فايسبوكيون جزائريون يفتخرون بصورهم مع اللاجئين الأفارقة ملأت مؤخرا صور شباب جزائريين رفقة لاجئين من ماليوالنيجر مواقع التواصل الاجتماعي في ما يشبه الموضة الجديدة . الحملة التي بدأها شباب من مختلف الأعمار تهدف أساسا إلى التوعية بظروف اللاجئين و التعامل معهم بشكل إنساني ،بعد تسجيل تصرفات فردية مشينة ضدهم تعكس لدى البعض التخوف الكبير من انتقال عدوى الأمراض المعدية، فيبالغون في ذلك لدرجة عدم الاقتراب منهم و رفض الجلوس إلى جانبهم في الحافلات و الأماكن العامة . الشاب بوبكر من قسنطينة الذي وضع صورته في الفايسبوك رفقة طفل صغير من النيجر،قال بأنه لجأ إلى هذه الطريقة بعد أن شاهد موقفا محزنا في حافلة للنقل العمومي ،إذ رفض القابض أن يقل اللاجئين من مالي و النيجر في الحافلة التي كانت متوجهة لمحطة المسافرين الشرقية بقسنطينة ،وكانت حجته في ذلك أنهم ينقلون عدوى الأمراض المعدية ، فلم يجد طريقة للتعبير عن رفضه لمثل هذه التصرفات سوى شن حملة توعوية من خلال مواقع التواصل الاجتماعي لنبذ هذا الشكل من التصرف، فقرر نشر صوره رفقة أطفال إفريقيا اللاجئين من أجل توعية المجتمع و إبراز المشاعر الإنسانية و التضامنية لدى أبنائه . أما رفيق فقد حث من خلال وضع صوره التي نشرها على صفحته الخاصة على الفايسبوك على الاقتداء بالصحابة الكرام واعتبار اللاجئين نماذج إنسانية راقية، على غرار ما حدث في عهد الرسول الكريم صلى الله و عليه و سلم عندما أمر بلال الحبشي بأن يؤذن في المسلمين. وقد تعددت صور التضامن التي شاركها رواد شبكة النت إذ وصلت إلى نشر صور إفطار جماعي في رمضان ساهم فيه جزائريون ، حيث يجلس هؤلاء على الأرض بمعية اللاجئين الأفارقة ويتناولون وجبة الإفطار معا ، وهو ما خلق نقاشا من خلال تعليقات رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أعرب البعض منهم عن استغرابهم لكون اللاجئين لا يعرفون طرق الأكل العصرية ،و يستعملون أياديهم في ذلك ،أما البعض الآخر فرأى في الصور طريقة للتواصل معم وجعلهم يشعرون بأجواء الرحمة التي تسود في الشهر الفضيل. ومن أشكال التضامن أن هناك العديد من الآباء وضعوا أبناء الأفارقة اللاجئين في حوض استحمام رفقة أبنائهم الصغار و ذلك من أجل تعويدهم على احترام الآخر واحترام اختلاف الألوان و الأشكال خاصة وأن الدين المشترك يوحد بينهم . كما أن العديد من البروفيلات و الصفحات الشخصية، حملت صورا لشباب جزائريين يقبلون الأفارقة ويعبرون عن حبهم لهم، فتعددت مشاهد التضامن والألفة معهم، إذ أصبح العديد من رواد الشبكة العنكبوتية يضعون صورهم وهم يشاركون الأفارقة اللاجئين في حركات يقومون بها تعبر عن السعادة والفرحة. في حين حملت بعض الصفحات جانبا هزليا كوميديا، إذ قام شباب جزائريون بشراء ثياب وكسوة جديدة للأطفال الأفارقة فاندهش هؤلاء الأطفال وعبروا عن استغرابهم ولم يعرفوا كيفية ارتدائها،حيث ساعدهم الشباب على لبسها والتقطوا لهم صورا تعبر عن فرحتهم، وهو ما عزز مشاعر التضامن من خلال إبراز هؤلاء الصغار وهم يرتدون ملابس جديدة رغم أنهم لا يجدون بيتا ينامون فيه.