كافية لإنقاذ هذا المعلم، الذي من المنتظر أن يحتضن فعاليات مهمة من تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية لسنة 2015.