مكتبات قسنطينة تستعين بالكتب شبه المدرسية لضمان البقاء كشف أصحاب المكتبات المنتشرة بوسط مدينة قسنطينة، بأن التركيز على عرض الكتب شبه المدرسية في الرفوف و الواجهات ضروري ،لضمان عدم كساد سلعتهم، في ظل العزوف الكبير ،حسب من تحدثنا إليهم ،عن الكتب الثقافية و الفكرية من قبل أغلب المواطنين، حيث صنفوا الكتب شبه المدرسية في صدارة مبيعاتهم ،لتليها كتب الطبخ، ثم الكتب الدينية والقواميس،فكتب التنمية البشرية، معتبرين في سياق حديثهم، التركيز على الكتب الفكرية ،والثقافية بمثابة المغامرة التجارية الكبيرة،و قد تعود عليهم بخسارة مالية معتبرة. اعتبر العديد من بائعي الكتب بأن اقتناء الكتب الفكرية والروايات والدواوين الشعرية ،بمثابة ديكور لتحسين واجهة المكتبة ، لكنهم لا يعطونها أولوية كبيرة مثلما يعطون للكتب شبه المدرسية، خاصة مع عدم وجود موزعين دائمين للكتب الفكرية، والثقافية، مما يجعلها وصولها متذبذبا، لذلك فهم يركزون على ما عبروا عنه بأمهات الكتب والتي تتسم بصفة الرواج.في جولة ميدانية قادتنا إلى وسط مدينة قسنطينة للتعرف على الميول المختلفة للقراء الجزائريين وما هي نوعية الكتب التي تستهويهم أخبرتنا الشابة أمينة بأنها مهتمة بالكتب المتخصصة في الإعلام الآلي حيث تركز في قراءتها على الكتب التي تدعم مسيرتها المهنية مضيفة أنها لم تشتري من قبل كتاب فكري أو أدبي ماعدا الروايات البوليسية التي تقرئها للتسلية. وقد لاحظنا إقبالا كبيرا من قبل التلاميذ على الرفوف المليئة بالكتب شبه المدرسية والخاصة بمراحل التعليم المختلفة وذلك بمجمع الشافعي للكتب بوسط مدينة قسنطينة حيث أخبرنا نضال وهو شاب يحضر لشهادة البكالوريا بأنه بشكل عام ليس مهتما بالكتب والمكتبات ، لكن بحكم اقباله على امتحان مصيري وهام فإنه أصبح يبحث عن الكتب الشبه مدرسية من أجل تكثيف استعدادته للبكالوريا.بائع الكتب في مكتبة نوميديا قال للنصر أن الكتب شبه المدرسية هي التي تتربع على عرش المبيعات تليها في المرتبة الثانية كتب الطبخ المختلفة ثم تأتي في المرتبة الثالثة الكتب الدينية والقواميس.أما بائع الكتب في مكتبة الشافعي فقد اعتبر أن الكتب شبه المدرسية هي العامل الأساسي والمساهم في بقاء المكتبات تعمل بشكل عادي، حيث أنها تشهد اقبالا كبيرا نظرا لاقترانها برغبة العديد من الأولياء بنجاح أبنائهم في أطوار متعددة من التعليم وذلك على عكس الكتب الفكرية والثقافية والتي تشهد إقبالا محتشما مشيرا في سياق حديثه أن كتب التنمية البشرية أصبحت تستقطب هي الأخرى العديد من الزبائن نظرا لارتباط هذه الكتب بمواضيع النجاح والتفوق. أما صاحب مكتبة دار البادسية فقد اعتبر بأن الكتاب شبه المدرسي هو ما يقتنيه الجزائريون بصفة كبيرة لكنه أضاف أن الكتب الأخرى تأخذ جانبا من اهتمامات زبائنه حيث أنهم يطلعون عليها لكنهم يشترون الكتب التي تعود عليهم بالمنفعة في حياتهم خاصة ما تعلق بمشوارهم الدراسي. وقد اعتبر أصحاب المكتبات المختلفة والباعة الذين تحدثنا اليهم بأن الشباب أصبحوا العنصر الغالب من الزبائن ، حيث اعتبر صاحب مكتبة الشافعي بأن القصص المصورة والحكايات أصبحت تجذب الشباب والأطفال إلى المكتبات والتعرف أكثر على أخر الإصدارات خاصة ما تعلق منها بالرسوم المتحركة". عبد الهادي بائع كتب في رحبة الجمال يرى بأن الجزائري غريب الميولات من ناحية المواضيع التي يقرؤها فلا يمكن الحكم عليه بأي توجه حيث أنه في مرحلته الدراسية يركز أكثر الكتب المدرسية وبعدها يصبح يبحث عن الروايات، وحين ينهي المرحلة الجامعية -هذا ان استمر في القراءة- فإنه يتوجه للكتب الدينية أو الفلسفية، فمن خلال مزاولته لبيع الكتب منذ أكثر من 10 سنوات، فقد لاحظ حب الفرد الجزائري للكتاب والقراءة، لكنه نادرا ما يشتري الكتب .