النهضة في استعراض للقوة لتجنب مصير الاخوان خرج عشرات الآلاف من التونسيين في استعراض للقوة من جانب حزب النهضة الحاكم مساء يوم أمس الأول السبت، حيث تجمع أنصار حزب النهضة الحاكم في ميدان القصبة في العاصمة تونس ليلة السبت إلى الأحد وهم يهتفون "لا للانقلابات نعم للانتخابات" في دعم للحكومة التي يقودها الاسلاميون في احدى أكبر المظاهرات التي تشهدها تونس منذ ثورة 2011 وتعهدت المعارضة بأن تفوق أعداد المشاركين في مظاهرة تنظمها بعد 24 ساعة أعداد المشاركين في مسيرة النهضة. و تؤشر هذه المعطيات على بلوغ حالة الاستقطاب السياسي مداها الأقصى في البلاد التي تعيش انقساما حادا منذ بداية العام الجاري عندما حدث أول اغتيال لمعارض سياسي في عهد ثورة الياسمين بمقتل اليساري شكري بلعيد أمام منزله في العاصمة و قبل أيام لقي محمد براهمي و هو من المناهضين للنهضة نفس المصير . و يحاول العلمانيون الإطاحة بالحكومة التي تقودها حركة النهضة الإسلامية، بعدما أسفرت الأزمة الكبيرة التي أعقبت اغتيال شكري بلعيد في 6 فيفري الماضي عن الإطاحة بحكومة حمادي الجبالي الأمين العام للحركة، و الذي تم استخلافه من طرف الغنوشي زعيم الحركة بوزير داخليته على لعريض الذي يقول ان الحكومة التونسية باقية لأداء مهمتها الموكلة إليها من المجلس التأسيسي، رغم استقالة عدد من وزرائها و تهديد آخرين بفعل نفس الشيء إن لم تتراجع حركة راشد الغنوشي عن البقاء متشبتة في الإمساك بمقاليد الحكم. و رغم التأييد الكبير للحركة فان رئيس الحكومة التونسية علي العريض أبدى استعداده للحوار مع المعارضة بشأن مطلبها باستقالة حكومته. وقال العريض "نحن مستعدون لمناقشة كل المقترحات الخاصة بالحكومة شريطة أن يكون هناك ضمان للتصدي المجدي لظاهرة الإرهاب والنهوض بالوضع الاقتصادي وتهيئة الظروف المثلى لإنهاء المسار الانتقالي في أفضل الظروف وفي أسرع الأوقات". وجاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده العريض بعد لقائه ممثلي عدد من الأحزاب والتيارات السياسية لمناقشة الأوضاع الأمنية والسياسية في البلاد، وتسعى المعارضة الغاضبة للإطاحة بالحكومة بعد اغتيال شخصيتين بارزتين من المنتمين لها ويشجعها على ذلك تدخل الجيش في مصر لعزل الرئيس الإسلامي محمد مرسي إثر احتجاجات شعبية. واتهمت المعارضة حزب النهضة بالتسامح مع هجمات المتشددين،بينما ينفي الحزب ذلك وندد بالهجمات الأخيرة بوصفها أعمالا إرهابية. والى جانب المظاهرات المقررة يوم الاحد تعتزم المعارضة الخروج في احتجاجات يوم الأربعاء في ذكرى مرور ستة أشهر على اغتيال المعارض اليساري شكري بلعيد، و كان الإتحاد العام التونسي للشغل وهو أكبر تنظيم نقابي في البلاد قد أمهل حكومة لعريض أسبوعا مطالبا برحيلها.