معاناة شباب البلدية من غياب مرافق الترفيه والتسلية مدينة بئر العاتر بولاية تبسة من المدن التي تتوفر على الكثير من المؤهلات، التي تجعلها منطقة جذب لا منطقة طرد كما هو عليه الحال في أيامنا هذه أين أصبح الكثير من سكانها يفكرون في الرحيل إلى مدن أخرى لانعدام أغلب المرافق الضرورية المشجعة للبقاء والاستقرار، فالمئات من الشبان والأطفال لا يجدون مرافق للترفيه وممارسة الرياضة تحتضن رغباتهم المتزايدة في الانطلاق والحركة، التي غالبا ما تعود بالفائدة على ممارسيها. فهذه المدينة التي نالت شهرة كبيرة مع مطلع تسعينيات القرن الماضي عندما ازدهرت بها التجارة وأصبح الناس يقصدونها من كل ربوع الوطن للتسوق ، للأسف مازال أبناؤها يعيشون على إيقاع الفراغ الذي قال بعض من التقتهم « النصر « في جولة إنها «تصيب الشباب في مقتل»، لغياب محاضن تصقل المواهب وتشجع الطاقات التي تزخر بها المنطقة، بعد أن ارتفعت وزادت نسبة السكان سيما الشباب منهم .. فشباب المدينة يشكو من فراغ قاتل يجعلهم عرضة لجميع أنواع الانحرافات التي تهدد حياتهم وصحتهم في غياب المرافق الترفيهية، وخصوصا الملاعب الرياضية، ودور الشباب وغيرها من المرافق التي تلامس ضروريات الجيل الصاعد من أبناء هذه المنطقة، وتجعلهم في منأى عن كل ما يهدد حياتهم، ويعرض مستقبلهم للمجهول. فلو ألقينا نظرة خاطفة على ما هو متوفر من المرافق نجد المدينة غنية بالبعض منها ، لكنها موقوفة التنفيذ، لكونها غير فعالة ، حيث نجد أن المدينة تتوفر على مركزين ثقافيين ولكن نشاطهما محدود ، ولا يلبي رغبات الشباب الكثيرة في الترفيه ، أما دار الشباب الوحيدة فهي لاتزال تخضع لعملية ترميم منذ شهر فيفري سنة 2011 ، في حين يبقى نشاط القاعة المتعددة الرياضات محدودا هو الآخر لغياب الكثير من الوسائل والتجهيزات رغم الشكاوى العديدة الموجهة للوصاية التي لم تتحرك لتلبية مطالب الشباب الممارسين لبعض الرياضات داخل القاعة ، أما الملعب البلدي فهو بدوره ينتظر التهيئة لإعادة الاعتبار له في انتظار انتهاء الأشغال من الملعب الجديد الذي يتسع ل 1000 مقعد فقط بينما تنشط 4 فرق من المدينة في البطولة الولائية لكرة القدم ، ليظل الشباب وتظل طاقاتهم الواعدة والمواهب التي يتوفرون عليها في مهب رياح الإهمال، والتبخر، في غياب فضاءات ترفيهية تجمعهم، وتساعدهم على تفجير طاقاتهم. ليكون الملجأ حسب بعض الشباب هو في فضاءات الانحراف، والتعاطي لمواد الإدمان الكثيرة التي تغري الغالبية في غياب البديل الذي ينتزع الشبان من براثن الفراغ القاتل سيما في أوقات العطل الأسبوعية أو الفصلية أين يجد شباب المدينة نفسه في حيرة وتتحول العطلة لديه إلى كابوس حقيقي في ظل غياب المرافق ، فمن الغريب أن مدينة يقارب عدد سكانها ال100 ألف نسمة أو يزيد لا تتوفر على حديقة واحدة تكون ملجأ لقضاء بعض الأوقات ، بينما نلاحظ أن أغلب الجيوب العقارية تم السطو عليها وعزاها الإسمنت في ظل صمت مطبق من طرف جميع الأطراف . وقد رفعنا هذه الانشغالات إلى المجلس البلدي لنعرف ماذا اعد لشباب المدينة ، أين أكد لنا احد نواب رئيس البلدية ، أن المجلس برمته يدرك انشغالات الشباب والمواطنين عموما فيما يتعلق بحقه في الترفيه ، وفي هذا الإطار فسيتم حسبه تنصيب اللجنة الثقافية ولجنة الحفلات والمجلس البلدي للرياضة اللذين سيتولون تنظيم مختلف النشاطات الثقافية والرياضية بالبلدية ، مع الحرص على تنشيط المؤسسات الشبابية والثقافية العاملة بإقليم البلدية لتفعيل مختلف الأنشطة التي تخدم الشباب وتصونه عن الانحرافات ،ويبقى شباب بلدية بئر العاتر يطمح في الاهتمام به من طرف السلطات المحلية والولائية ،كما تنتظر جل الجمعيات الرياضية والثقافية والاجتماعية أن يتم التكفل بها من خلال دعمها ماديا لتنفيذ برامجها التي تصطدم عادة بمشكل التمويل والمقرات . ع ن