جدل حول مشروع توسعة مصلحة الحالة المدنية ببلدية تازولت بباتنة تم مؤخرا العثور على قطع أثرية أثناء أشغال حفر لإنجاز قاعة أرشيف بمصلحة الحالة المدنية لبلدية تازولت بولاية باتنة،حيث اضطرت مصالح البلدية لتوقيف الأشغال بعد تدخل مسؤولي المتحف وحماية الآثار بتازولت ،قبل أن تستأنف الأشغال بعد ذلك مجددا بموافقة المصالح المعنية. وهذا في وقت أفادت فيه مصادر مطلعة أن الموقع الذي تجري به الأشغال لا يبعد إلا ببضعة أمتار عن الموقع الأثري ، الذي هو عبارة عن حمامات ويُفترض أن تكون الأشغال بعيدة بمسافة لا تقل عن 200 متر، تضيف ذات المصادر، التي أكدت بأن الأمر يستدعي توقيف الأشغال والتنقيب عن الآثار . وكشفت مصادر أخرى أنه سبق وتم إيقاف وتحويل مشروع خاص بإنجاز المحلات المهنية ليس ببعيد عن ذات الموقع بعد العثور على آثار أثناء أشغال الحفر، في حين أوضح في نفس السياق مسؤول الآثار والمتحف بتازولت ل"النصر" بأن ما عُثر عليه عبارة عن قطع فسيفسائية متناثرة كانت متراكمة بشكل يوحي بأنها اقتلعت في زمن ماض وجُمعت بالموقع الذي خضع لأشغال الحفر من طرف مصالح البلدية ،مؤكدا بأن الأمر لا يتعلق بلوحة فسيفسائية تم اكتشافها، وأضاف محدثنا بأنه تم توقيف الأشغال على إثر ما اكتشف من قطع أثرية وطُلب من البلدية بتغيير موقع الحفر لإتمام الأشغال. من جهته أكد رئيس بلدية تازولت ل"النصر" بأن البلدية توقفت عن الأشغال وهذا بمجرد العثور على قطعة واحدة أثرية قبل أن تستأنف مجددا الأشغال بترخيص من المصالح المختصة في حماية الآثار بالمنطقة. تجدر الإشارة إلى أن بلدية تازولت أو لمباز، كما تعرف بتسميتها القديمة ،كانت عاصمة نوميدية وتعاقبت على أرضها عدة حضارات ،حيث تزخر بمواقع أثرية منها ما لم يتم اكتشافه بسبب عدم تحديد رسم الخارطة الأثرية ما جعل الآثار عرضة للإهمال، وما اكتشف منها كان عن طريق الصدفة كاللوحة الفسيفسائية التي تجسد أسطورة القربان الخائب "فركسوس وهيلي" التي كشفت عنها مياه السيول قبل أن تستخرج من طرف فريق بحث مختص ترأسه عائشة أمينة مالك، وكذا لوحة النمرة التي لا يزال موقعها محل بحث وهو مغطى منذ أكثر من سنة. وفي سياق متصل تجدر الإشارة أيضا، أن عدم تحديد وحماية المواقع الأثرية رهن المشاريع التنموية بالبلدية تحت مبرر حماية المواقع الأثرية ،حيث حولت عديد المشاريع استفادت منها البلدية نحو بلدية أخرى بسبب عدم توفير العقار.