الاضراب تواصل أمس وعشرات الأساتذة يعتصمون أمام مديريات التربية واصلت أمس نقابات التربية الثلاث '' كنابيست '' و'' إنباف '' وسنابيست '' إضرابها رغم تأكيد وزارة التربية استعدادها لمواصلة عقد جلسات الحوار والتفاوض معها حول مطالبها، بعد الاجتماع الأول، الذي عقدته أول أمس مع ممثلي كل الشركاء الاجتماعيين، وأبقت النقابات الثلاث على سقف مطالبها كما هو؛ دون إبداء أي رغبة في التنازل عن بعضها، مطالبة بالإسراع في فتح مفاوضات ثلاثية تجمع كل نقابة على حدة مع الوزارة والوظيف العمومي. فقد عادت أعداد كبيرة من تلاميذ الأطوار الثلاثة منذ الصبيحة إلى بيوتهم بسبب تمسك الأساتذة والمعلمين بمواصلة الإضراب في أغلب ولايات الوطن، وبنسب متفاوتة بين مؤسسة وأخرى، رغم تلقيهم إعذارات وتهديدات بالفصل، فيما تم تسجيل نزول قطاع واسع من المضربين إلى الشارع من خلال تنظيم وقفات احتجاجية أمام مديريات التربية، وهو ما أثار حالة من القلق بين هؤلاء التلاميذ و أوليائهم الذين كانوا ينتظرون انفراج الأزمة بعد الدعوة التي وجهتها الوزارة للاجتماع مع شركائها الاجتماعيين أول أمس، وظنهم بإمكانية عودة المياه إلى مجاريها، لكن تمسك النقابات بالمضي في الإضراب إلى غاية اقتطاع موافقة مكتوبة من مصالح الوظيف العمومي تلتزم فيها بتنفيذ كل المطالب المرفوعة التي يتجاوز تطبيقها صلاحيات وزارة التربية. فموازاة مع تواصل الإضراب في المؤسسات التربوية نزل أمس عشرات الأساتذة المضربين المنضوين تحت لواء نقابة المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني الموسع '' كنابيست '' في العديد من الولايات للاعتصام أمام مديريات التربية لتأكيد تمسكهم بمطالبهم '' الشرعية '' ودعوة السلطات العمومية للتدخل قصد تنفيذ هذه المطالب ذات الطابعين المهني والاجتماعي. وبحسب المكلف بالإعلام في كنابيست '' مسعود عمراوي، فإن هذه الوقفات الاحتجاجية، جرت في أجواء صامتة '' أمام أغلب مديريات التربية عبر الوطن، لم يتم خلالها رفع أي هتاف بسبب الحداد الوطني على ضحايا الطائرة العسكرية التي سقطت أول أمس في ولاية أم البواقي. وقد وجه المحتجون – يضيف المتحدث في تصريح للنصر - رسالة إلى كل من الوزير الأول عبد المالك سلال ووزير التربية الوطنية عبد اللطيف بابا أحمد، عن طريق مديري التربية، تطلب تدخل السلطات العمومية لإنصاف الاساتذة المضربين، لا فتة الانتباه إلى أن الحركة الاحتجاجية التي يقوم بها الأساتذة إنما أرادوها كوسيلة لتحقيق مطالب مشروعة في قيمتها و بسيطة في حجمها''. وحذرت الرسالة من عواقب '' محاولات الوزارة تحويل هذه الحركة الاحتجاجية إلى حركة مواجهة بين المربين و المستخدم''، والتي قالت أنها '' لا تزيد الفضاء المدرسي إلا تأزما و تعفنا لا يتحمل الأساتذة أي مسؤولية في أثاره ، وقالت '' كنابيست أنها لا تطلب أكثر من شيء أخلاقي و هو الالتزام بالاتفاق بينها كممثل للأساتذة و الوزارة المستخدمة و المطالبة بفتح حوار جاد و مسؤول مع ممثليها الشرعيين''. من جهتها تمسكت نقابة الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين '' إنباف '' بمواصلة إضرابها المفتوح، رغم ترحيبها بفتح الوزارة مجددا لأبواب الحوار، وأعربت النقابة ايضا في بيان تحصلت النصر على نسخة منه؛ على تنفيذ كل المطالب الأساسية المتفق على تسويتها في المحضر المشترك الممضى في وقت سابق مع الوزارة الوصية. و قررت '' إنباف '' استدعاء مجلسها الوطني للبت في مصير الإضراب نهاية الأسبوع بعد عقد جلسة تقييمية لما ترتب عن جلسة العمل مع الوزارة والوظيف العمومي أول أمس، وقالت أن اتخاذ أي قرار بالعودة إلى العمل مرهون بتسلمها محضرا مشتركا في صيغته النهائية يتضمن مطالبها. أما النقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني '' سنابيست '' التي أنهت يوم أمس إضرابها لأربعة أيام متجددة ( الأحد، الاثنين، الثلاثاء والأربعاء ) فتمسكت هي الأخرى بمواصلة الإضراب '' مالم يجد أي جديد في اتجاه تنفيذ مطالبها''. ودعا مزيان مريان المنسق الوطني لسنابيست في تصريح للنصر، إلى تتويج لقاء أول أمس مع النقابات، بجلسات للتفاوض مع النقابات المضربة كل على حداة، إذا كانت الوزارة ترغب حقا في وضع حد للنزاع القائم حاليا. وقررت '' سنابيست '' حسب مسؤولها الأول، عقد اجتماع لمجلسها الوطني يوم السبت للحسم في مصير الإضراب.