الشاب عراس الذي يعتبر الوجه البارز في الأغنية السطايفية في الوقت الحاضر، التقيناه على هامش مشاركته في مهرجان جميلة العربي في طبعته السادسة وأجرينا معه هذا الحوار عن الأغنية السطايفية التي قيل بشأن تراجعها الكثير، وعن كلماتها وحتى الموسيقى ونطاق تواجدها وعن أغانيه الخاصة. كلام عن تراجع الأغنية السطايفية وعن خروجها عن بعض المبادئ الأساسية وبعد توسعها في عدة ولايات، فكيف يرى عراس الأغنية السطايفية في الوقت الحاضر؟ الأغنية السطايفية أصبحت كالأغنية الرايوية، هذه الأخيرة يوم بدأت كانت تغنى في ولاية بالغرب وبعدها بدأت تتوسع لتشمل معظم ولايات الغرب، وكذلك بالنسبة للأغنية السطايفية التي بدأت تتوسع لولايات الشرق من قسنطينة، عنابة وغيرها من الولايات، وهذا يعني أن الأغنية السطايفية أصبح لها صدى بالشرق الجزائري، والمهم هو الحفاظ على الطابع السطايفي في كلماته وفي الموسيقى، وهذا يخدم الأغنية السطايفية التي يكون لها الكثير من الفرسان الذين بإمكانهم نقلها إلى الدول الأجنبية وولوجها العالمية، من خلال جولات هؤلاء الفنانين، ويمكن القول اليوم إن الأغنية السطايفية أطلق عليها اسم الأغنية الشرقية للجزائر. الكثير من الفنانين وخاصة الشباب لا ينتجون ويكررون بعض الأغاني تعب عليها الآخرون، فكيف يقرأ عراس هذه الظاهرة؟ صحيح هذا الأمر، إلا أن إعادة الأغاني لا يؤثر على الأغنية بل يمكن أن يساهم في تقدمها والترويج لها، فإعادة أغنية هي دعاية لصاحب الأغنية الأول، لكنها في المقابل لا تخدم من يعيد غناءها لأنه في كثير من الحالات أغنية يعيدها عدة فنانين بنفس الصوت والموسيقى والكلمات، لكن المصدر معروف عند الجمهور، وهذه الطريقة ممكن هي صالحة لشباب في بداية مشوارهم، لكن التوقف عند هذا الحد سيجعل منهم يموتون فنيا تدريجا، ونصيحتي للشباب أن يبادروا إلى أعمال خاصة بهم قد تعطيهم الشهرة وتدخلهم عالم الفن من بابه الواسع، فعلى الشاب الذي اختار الغناء أن يفكر في مستقبله الفني ويبتعد عن طريقة الإتكال وتكرار الأغاني، ثم أن البعض يتحجج بأن لا يسجل أغانٍ جديدة يستفيد منها آخرون بإعادتها، وهذا غير صحيح لأن المصدر يبقى هو المصدر، وأنا يهمني أن يعيد الشباب أغنيتي لأنها دعاية لفني والتعريف به في المهرجانات والأعراس لدى عامة الجمهور. نجحت مديرية الثقافة بسطيف في خلق مهرجان الأغنية السطايفية فكيف يقيّم عراس هذه التجربة؟ مهرجان الأغنية السطايفية مبادرة تستحق التشجيع لهدف نبيل وللرقي بالأغنية السطايفية والحفاظ على هذا التراث وتكوين شباب قادرون على حمل المشعل مستقبلا، ولا يمكن الحكم عليه وهو في بدايته، لكن لا بد أن يأخذ حقه من كل النواحي وأن يكون في خدمة الأغنية السطايفية. بداية عراس الفنية كانت بأغاني لم يتقبلها الكثير من الجمهور خاصة الكلمات، فهل توافق رأي الجمهور؟ هذا صحيح، في البداية لم أكن أعرف جمهوري ماذا يسمع، وبعدها أدركت نفسي وعرفت أن الأغنية النظيفة عمرها طويل وصالحة في كل الأوقات، أما الأغنية التي لا تحترم فيها بعض المعايير تموت في وقت قصير، وأنا بدايتي كانت بأغاني ليست في المستوى صراحة حتى أنني أصبحت معروفا، لكن تداركت الأمر وراجعت نفسي بعد الألبوم الأول وعدت للأغنية النظيفة العائلية، والأغنية السطايفية في المستوى لكن لم نعطيها الأهمية، فمهرجان مثل هذا يقام في سطيف كان يفترض الإتصال بالفنانين الذين يشاركون والتحضير لما يقدموه وأن يكونوا مدعومين بفرقهم الموسيقية، وترى الأغنية كيف تكون في القمة من كل النواحي وتساهم في تطورها، لأن الغناء مع فرقة موسيقية غير فرقته مردود الفنان لن يكون في المستوى، المشكل المطروح في الفرقة الموسيقية من جهة وتحديد المشاركين في مثل هذه المهرجان وإعطائهم الوقت الكافي من أجل تحضير إنتاج يكون في المستوى، خاصة وأن المشاركة في المهرجان يعطيك فرصة لمعرفة قيمتك عند الجمهور. هل تضرّر عراس من تقليد إنتاجه؟ تقليد الأقراص المضغوطة مشكل كبير في الجزائر، وهي تضر أكثر المنتج قبل الفنان، وهذا أصبح مشكلا كبيرا للمنتجين ويثير تخوف الجميع، وأنا أصدرت ألبوما قبل أسبوعين لكن لا يمكنك مراقبة السوق حتى ينجو من التقليد والغش.