السلطات العمومية تسعى لإذابة الجليد بين روراوة وحليلوزيتش أفادت مصادر مقربة من المنتخب الوطني بأن شخصيات نافذة يتقدمها وزير الشباب والرياضة محمد تهمي، تسعى هذه الأيام إلى تلطيف الأجواء وإذابة الجليد بين رئيس الفاف محمد روراوة والناخب الوطني وحيد حليلوزيتش، في أعقاب خروج الصراع بين الرجلين إلى العلن في الأيام الأخيرة، أين انتقلا إلى مرحلة التراشق بالتهم وتبادل التصريحات النارية عبر وسائل الإعلام، في فصل ينذر بتسمم العلاقة بين المسؤولين المباشرين على الخضر قبيل ستة أشهر من انطلاق مونديال البرازيل. واستنادا إلى ذات المصادر فإن السلطات العمومية تسعى لردم الهوة وتقريب وجهات النظر بين الرجل الأول في قصر دالي إبراهيم و المسؤول الأول عن المنتخب الوطني، لحساسية المرحلة وحاجة المنتخب إلى مزيد من الدعم والعمل، لبلوغ الأهداف المرجوة عشية رابع مشاركة جزائرية في المونديال، وعلى بعد أيام معدودات عن نهاية المهلة التي حددها الحاج روراوة "لموظفه"، حين خيره بين الاستمرار في منصبه على رأس كتيبة الخضر أو الرحيل، مع فتح الرجل القوي في المنظومة الكروية الوطنية الباب على مصراعيه أمام التقني البوسني، من خلال تأكيده بالتصريح لا بالتلميح أنه لن يجبر الناخب الوطني على البقاء في منصبه، وسيكون أول مودع له في حال أعرب عن رغبته في ذلك، وذهب روراوة إلى أبعد من ذلك بكثير، حين أكد بأن البدائل جاهزة ومكتبه يعج بالسير الذاتية لمدربين كبار أبدوا رغبتهم في العمل مع المنتخب، وهو التصريح الذي قابله "الكوتش وحيد" بلهجة فيها الكثير من التحدي والشجاعة، حيث أعطى الرجل الانطباع بأنه يملك مصيره بيده، و"قضية" تجديد عقده ليست مطروحة في الوقت الراهن، مؤكدا بأنه يفضل إرجاء الحديث عنها إلى حين نهاية المونديال ومعه العقد الذي يربطه بالفاف. وفي ذات السياق تشير مصادر مقربة من روراوة بأن الرجل حفظ درس مونديال جنوب إفريقيا، ويريد استخلاص العبر من تجربة الناخب الوطني السابق رابح سعدان، حيث أن الاستنجاد بعبد الحق بن شيخة خريف عام 2010، كلف المنتخب الوطني الإقصاء والغياب عن كان 2012، وبعبارة أخرى فإن رئيس الفاف يسعى بخرجته الأخيرة إلى وضع مصلحة المنتخب في المقام الأول، برهانه على عاملي الاستمرارية والاستقرار، ومنح الأفضلية للتقني البوسني الذي يعرف البيت جيدا ، لكن وفي حال رفضه المقترح، يفضل روراوة استباق الأمور واختيار الخليفة بأريحية وبعيدا عن ضغط الوقت والظروف. معطيات تشير إلى أن العارضة الفنية الوطنية على صفيح ساخن، وحرب التصريحات مرشحة للتصعيد، في ظل تضارب الأخبار وآخرها ما استقته صحيفة ليكيب الفرنسية أمس من مصادر وصفتها بالمطلعة، حيث ذكرت بأن التقني البوسني يتجه نحو بوابة الخروج من العارضة الفنية للخضر، في سيناريو مشابه لما عاشه شتاء 2010، أين كلفه الإقصاء من الكان أمام كتيبة سعدان، إجهاض حلم المشاركة في المونديال. وفي انتظار ما ستكشف عنه الأيام وربما الساعات القادمة، تشير كل المعطيات إلى أن حليلوزيتش يجلس على كرسي قاذف، بعد أن فقد الثقة والدعم اللذين حظي بهما من قبل محمد روراوة مطلع العام المنقضي، في أعقاب خيبة كان جنوب إفريقيا وخروج الخضر من الدور الأول، حيث أن رئيس الفاف يتحاشى إقالة الناخب الوطني قبل المونديال، لتفادي دفع قرابة نصف مليون أورو من خزينة هيأته، سيما وأن العروض المغرية "ماديا" التي وصلت حليلوزيتش من الخليج، قد تدفعه إلى إعلان رحيله ومتابعة العرس الكروي العالمي من على شاشة التلفزيون.