أكاديمية الجراحة بدبي ترمم وجه عصام وتعيده إلى الحياة من جديد بعد رحلة عذاب دامت سبع سنوات تمكن أطباء قسم الجراحة التجميلية بالأكاديمية الأمريكيةبدبي من ترميم وجه عصام ابن مدينة البليدة الذي أصيب في تفجير إرهابي وقع بالسوق الأسبوعي بمدينة الورود ذات جمعة من سنة 2002 وخلف قتيلين و4 جرحى بينهم عصام الذي حوله الإنفجار إلى كائن بشري مخيف وجه بدون أنف وأذن. نجا من الموت لكن حياته تحولت إلى جحيم بعد أن أصبح يعرف ب"الشاب المخيف" ووضع مأساوي أجبره على البقاء سجين منزله العائلي سنوات طويلة. توقف عن الدراسة، وفقد الأمل في العودة إلى الحياة الطبيعية بعد أن أخبره الأطباء بأن حالته ميؤوس منها عقب 3 عمليات جراحية فاشلة بالجزائر. لكن عائلته لم تستسلم لليأس، وقررت الإتصال بكبرى المراكز الطبية المتخصصة بأوروبا والشرق الأوسط. وجاء الرد سريعا من قسم الجراحة التجميلية بأكاديمية دبي بالإمارات العريبة المتحدة والذي ترأسه الجراحة جيهان عبد القادر. نقل عصام إلى دبي، وهناك وقف الأطباء على حالة معقدة ومثيرة للشفقة والحزن. الأمر يحتاج إلى جهد كبير وسلسلة من العمليات الدقيقة وكثير من الوقت حتى يتعافى عصام البالغ من العمر اليوم 25 سنة خضع حتى الآن لثلاث عمليات زرع للأنف والأذن اليسرى وبدأت صورة الكائن البشري الجميل تكتمل عندما ظهر عصام ليلة أول أمس (الجمعة) في برنامج صناعة الموت "على قناة" العربية" وقد عاد إليه الأمل من جديد وهو ينتظر العملية الرابعة لإصلاح نظام التنفس عبر الأنف وزراعة غضروف ينزع من القفص الصدري بعد أسابيع. بدا عصام في غاية السعادة وهو يتحدث لمعدة البرنامج قبل دخوله غرفة العمليات لإجراء العملية الرابعة. كان سعيدا بعد نجاح العمليات الثلاث لكنه مازال يعاني من آثار الصدمة التي خلفها الإنفجار "خرجت إلى سوق الأسبوع في ذلك الصباح لشراء حاجيات العائلة وفي حدود التاسعة دوى أنفجار عنيف لما فجر أنتحاري نفسه وسط السوق كانت على بعد 5 أمتار، أغمي على وأستفقت بعد 3 أيام داخل المستشفى وعلمت بأنني أصبحت بلا أنف وأذن كان وجهي محطما ومشوها لقد تحولت من شاب وسيم إلى كائن بشري مخيف". وقد أبدت الدكتورة جيهان عبد القادر استعدادها لمساعدة ضحايا التفجيرات الإرهابية بالجزائر وغيرها من الدول إذا توفرت الشروط اللازمة وفي مقدمتها المرور عبر القنوات الرسمية أو الجمعيات الخيرية المعتمدة مؤكدة بأن تعب العمليات الجراحية لايضاهي التعب والمآسي التي تخلفها التفجيرات الإرهابية التي سرقت البسمة من عصام وآخرين مازالوا يعانون في صمت وآخرون سقطوا وغادروا إلى عالم الأبدية بلا رجعة.