أساتذة ومؤرخون يطالبون باسترجاع جماجم قادة مقاومة الزعاطشة من فرنسا دعا أمس أساتذة ومؤرخين ببسكرة في اختتام فعاليات الملتقى الوطني الأول حول المقاومات الشعبية بمنطقة الزيبان إلى تحرك الجهات الوصية وفعاليات المجتمع المدني في الجزائر من أجل استرجاع جماجم قادة ثورة الزعاطشة التي اندلعت سنة 1849 بمنطقة الزاب الغربي بولاية بسكرة ، وهم الشيخ بوزيان وابنه والحاج موسى الدرقاوي. و كان الاستعمار الفرنسي قد عمد آنذاك بعد احتلال واحة الزعاطشة، المتواجدة ببلدية ليشانة حاليا، إلى قطع رؤوس القادة الثلاثة ونقلها إلى بسكرة لتخويف السكان، ليتم بعدها نقلها إلى باريس أين تم تحنيطها ووضعها في المتحف الأنثروبولوجي الفرنسي والذي لا تزال معروضة به لحد اليوم .فقد عادت مداخلات الأساتذة الجامعيين و المؤرخين المشاركين في فعاليات هذا الملتقى، إلى تسليط الضوء على واحدة من أهم المقاومات الشعبية التي عرفتها الجزائر قبل اندلاع الثورة التحريرية، وهي المقاومة التي قادها الشيخ بوزيان بداية من شهر أوت 1849 م. وعرفت هذه المقاومة عدة مراحل أظهر خلالها السكان دفاعا مستميتا عن واحتهم، وانتهت بتكبيد جيش العدو خسارة بشرية جسيمة قتل فيها أزيد من 1500 جندي وجرح العشرات، في مقابل سقوط أزيد من 800 شهيد. وركزت توصيات الملتقى على رفع مطلب إعادة جماجم القادة الثلاثة ودفنها بواحة الزعاطشة في خطوة الهدف منها إعادة الاعتبار لهؤلاء القادة الأبطال والحفاظ على كرامتهم من خلال دفن رفاتهم وجماجمهم، وكذا الحفاظ على الإرث التاريخي والحضاري الكبير الذي تمثله هذه المقاومة في تاريخ الجزائر. كما تضمنت التوصيات الدعوة إلى الاعتناء بواحة الزعاطشة وإعادة الاعتبار لها خاصة وأنّها تعد معلما من معالم السياحة التاريخية، بالإضافة إلى دعم الجمعية المنظمة وهي جمعية الورتيلاني الثقافية في جهودها الرامية لتوثيق أعمال هذا الملتقى و ترسيمه كنشاط علمي سنوي. جدير بالذكر أن فعاليات هذه الطبعة الأولى التي نظمت من قبل المجلس الشعبي الولائي بالتعاون مع الجمعية المذكورة، حضرها كل من الأمين العام لمنظمة المجاهدين السعيد عبادو والأمين العام لمنظمة أبناء المجاهدين خالفة مبارك وعرفت عرض شريط مصور حول أحداث مقاومة الزعاطشة من إنتاج الجمعية المنظمة بعنوان صمود الشجعان.