وفاق سطيف يتوج باللقب القاري وهو يحتل المرتبة الأخيرة في البطولة الوطنية يعد وفاق سطيف الذي توج بلقب رابطة الأبطال الإفريقية سهرة أول أمس فريق كل التناقضات، حيث حقق هذا الإنجاز التاريخي غير المسبوق في كرة القدم الجزائرية وسط ظروف جد صعبة، وبتشكيلة متواضعة يقودها مدرب شاب ليس لديه خبرة كبيرة في مثل هذه المنافسات القارية . الوفاق الذي أثرى سجل تتويجاته بلقب يعد الأغلى في القارة السمراء، صنع الاستثناء مرة أخرى، حيث رفع التحدي وحقق هذا الإنجاز وهو يحتل المرتبة الأخيرة في بطولة الرابطة المحترفة الأولى بسبع نقاط فقط وبثلاث مباريات متأخرة، وهذا بعد مرور تسع جولات كاملة من عمر هذه البطولة، ناهيك عن الصعوبات التي واجهته في بداية هذه المنافسة القارية عندما طلبت مختلف الهيئات الكروية الوطنية من الأندية المعنية الانسحاب، بداعي أنها لا تملك المستوى القاري المطلوب لمواجهة الأندية الإفريقية التي تعودت على التألق في هذه المنافسة، غير أن إدارته بقيادة الرئيس حسان حمار رفضت هذا الطلب على غرار إدارة شباب قسنطينة في منافسة كأس " الكاف " ، وتحدت كل الصعوبات بالرغم من الأزمة المالية التي كانت تتخبط فيها، لتتمكن في نهاية المطاف من التتويج القاري في عز الأزمات التي تعودت عليها منذ نشأة الفريق الذي سبق له وأن نال كأس إفريقيا للأندية البطلة سنة 1988 وهو في القسم الوطني الثاني، وهي سابقة في تاريخ كرة القدم الإفريقية . تشكيلة الوفاق الحالية وبالرغم من هجرة أغلب ركائزها في الموسم الماضي، حققت ما عجزت عنه الفرق الجزائرية التي تعيش في بحبوحة مالية، وتملك أغلى العناصر في البطولة الوطنية، حيث تمكنت من إضافة اللقب رقم 22 في مسيرة النادي والرقم الثامن في الألقاب الخارجية، بعد لقب كأس الأندية البطلة في إفريقيا ولقب كأس الأفروأسيوية ولقبي كأس العرب وكذا الألقاب الثلاثة في منافسة اتحاد شمال إفريقيا لكرة القدم، مع العلم أن كل هذه الألقاب تم حصدها بفضل قوة الروح الجماعية وثقافة التتويجات التي عرفها النادي منذ فجر الاستقلال، عندما توج بأول كأس للجمهورية في تاريخ الجزائر المستقلة سنة 1963 .