رار أممي يجنب الحرب على سوريا و يفتح باب لقاء جنيف الثاني اعتمد مجلس الأمن الدولي في وقت متأخر من مساء الجمعة و بالإجماع قرار تحت رقم 2118 يقضي بالتدمير العاجل للأسلحة الكيماوية السورية قوبل بارتياح دولي واسع واعتبر "فرصة جديدة للسعي إلى تسوية سياسية للأزمة السورية". و اعتبرت دمشق أن القرار الذي اتخذه مجلس الأمن "يغطي معظم مخاوف الحكومة السورية من ضربة عسكرية". و قد دعا حلفاء سوريا في المجلس إلى انتهاز الفرصة للوصول إلى حل سياسي من خلال مؤتمر جنيف الثاني و هو موقف دعمته الصين. الموقف السوري من القرار جاء ذلك على لسان بشار الجعفرى سفير سوريا بالأمم المتحدة الذي دعا "الدول التي تزود المجموعات الإرهابية في سورية بالسلاح والأموال إلى التوقف عن ذلك" مبرزا بالمناسبة إلتزام الحكومة السورية الكامل بحضور مؤتمر مقترح للسلام في جنيف في نوفمبر لإنهاء الحرب الأهلية السورية. كما وصف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في بيان أدلى به أمام اجتماع المجلس في أعقاب عملية اعتماد هذا القرار بأنه "التاريخي" واعتبر ذلك ب"النبأ الأول الذي يبعث الأمل في النفوس منذ وقت طويل". و أكد بان كي مون على التزام جميع الأطراف بتنفيذ قرار المجلس الجديد بقدر عالي من الشفافية والمساءلة.مشددا على أن الأسلحة الكيمياوية يجب ألا تكون أو تستخدم كأداة حرب بأي شكل من الأشكال. من جهته أبدى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف استعداد بلاده لدعم إجراءات تفكيك السلاح الكيميائي السوري بينما قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن عدم تنفيذ سوريا لقرار مجلس الأمن الدولي لن يمر من دون عقاب. وقال كيري أمس تعليقا على القرار أن "المجلس أظهر أن الدبلوماسية يمكن أن تكون قوية بما يكفي لتصفية أسوأ أنواع أسلحة الحرب". للإشارة فإن القرار 2118 لا يتضمن القيام بعمل عقابي تلقائي ضد حكومة الرئيس بشار الأسد اذا لم تمتثل للقرار"." كما اعتبر الاتحاد الأوروبي على لسان مايكل مان المتحدث باسم كاثرين آشتون الممثلة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي بأن القرار "يمثل بداية جيدة لتوصل إلى حل سياسي للأزمة الراهنة في سوريا ولكن يتعين في الوقت نفسه التركيز على الصورة الكبيرة في سوريا والمتمثلة في إنهاء العنف في ذلك البلد والتوجه نحو الانتقال السلمي للسلطة في البلاد". وعلقت باريس أمس على تبني مجلس الأمن الدولي للقرار بأن المجلس "يستحق أخيرا اسمه"، و قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن هذا القرار لن يخلص وحده سوريا وأنه ليس سوى مرحلة أولى. ورحب غيدو فيسترفيله وزير الخارجية الألماني بقرار مجلس الأمن الدولي بشأن سوريا معتبرا أن المجلس بهذا القرار تغلب أخيرا على عجزه الذي استمر على مدار عامين وأظهر قدرة على التعامل مع الأزمة السورية. كما قالت الصين في تعقيبها على القرار انه يعكس وحدة المجلس وانه "يعيد الوضع السوري إلى مسار السلام من حافة الحرب ويقدم فرصة جديدة للسعي إلى تسوية سياسية للقضية السورية". وعقب اصدار القرار مجلس الامن الدولي بالاجماع عن قرار يقضى بتفكيك ترسانة الاسلحة الكيماوية السورية أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون أن موتمر السلام جنيف الثاني حول سوريا سينعقد فى منتصف نوفمبر المقبل. وقال أن القوى العالمية تهدف الى عقد مؤتمر دولي للسلام في منتصف شهر نوفمبر المقبل للمساعدة على إنهاء الحرب الأهلية الدائرة في سوريا منذ عامين ونصف. من جهته اكد لافروف في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس في نيويورك ان روسيا تعمل بنشاط لعقد مؤتمر دولي للسلام مع مشاركة الولاياتالمتحدة استنادا إلى المبادئ الواردة في بيان جنيف في 30 جوان 2012 مؤكدا أن التقدم المحرز في نزع سلاح سوريا الكيميائي عليه أن يولد زخما في تنفيذ الاتفاقات والترتيبات القائمة لعقد مؤتمر حول إقامة منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل بمنطقة الشرق الأوسط.