قناطيرمن الوثائق تتحلل وسط بركة مياه صرف .. فيها فئران و ثعابين تحللت قناطير من وثائق إدارية مكدسة في قاعة أرشيف كبرى ، لم تحدد ملكية هذه الوثائق بشكل دقيق في غياب أصحابها المباشرين ، ولو أن ما يرجحه سكان العمارة يشير إلى أنها ملك لديوان الترقية و التسيير العقاري بقالمة .. مياه راكدة ، ملوثة ، سوداء ، عفنت القاعة أسفل عمارة مأهولة بالمدينة الجديدة الأمير عبد القادر . و انبعثت في الهواء روائح كريهة تسيل الدموع و تحدث الدوار و الغثيان .. مسبح من القذارة تسكنه فئران و ثعابين ، كونت مجتمعا جديدا يعيش بأمن و سلام مع مجتمع البشر . يقول سكان العمارة الواقعة مباشرة فوق قاعة الأرشيف المتحلل و عمارات أخرى قريبة من المكان»الوضع أصبح لا يطاق ، إننا نفكر في الهروب من العمارات القريبة من موقع الخطر ، راسلنا ديوان الترقية و التسيير العقاري و استنجدنا بدورية شرطة مرت قرب الموقع خلال مطاردة منحرفين ، لم نكن نتوقع بأن مصدر الروائح المنبعثة منذ أكثر من سنتين و الحركة المكثفة للفئران و الثعابين المرعبة هو قاعة أرشيف متحلل أسفل العمارة ، إننا نستغيث و نطلب تدخلا عاجلا ، ربما يكون البعض منا قد أصيب بمرض ، هذا أمر محزن و خطير «. فتح السكان بابا حديديا كبيرا و رأينا كارثة حقيقية ، قناطير من الأرشيف المتحلل ، آلاف العلب مكدسة على سلالم معدنية مثبتة بين أرضية القاعة و سقفها الذي طاله السواد و أتت عليه الرطوبة و مياه الصرف العفنة التي تصب مباشرة وسط القاعة .. لم نقدر على تحمل روائح مثيرة للأعصاب تشبه روائح الغازات المسيلة للدموع .. رأينا جرذانا كبيرة تسبح وسط البركة السوداء ، كانت أشبه بالقطط امتلأت بطونها و تكاثرت حتى صارت مملكة مستقلة تستضيف بعض الثعابين المرعبة التي تتسلل إلى القاعة بين حين و آخر قادمة من الحدائق و أنظمة الصرف المحيطة بالمكان . اكتشف السكان الكارثة بعد تحطيم الباب المعدني الذي أغلق منذ مدة طويلة بعد نقل كمية هائلة من الوثائق الإدارية التابعة لديوان الترقية و التسيير العقاري إلى قاعة كبرى أسفل عمارة تابعة لحي سكني تساهمي جميل بالمدينة الجديدة الأمير عبد القادر. و ظل سكان ضاحية الأمير عبد القادر يعتقدون بان مصدر الروائح المستمرة هو المركبات الصناعية القريبة من الضاحية العمرانية الكبيرة كمصانع الخزف ، أو مصنع السكر أو مصنع الدراجات قبل أن يفيقوا على كارثة تحت أقدامهم . يعتقد السكان بأن أساسات العمارة و أعمدتها الخرسانية و جدران الطابق الأرضي قد تضررت بفعل المياه الراكدة و الآثار الكيميائية الناجمة عن تحلل الأرشيف و تسرب مياه الصرف. في المكان رأينا آثار الرطوبة والتآكل المشوه للطلاء بدأت تظهر خارج قاعة الأرشيف المتحلل ، حيث انتشرت بقع سوداء على الجدران و اضطر السكان إلى غلق النوافذ منذ مدة طويلة لمنح دخول الروائح و الحشرات لكنهم لم يتمكنوا من مواجهة الوضع الخطير و هم في انتظار فريق تدخل مجهز بوسائل متطورة لإنقاذ السكان من خطر حقيقي بدأ يهدد حياتهم كما قالوا في تصريح لصحفيين زاروا الموقع أول أمس الخميس . قد حاولنا الاتصال بديوان الترقية و التسيير العقاري لمعرفة الجهة الإدارية صاحبة الأرشيف المتحلل والإجراءات العملية المزمع اتخاذها قريبا بعد تحرك السكان للسيطرة على الوضع قبل أن تمتد آثار الكارثة البيئية إلى الضاحية بأكملها في ظل موجة حر قوية تجتاح المنطقة ، و لكن تعذر علينا الاتصال بإدارة الديوان المالك الرسمي للمحال التجارية الواقعة بالطابق الأرضي للعمارة كما يعتقد السكان .