"كولي يا الدودة" أعادت الأغنية السطايفية إلى الساحة الفنية اعتبر نجم الأغنية السطايفية الأول الشاب عراس صاحب " كولي يالدودة " الشهيرة و غيرها من الأغاني التي حققت أعلى المبيعات على هامش السهرة ما قبل الأخيرة من مهرجان جميلة الأخير ، و التي كان نجمها الأول ، بأن الأغنية السطايفية تمر فعلا بأزمة حقيقية يجب معالجتها ، لأن زوالها خسارة كبيرة للمنطقة و لهذا الإرث الفني الكبير، معربا عن عدم رضاه على كل ما يتم إلصاقه بها من أصوات و ألحان لا علاقة لها بهذا الطابع من قريب أو من بعيد . عن هذه الأزمة و مشاريعه حدثنا في هذا الحوار. يقول العارفون بالساحة الفنية بأنك أعدت الدماء للأغنية السطايفية و استطعت أن تخرجها بشكل مغاير جعلها مطلوبة في السوق كما هو الحال مع الأغنية المأخوذة من التراث " كولي يا الدودة". - لا شيء يأتي من فراغ ، فبعد تجربتي الأولى في أداء العديد من الأغاني التي رددها أيضا الكثير من مطربي الأغنية السطايفية ، بدأت عملية بحث جادة وواسعة قادتني إلى العثور على كلمات " كولي يالدودة "المعروفة تراثيا بالمنطقة والتي أعجبتني كثيرا . وبحثت عن كل الاسطوانات والأصوات القديمة التي أدت هذه الأغنية و التي كانت تحمل الطابع " السراوي " حيث قمت بإدخال توزيع موسيقي متعدد عليها سمح بإخراجها بطريقة مختلفة . وساعدني صوتي كثيرا على التميز في أدائها . و لما لقي شريطي إقبالا كبيرا في السوق، تيقنت بأن الأغنية السطايفية بإمكانها أن تذهب بعيدا لو تتوفر الإرادة والنية المخلصة من أجل العمل على إنجاحها. *من تقصد بالضبط ؟ التفكير في ضرورة البحث عن ترسيم مؤسسة فنية تعمل على تطوير الغناء كما هومعمول به في جميع الدول ، لإخراجها على الأقل من الوضع الحالي المتدهور الذي لم يسبق لها أن عاشته ، يكون من أهدافها الأساسية ترقية التراث السطايفي ، ولو بالعودة لآلاتها القديمة مثل الزرنة و الطبل . و أعتقد جازما أن المبادرات الحالية مثل مهرجان الأغنية السطايفية لم يضف أي شيء بقدر ما كرس الرداءة ، من خلال خاصة المسابقة التي تنظم في كل طبعة ، والتي لا تعود فيها الجائزة الأولى لصاحب الصوت الأفضل ، لأن الأمور مازلت تسير بعقليات جهوية و غيرها من المفاهيم التي أضرت كثيرا بالأغنية السطايفية. *نفهم من هذا انك غير راض عن الأصوات الحالية ؟ - لم أجد في كل الأصوات الحالية الصوت أو الاسم الذي باستطاعته أن يقود الأغنية السطايفية ويعيد الاعتبار لهذا اللون الغنائي ، لأن أغلبيتهم يقومون بإعادة الأغاني الناجحة مع تغيير طفيف في اللحن و الكلمات. و الغريب في الأمر تجدهم سعداء بذلك رغم أنه عمل مشين . و أيضا لأننا نحن أصحاب الأغاني الأصلية لا نقوم بمتابعتهم من باب تشجيعهم على الغناء و لكن ليس بهذا الشكل السيئ.بالإضافة إلى غياب الأغنية السطايفية عن الساحة الفنية بكل معنى الكلمة ، لكون الأصوات القديمة أصبحت مستهلكة و لا تقدم جيدا و الأصوات الجديدة من الشباب لا تملك القدرة على الغناء المباشر، لاعتمادهم الكثير منهم على المحسنات الصوتية للاستوديوهات. * نتكلم الآن عن الشاب عراس أين أنت بالضبط في هذه الفترة؟ - طبعا هذه الفترة هي فترة العمل السنوية بالنسبة للأغلبية من الفنانين، و أنا موجود في كل الفعاليات الفنية داخل الوطن. وأحمد الله لأني أجد الإقبال الكبير في كل التظاهرات التي أشارك فيها ، وهذا ما يشجعني بعد كل موسم على إصدار شريط جديد فيه الأغاني الناجحة التي يحبها الشباب ، كما أشارك في الكثير من الفعاليات الفنية في الخارج خاصة في فرنسا وألمانيا و كندا و هذا لوجود جالية مغاربية كبيرة في هذه الدول . * ما جديدك للموسم القادم ؟ - أعمل منذ أربعة أشهر على التحضير لشريط جديد يحمل أغنيتين ناجحتين من التراث "السراوي" لم يسبق لأحد أن غناهما من قبل ، وهذا لا يعني طبعا أن الأغاني الأخرى غير ناجحة، و قد عملت على أن تكون في مستوى جيد من حيث الألحان و الكلمات . انتظر أن يكون هذا الألبوم من أنجح الألبومات التي قدمتها إلى حد الآن لقناعتي الكبيرة في كل ما قمنا به من عمل لإخراج الشريط بصورة جيدة و على كل المستويات.