تشتكي العديد من العائلات القاطنة بالقرى الجبلية لبلدية القرارم قوقة بولاية ميلة، من عدم ربطها إلى اليوم بالغاز الطبيعي و هو ما جعلها تواجه برد الشتاء بقارورات غاز البوتان، التي غالبا ما تنفذ و لا تصلهم، ليضطر السكان للجوء إلى الاحتطاب من الغابات المجاورة. و يعاني عشرات المواطنين بقريتي سقدال و السيباري و بعض المناطق المجاورة لها بجبال بلدية القرارم قوقة، من عدم استفادتهم من شبكة الغاز الطبيعي رغم الوعود المتكررة التي يقولون أنهم تلقوها من السلطات المحلية و على رأسها الوالي، حيث اضطرت عشرات العائلات و طيلة السنوات الماضية، لاستعمال قارورات غاز البوتان التي تعرف ندرة و ارتفاعا في الأسعار في فصل الشتاء، ليلجأ السكان إلى الاحتطاب و إنقاذ أنفسهم من الموت بردا باستعمال الحطب للتدفئة و الطهي،حسب مواطني المنطقة الذين أكدوا لنا لدى زيارتهم، أنهم يُعزلون بسبب الثلوج و الأوحال لفترات تصل أحيانا إلى أسبوع كامل، متسائلين عن سبب ربطهم بهذه المادة الحيوية إلى اليوم خاصة و أن أنبوب الغاز الذي يزود مناطق أخرى لا يبعد عنهم كثيرا. و يجد سكان المناطق المذكورة صعوبة كبيرة في تلبية حاجياتهم الأساسية كلما تساقطت الثلوج، إلى درجة أنهم يقطعون عدة كيلومترات سيرا على الأقدام لشراء بعض الخبز من عاصمة البلدية، كما لاحظنا أن هذه القرى تفتقر لأدنى المرافق الخدماتية، باستثناء بعض الابتدائيات و قاعة علاج قال لنا المواطنون أن ممرضا فقط يعمل بها، في حين يشتكي الشباب من انعدام المرافق الترفيهية، أمام بطالة خانقة دفعت بالكثير منهم إلى قضاء وقت الفراغ في اصطياد طائر "الحجل"، أو للهروب" إلى المدن الكبرى للعمل في ورشات البناء، خاصة بعد أن أصبح احتمال الاشتغال بالأراضي المحيطة بهم غير ممكن، بسبب نقص مردودها نتيجة أزمة المياه التي تعيشها المنطقة، كما طرح محدثونا "عدم كفاية" إعانة السبعين المليون الممنوحة في إطار برنامج السكن الريفي، و هو ما تسبب، حسبهم، في تعطل عدة مشاريع. من جهة أخرى يشتكي سكان القرى الجبلية بالقرارم قوقة، من غياب شبكات الصرف الصحي ما اضطرها للجوء إلى طرق بدائية باستعمال الحفر لتصريف المياه القذرة و المستعملة، و هو وضع أكد لنا المواطنون أنه يزداد سوء خلال فصل الصيف بانبعاث الروائح الكريهة و تهديد أبنائهم بالأمراض المعدية، زيادة على ذلك طرح محدثونا مشكلة انعدام التهيئة، إذ تغرق قراهم في الأوحال و الحفر كل شتاء، باستثناء الطريق الرئيسي التي تم تعبيده، و هو ما خلع صعوبات كبيرة في تنقلاتهم اليومية، إلى درجة أن عشرات التلاميذ توقفوا عن الدراسة خاصة و أن وسائل النقل قليلة بالمنطقة، حيث لاحظنا أنها عبارة عن عربات نقل جماعي أغلبها مهترئ و قديم. نائب رئيس بلدية القرارم قوقة المكلف بالشؤون الاجتماعية، اعترف بأزمة الغاز التي تعيشها عائلات القرارم قوقة خصوصا بمنطقة السيباري، التي قال أنها لم تربط بعد بهذه المادة بسبب انزلاقات التربة، كما أقر بعدم برمجة مشروع في هذا الخصوص من قبل الوزارة الوصية.