جاب الكاتب والمخرج المسرحي هارون الكيلاني، مختلف مناطق الجنوب مؤخرا، بغرض البحث عن أفكار توحيها صحراؤنا العميقة لتكون روح عمله الجديد الحامل عنوان»شمس تركض لتتذكر»، وهو عمل جديد يأمل صاحبه السفر بذهن الجمهور ومخاطبته عبر ما يكتنزه العرض من رسائل، ضمنها في نص يروي قصة المجموعة الأخيرة من البشر التي بقيت على وجه الأرض تريد أن تتذكر أسماءها وأشياءها قبل قيام الساعة. أفاد الكيلاني، أن سر اعتماده على الإيحاءات والخيال في نصوصه المسرحية راجع إلى البحث عن كل ما هو جديد ارتكازا على كل ما اشتغل عليه أعمدت المسرح الوطني من قبل، وأضاف:»أبحث عن وجه جديد للمسرح عن ديناميكية جديدة مبتكرة، أريد الطيران فوق الخشبة لأحلق بذهن المتفرج نحو الأفق، أبحث عن الهلوسة العاقلة والجنون العاقل». ويعتبر الكيلاني أسلوبه في الإخراج المسرحي واختيار النصوص، نوع من الارتقاء بفكر الجمهور وأذواقه، وقال « يجب أن يرقى الجمهور من القاعدة إلى البرج وليس العكس، ولا أعتبر ذلك نوعا من أنواع المغامرة بل على العكس فالأشياء التي قدمت على المسرح أربع قرون قبل المسيح كانت فلسفية وروحية لكن الجمهور كان يفهمها ويتفاعل معها، فما بالك ونحن في 2013»، وأضاف المتحدث أننا بحاجة إلى مسرح واع يخاطب الوجدان ويخاطب عقل الإنسان. أما عن رأيه حول تبني معظم ممارسي المسرح الحالي لظاهرتي الاقتباس والترجمة، قال الكيلاني أنه ليس ضد فكرة الأخذ من الآخر والسرقة الجميلة، معتبرا الأمر نوعا من التعبير عن الحرية والتفتح على ثقافات الآخر، وأضاف قائلا:» علينا أن نتحرر ونأخذ من بعضنا فالسحاب يلتقي فكيف لفكر الإنسان ألا يلتقي، علينا أن نلاحم أفكارنا إذا أردنا أن نأتي بالجديد»، مشيرا إلى أن الذي يجيد الاقتباس بطريقة ذكية يمكنه الحفر فيما يمتلكه وطنه وأرضه وكل ما تحويه بيئته وعليه فلن يبتعد عن ثقافته بل على العكس سيدعمها ويثريها. ومن جهة أخرى، صرح الكيلاني أنه يختار الشخصيات التي يمنحها الأدوار في أعماله عن طريق الصداقة، وأن كل الذين يحيطون به من ممثلين هم أصداء قدامى له يعرفهم جيدا ويعرف مشاكلهم اهتماماتهم وأحلامهم « أتعامل روحيا مع من أختارهم لعروضي، وأعتبر اختياري لأناس لا أعرفهم ولم تربطني معهم تعاملات وعلاقات مسبقة بمثابة مغامرة ومجازفة مني»، مضيفا أنه خلال العمل يحاول أن يكون صبيا span styl