اعتمد مجلس الامن الدولي في وقت متأخر من مساء أمس الجمعة وبالاجماع قرار تحت رقم 2118 يقضي بالتدميرالعاجل للأسلحة الكيماوية السورية قوبل بارتياح دولي واسع واعتبر "فرصة جديدة للسعي إلى تسوية سياسية للازمة السورية". وجاء قرار مجلس الامن وهو الاول من نوعه الذى يتبناه المجلس منذ بدء الازمة السورية فى مارس 2011 في خضم تطورات الوضع في سوريا والجدل الجاري بين القوى الإقليمية والدولية حول معالجة الازمة بسوريا. كما جاء القرار الذي ينص على تفكيك ترسانة الاسلحة الكيميائية السورية بعد جهود دبلوماسية مكثفة استمرت لاسابيع بين روسياوالولاياتالمتحدة كما اعتمد على اتفاق بين البلدين تم التوصل اليه فى جنيف فى وقت سابق من شهر سبتمبر الجارى عقب هجوم بغاز السارين اسفرعن مقتل المئات من الاشخاص فى احدى ضواحى دمشق فى 21 اوت الماضى. — ترحيب دولي واسع بالقرار ودعوات تحث سوريا على الامتثال له — فقد اعتبرت دمشق ان القرار الذى اتخذه مجلس الامن للتخلص من اسلحتها الكيماوية "يغطى معظم مخاوف الحكومة السورية من ضربة عسكرية". جاء ذلك على لسان بشار الجعفرى سفير سوريا بالاممالمتحدة الذي دعا "الدول التي تزود المجموعات الإرهابية في سورية بالسلاح والأموال إلى التوقف عن ذلك" مبرزا بالمناسبة التزام الحكومة السورية الكامل بحضور مؤتمر مقترح للسلام فى جنيف فى نوفمبر لانهاء الحرب الاهلية السورية. كما وصف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في بيان أدلى به أمام إجتماع المجلس في أعقاب عملية إعتماد هذا القرار ب"التاريخي" واعتبر ذلك ب"النبأ الأول الذي يبعث الأمل في النفوس منذ وقت طويل". واكد بان كي مون على إلتزام جميع الأطراف بتنفيذ قرار المجلس الجديد بقدر عالي من الشفافية والمساءلة ..مشددا على أن الأسلحة الكيمياوية يجب الا تكون أو تستخدم كأداة حرب بأي شكل من الأشكال. من جهته أبدى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إستعداد بلاده لدعم إجراءات تفكيك السلاح الكيميائي السوري بينما قال وزير الخارجية الامريكي جون كيري أن عدم تنفيذ سوريا لقرار مجلس الأمن الدولي لن يمر من دون عقاب. للاشارة فان القرار 2118 "لا يهدد بالقيام بعمل عقابي تلقائي ضد حكومة الرئيس بشار الاسد اذا لم تمتثل للقرار". وقال كيري اليوم السبت تعليقا على قرار مجلس الأمن الدولي حول سوريا ان "المجلس أظهر أن الدبلوماسية يمكن أن تكون قوية بما يكفي لتصفية أسوأ أنواع أسلحة الحرب". كما اعتبر الاتحاد الأوروبي على لسان مايكل مان المتحدث باسم كاثرين آشتون الممثلة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي بأن القرار "يمثل بداية جيدة لتوصل إلى حل سياسي للأزمة الراهنة في سوريا ولكن يتعين في الوقت نفسه التركيز على الصورة الكبيرة في سوريا والمتمثلة في إنهاء العنف في ذلك البلد والتوجه نحو الانتقال السلمي للسلطة في البلاد". وعلقت باريس اليوم السبت على تبني مجلس الأمن الدولي للقرار بأن المجلس "يستحق أخيرا اسمه" . وفي إشارة إلى التهديدات التي أطلقتها واشنطن وباريس بشن ضربات عسكرية على النظام السوري وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن هذا القرار "لن يخلص وحده - سوريا" وانه " سوى مرحلة أولى". ورحب جيدو فيسترفيله وزير الخارجية الألماني بقرار مجلس الأمن الدولي بشأن سوريا معتبرا أن المجلس بهذا القرار تغلب أخيرا على عجزه الذي استمر على مدار عامين وأظهر قدرة على التعامل مع الأزمة السورية. كما قالت الصين في تعقيبها لاعلى القرار انه يعكس وحدة المجلس وانه "يعيد الوضع السوري إلى مسار السلام من حافة الحرب ويقدم فرصة جديدة للسعي إلى تسوية سياسية للقضية السورية". للاشارة تضمن القرار إشارة إلى أنه في حال عدم الامتثال للقرار بما في ذلك عمليات نقل غير مصرح بها للأسلحة الكيمياوية أو أي استخدام للأسلحة الكيمياوية من أي طرف فإن ذلك يؤدي إلى فرض تدابير بموجب الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة. ويدين القرار بأشد العبارات استعمال الأسلحة الكيمياوية في سوريا ولاسيما استخدامها في هجوم الغوطة كما يؤيد ايضا الاتفاق الروسي الأمريكي المعني بإجراءات التدمير العاجل لبرنامج سوريا الكيمياوي. -أمال في أن يعطي القراردفعة نحو عقد مؤتمر جنيف عن قريب - وعقب اصدار القرار مجلس الامن الدولى بالاجماع عن قرار يقضى بتفكيك ترسانة الاسلحة الكيماوية السورية اعلن الامين العام للامم المتحدة بان كى مون أن موتمر السلام جنيف الثانى حول سوريا سينعقد فى منتصف نوفمبر المقبل. وقال بان كى مون ان القوى العالمية تهدف الى عقد موتمر دولى للسلام فى منتصف شهر نوفمبر المقبل للمساعدة على انهاء الحرب الاهلية الدائرة فى سوريا منذ عامين ونصف. من جهته اكد لافروف في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس في نيويورك ان روسيا تعمل بنشاط لعقد مؤتمر دولي للسلام مع مشاركة الولاياتالمتحدة استنادا إلى المبادئ الواردة في بيان جنيف في 30 جوان 2012 مؤكدا ان التقدم المحرز في نزع سلاح سوريا الكيميائي عليه أن يولد زخما في تنفيذ الاتفاقات والترتيبات القائمة لعقد مؤتمر حول إقامة منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل بمنطقة الشرق الأوسط. للاشارة افاد دبلوماسيون بنيويورك أمس الجمعة أن مبعوث الاممالمتحدة الى سوريا الاخضر الابراهيمي سيكشف عما آلت اليه التحضيرات لعقد المؤتمر كما اشاروا إلى أن بان كي مون سيباشر إجراء اتصالات مع الابراهيمي اعتبارا من الاسبوع المقبل من اجل تحديد تاريخ عقد المؤتمر والدول المشاركة فيه. وكانت مدينة جنيف قد احتضنت مؤتمرا أول في يونيو 2012 سعيا إلى ايجاد حل سياسي للنزاع السوري إلا ان مقررات هذا الاجتماع لم تنفذ بسبب الانقسامات داخل المعارضة السورية والمجتمع الدولي.