الدراما الجزائرية قادمة وتسويقها عربيا ممكن ما يحدث في الوطن العربي ضرب من العبث يرى المخرج الأردني كمال اللحام بأن هناك محاولات جادة للبحث عن بداية الطريق الصحيح لدراما جزائرية تحاكي مشاكل و آلام و آمال المواطنين و تسليط الضوء على الثورة التحريرية و رموزها، مؤكدا بأنه يعتبر نفسه عضوا فعالا في هذه الدراما من خلال إخراج عمله الجديد "فرسان الأهقار" و قبله "عيسات إيدير". كما يعتقد بأنه تمكن من وضع حجر الأساس للتعاون الثقافي و الفني التليفزيوني بين الجزائر و الأردن. المخرج الذي يحمل خبرة 40 عاما وبرصيد100 عمل درامي أنجزه بمختلف البلدان العربية، نفى ما روج حول اقتصاره على التعامل و التعاقد مع شركة إنتاج واحدة بالجزائر مؤكدا في اتصال بالنصر بأنه "حر تماما في الموافقة على العروض الدرامية الجيدة إذا تقدم بها أشخاص جيدون" على حد تعبيره لكنه حرم على نفسه إخراج السيت كوم بعد تجربته في "خلي البير بغطاه"الرمضانية. في هذا الحوار يتحدث المخرج عن "فرسان الأهقار"ويقدم آراءه الفنية . .النصر: أي مرحلة بلغتم في تجسيد مسلسل "فرسان الأهقار"؟ كمال اللحام:انتهينا من التصوير منذ حوالى أسبوعين و قد استغرق ذلك 87 يوما تقريبا بمنطقة بني عباس الرائعة بولاية بشار و انطلقنا في عملية المونتاج بالعاصمة. ماهو عدد حلقات المسلسل و هل تنوون تحويله أيضا إلى فيلم على غرار "عيسات إيدير"أول عمل جزائري أخرجته في مسارك منذ حوالى أربع سنوات تقريبا؟ الاتفاق المبدئي ينص على إخراج مسلسل فقط، ربما يحول لاحقا إلى فيلم.بالنسبة لعدد الحلقات يتوقف ذلك على المونتاج،فأنا حريص على تقديم عمل قوي بريتم مشدود و محكم و انسياب جيد في إيقاع الأحداث و الرسائل التي تهم المجتمع الجزائري و العربي عامة.أما عدد الحلقات فيتحدد خلال إجراء المونتاج. الجهة المنتجة وهي التليفزيون الجزائري هي التي تقرر مواعيد البث لكنني أتوقع أن يكون في رمضان و أتمنى أن يتم ذلك في توقيت جيد وهام. انسحبت الممثلتان مليكة بلباي و فتيحة وراد من المسلسل بعد تصويرهما للعديد من المشاهد و تم تعويضهما بممثلتين سوريتين.ألم يؤثر هذا التغيير في سير العمل؟ صراحة ظروف التصوير في الصحراء صعبة جدا جدا و ليس كل إنسان يملك الصبر و القدرة على احتمالها فكريا و نفسيا و جسديا. كنا نصور مشاهد على الساعة الثانية بعد منتصف الليل في العراء و البرد القارس و مشاهد تحت الشمس في حرارة تزيد عن 50 درجة مئوية.هناك ممثلة مثلا سقطت مغشي عليها لأن جسمها لم يتحمل فانسحبت بمعية احدى زميلاتها و لن أذكر اسميهما حتى لا أحرجهما.اتصلت بممثلتين سوريتين سبق و أن تعاملت معهما و أعرف جيدا قدراتهما فعوضتهما و أعدت تصوير الكثير من المشاهد.لم يكن الأمر سهلا لكن حبي للجزائر و الثورة الجزائرية و حرصي على تقديم عمل في المستوى فوق كل اعتبار. .سيناريو المسلسل كتبه الكاتب أسامة كنعان بالعربية الفصحى، ألم تفكر في تحويله إلى الأمازيغية لغة معظم سكان الأهقار أو العامية الجزائرية؟ قمت بنفسي بالمراجعة و التدقيق التاريخي لأن خيال الكاتب يبحر بعيدا في الغالب.زرت المنطقة قبل شهور من التصوير و رصدت المواقع و جمعت الشهادات و اطلعت على المراجع و قمت بإضفاء تعديلات و لمسات مناسبة للغة الصورة و الحبكة الدرامية، فالعمل يتطرق لأول مرة لنضال و بطولات فرسان التوارق خلال الحقبة الاستعمارية و يؤرخ دراميا لجزء من ثورة الجزائر العظيمة و من حق كل الجزائريين و العرب أن يتابعوه و يفهموه. لهذا فضلنا ألا نستعمل لغة التوارق و نستخدم لغة عربية مبسطة و مفهومة بالنسبة للجميع. هل هذا يعني أن المسلسل سيعرض في القنوات العربية إلى جانب التليفزيون الجزائري؟ ممكن إذا وافق التليفزيون الجزائري، فهذا العمل يمكن تسويقه بسهولة لاحتوائه على تراث و معالم و مناظر طبيعية سياحية لم يشاهدها العالم العربي من قبل،إلى جانب كونه عمل تاريخي و ثوري مشوق. الجزائر و الأردن مهتمان و يتوقان إلى التعاون الثقافي و التليفزيوني بينهما و قد وضعت حجر الأساس لهذا التعاون المنشود. ألم يواجه طاقم العمل مشاكل تتعلق بالإمكانيات و الوسائل و الميزانية و ربما عدم تقبل سكان المنطقة لضيوفهم بغض النظر عن قسوة الطبيعة؟ كل شيء مدروس بدقة و عملت وفق الإمكانيات المتاحة. عموما لا أشكو مادمت قد نجوت من التجربة (يضحك).بالنسبة لسكان المنطقة لا أجد كلمات تفيهم حقهم .تعاملوا معنا بمنتهى الصدق و الكرم و الطيبة، فهم يحبون الجزائر و الفن و يحترمون ضيوفهم.بصراحة ربطتني بالكثيرين منهم علاقات تعدت حدود الصداقة إلى الأخوة الحميمة و الألفة.اسمحولي بأن أتوجه إليهم و إلى السلطات المحلية و رجال الدرك و الجيش الوطني الذين ذللوا لنا الصعاب و قدموا لنا يد العون بخالص الشكر و الامتنان عبر النصر. لمن أسندتم بطولة "فرسان الأهقار"؟ لقد انتهت موضة البطل الواحد و أصبح الاهتمام ينصب حول قوة الحضور و التأثير و ليس حجم و طول الدور، فقد يقدم ممثل حلقتين و يطرح مواضيع هامة و يتقن تقمص الشخصية في حين يقدم آخر 10حلقات بأداء باهت.لقد تقاسمت أدوار هذا المسلسل أسماء معروفة و أخرى جديدة منحنا لها فرصة إبراز طاقاتها الإبداعية. اشتكى العديد من المخرجين العرب الذين أنجزوا مسلسلات سابقة بالجزائر من عدم مسايرة الممثلين لوتيرة عملهم .ما تعليقكم؟ مع احترامي لهؤلاء أرى أن هذا القول مبالغ فيه بل ظالم. كمخرج أصادف مشاكل مع كل الممثلين و ليس الجزائريين فقط تصل لحد عدم حفظ الدور.نجد دائما طاقات و قدرات لكنها متفاوتة فهناك من تنقصهم التجربة و الخبرة و هناك الضعيف الذي لا يحسن التعامل مع الكاميرا و هناك الممثل المتوسط و الممتاز.و في كل الحالات لا أضغط على الممثلين و أبذل جهدي لكي أستخرج من كل ممثل أفضل و أقصى ما عنده. بصراحة ما رأيك في الانتاج الدرامي الجزائري؟ هناك محاولات جادة للبحث عن بداية طريق صحيح للدراما الجزائرية لكي تحاكي الواقع و تعكس مشاكل و آلام و آمال و تطلعات الجزائريين و تسلط الضوء على أعظم ثورة في التاريخ و أبطالها. أشعر بالانتماء إلى هذه الدراما و بأنني عضو فعال فيها.الجزائر بالنسبة إلي ليست ديار غربة إنها بلدي و لم أحضر إليها بحثا عن مال أو شهرة بل عن حب. . ماذا بعد "فرسان الأهقار"؟ مراجعة الذات و وقفة طويلة للتأمل و التفكير، يحق للمحارب لحظات راحة و دراسة و استعادة تجاربه الماضية ليعرف أين سيضع قدميه و الطريق الذي يسلكه. ماذا لو عرض عليك إخراج سيت كوم لرمضان المقبل؟ حرمت على نفسي بعد سيت كوم "خلي البير بغطاه "إخراج هذا النوع من الأعمال التي تنجز بين أربعة جدران بأربع كلمات، فأنا ولوع بالفضاءات المفتوحة و الواسعة و بالتاريخ. .هذا يعني أنك لن تقدم سوى الأعمال التاريخية و الثورية بالجزائر... أغتنم الفرصة لأرد على إشاعة مفادها أنني لا أتعاقد و لا أتعامل إلا مع شركة إنتاج جزائرية واحدة.هذا غير صحيح، فأنا لست موظفا عند أية جهة و حر في عمل ما أريد مع من أريد، كما كنت دائما.الكثير من العروض قدمت لي هنا بالجزائر لإخراج أعمال اجتماعية و أخرى تاريخية أرحب بكل الفنانين و المنتجين لكنني لن أوافق إلا على الأعمال الجيدة التي تجذبني و أقتنع بها مع أناس جيدين. بلغة الأرقام كم عمرك الفني و كم عدد الأعمال التي أخرجتها؟ عمري الفني 40 عاما تقريبا ،أخرجت 100عمل درامي من أفلام و مسلسلات.تعاملت مع الدراما الأردنية و المصرية و السورية و اللبنانية والخليجية و أخيرا الجزائرية. مارأيك في المسلسلات التركية و ماسر جاذبيتها؟ مع احترامي لمن يتابعونها ،أقول أنها لا تمت لمجتمعنا العربي بأية صلة و بالتالي لا أرى داعيا لمشاهدتها نحن بحاجة إلى دراما تحاكي واقعنا و مشاكلنا و ليس لإضاعة وقتنا في متابعة أكثر من 100 حلقة و نخرج بلا شيء. ما رأيكم في ما يقع في العالم العربي من ثورات و صراعات و أحداث عنيفة؟ كل ذلك مؤلم و حزين يبعث على الحيرة و تنفطر له القلوب لا أفهم لماذا يحدث في وطننا العربي الجميل كل هذه الصراعات الغريبة و العجيبة و نترك العدو الصهيوني في أرضنا مرتاحا يتفرج علينا و نحن نتقاتل و نتصارع؟و الله هذا ضرب من الجنون و العبث.يا عرب اتقوا الله في أنفسكم و في شعوبكم .طبيعي أن نختلف لكن هناك الحوار الذي يجب أن نتعلمه من ديننا و صحابة الرسول صلى الله عليه و سلم.أبو ذر الغفاري كان يعبر عن رأيه بالكلام و ليس بالسيف أو الرصاص و تقتيل الأطفال و تحطيم البنية التحتية للوطن .