30 ألف حالة غير مشخصة والمصابون لا يخضعون لأية مراقبة طبية حذر عادل زدام، منسق برنامج الأممالمتحدة لمكافحة السيدا، من التراخي أمام الانتشار الرهيب لداء السيدا، وذلك على رغم من تأكيده على النجاح في خفض نسبة الإصابة بالداء خلال العام الماضي. وكشف عن تسجيل أكثر من 80 ألف حالة إصابة بالداء بالجزائر بينها 700 حالة جديدة حتى 30 سبتمبر الماضي، فيما تشير تقارير أخرى إلى وجود ما لا يقل عن 30 ألف حاملين للفيروس لم يكشف عنها طبيا بسبب عدم خضوع المصابين للتحاليل اللازمة، وهم بذلك لا يستفيدون من أية متابعة طبية ما يجعلهم ناقلين للفيروس دون علمهم. شككت جميعة وطنية تنشط في مجال الوقاية من مرض "السيدا" في الأرقام الرسمية حول عدد المصابين، وقالت جمعية "ايدز الجزائر" أن الكثير من المصابين لا يخضعون للتحليل المخبري للتأكد من حملهم للفيروس، وأشارت الجمعية أن ما بين 25 ألف إلى 30 ألف حامل للفيروس لم يخضعوا لأي فحص، ولم يجروا التحاليل الضرورية للتأكد من إصابتهم بالمرض واتخاذ التدابير اللازمة لعدم نقل المرض إلى آخرين. وقال رئيس الجمعية في تصريح لموقع "كل شيء عن الجزائر" أن الإصابات غير المشخصة وغير المعلن عنها تمثل خطرا حقيقيا كون حاملي الفيروس يمكنهم نقل العدوى عن غير قصد "طالما انهم يجهلون إصابتهم"، مشيرا إلى ضرورة توفير الرعاية النفسية للمصابين وحاملي الفيروس، وقال التكفل الطبي موجود ومناسب أما التكفل النفسي يحتاج إلى مزيد من الجهد.من جانبه كشف منسق برنامج الأممالمتحدة لمكافحة السيدا بالجزائر، عادل زدام، أمس، أن الجزائر تحصي 8046 مصاب بالسيدا منها 700 حالة إصابة لسنة 2013. وأشاد زدام في تصريح إذاعي بالتزام الدولة الجزائرية بتنفيذ ما جاء في الألفية الثالثة في البند السادس المتعلق بمكافحة مرض السيدا. وقال المتحدث أن إستراتيجية الجزائر التي طبقتها في السنة الأخيرة 2013/ 2015، والتي ترتكز على الإستراتيجية الصفر وتهدف إلى تدعيم وإيصال العلاج إلى كل شخص مصاب قد أتت أكلها وعرفت من خلالها الجزائر استقرارا في عدد الإصابات. وأضاف أن السبب الرئيس للمرض معروف وهو العلاقات الجنسية غير شرعية، حيث يمثل 90 بالمائة من حالات الإصابة، بالإضافة إلى تنقل الفيروس عن طريق الأم الحامل إلى الجنين عن طريق الدم.وفي رده عن سؤال حول تخوف المواطن الذي يتبرع بالدم من إصابته بالفيروس، أكد زدام أن الدم في الجزائر مراقب بنسبة 100 بالمائة، وأضاف أن الانتقال عن طريق الدم في حالة واحدة فقط هي عن طريق المدمن على المخدرات. وفي ما يخص الانتقال عن طريق شفرة الحلاق، بدد المخاوف من هذه الطريقة، وكشف المتحدث أن عدد النساء المصابات بالسيدا في الجزائر يتزايد على الرجال بنسبة 50 بالمائة.وعن أنجع الوسائل للوقاية من هذا الداء، قال إن الفحص قبل الزواج بالإضافة إلى التعفف والابتعاد عن العلاقات الجنسية المحرمة كفيلة بالوقاية والشفاء. ووجه المتحدث رسالة للأزواج الذين يرفضون أو يتفادون الفحص أن هذا الأخير إجراء طبي عادي مثل أي تحليل أخر دون الإنقاص من قيمة الزوجين، وقال منسق برنامج الأممالمتحدة إن وزارة الصحة تسعى للوصول إلى تشخيص كل النساء المقدرة ب900 ألف امرأة، وأضاف عادل زدام أن المبادرات التي تقوم بها المؤسسات الإعلامية "ستساهم بكل تأكيد في تغيير نظرة المجتمع إلى المصابين بداء السيدا ويجعل الناس تتخذ إجراءات احتياطية وقائية تجاه الآخرين".وأشارت وزارة الصحة، بأنه تم تسجيل 78 حالة إصابة جديدة بمرض نقص المناعة المكتسب (ايدز) حتى شهر سبتمبر من العام الجاري. وقالت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات في بيان بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الإيدز الذي يصادف أول ديسمبر من كل عام إنها سجلت أيضا 459 حالة لأشخاص حاملين للفيروس خلال نفس الفترة. وأشارت الوزارة في البيان إلى أن الجزائر تسجل أكثر من 600 حالة إصابة وحاملة لفيروس الايدز سنويا.ودعت مسؤولة مديرية الوقاية بوزارة الصحة حورية خليفي إلى ضرورة تطوير سبل الكشف المبكر عن الإصابة بالايدز والعمل على وقف انتقال العدوى من الأم الحامل المصابة بالفيروس إلى الجنين. وأشارت إلى أن حالات الإصابة بالايدز منذ الكشف عن أول إصابة بالجزائر في عام 1985 بلغت قرابة 1500 حالة إصابة و6603 حالات لحمل الفيروس حتى شهر سبتمبر من العام الجاري. وجاءت الجزائر العاصمة في المقدمة من حيث عدد المصابين بالإيدز بعدما سجلت 1930 حالة تلتها ولاية تيارت (523 حالة) وتمنراست (442 حالة) وسعيدة (327 حالة) ووهران ( 318 حالة). وفيما يتعلق بتسجيل الحالات حسب الجنس قال بيان وزارة الصحة الجزائرية إن الرجل يأتي في مقدمة الإصابة بنسبة أكثر من 48 بالمائة فيما تقدر نسبة الإصابة بين النساء بما يربو على 40 بالمائة. وبالنسبة للفئات العمرية سجل البيان أن الإصابة لدى البالغين 49 عاما فما فوق تبلغ 76 بالمائة مقابل 19 بالمائة لدى الفئة العمرية ما بين 15 و49 عاما ونحو 3 بالمائة لدى الفئة التي تقل أعمارها عن 15 عاما.