رفض قائد القوات البرية للقيادة الأمريكية لأفريقيا (أفريكوم) اللواء ديفيد هوغ، التعليق على مضمون المعلومات والوثائق السرية للسفارة الأمريكية في الجزائر التي سربها موقع ويكيليكس والمتعلقة بزوايا مختلفة من الوضع السياسي والأمني في الجزائر. وقال اللواء ديفيد هوغ في ندوة صحفية عقدها في مقر السفارة الأمريكية في الجزائر، أمس ''أعتذر عن الأسئلة المتعلقة بوثائق ويكيليكس، لقد تلقيت أوامر بعدم الرد على ذلك''، مشيرا إلى أن لديه أوامر من واشنطن بعدم التعليق على تسريبات ويكيليكس. ونفى المسؤول العسكري الأمريكي وجود أي جندي أو قوات أو قواعد عسكرية أمريكية في الجزائر قائلا ''ليس لدينا أي قوة عسكرية في الجزائر، ولا ننوي التدخل بأي شكل من الأشكال في منطقة الصحراء والساحل''، معتبرا أن ''مكافحة الإرهاب والقاعدة في الساحل مسألة جهوية''. وثمن المتحدث الدور الذي تضطلع به الجزائر في المنطقة ''الجزائر لها دور ريادي في العملية، ونحن نلاحظ التطور الأمني الحاصل في المنطقة''، مضيفا ''أنا أشغل منصب قائد القوات البرية للقيادة الأمريكية لأفريقيا (أفريكوم) منذ خمسة أشهر، ولا أعرف كل التفاصيل المتعلقة بمكافحة الإرهاب في الساحل''. وردا على سؤال حول تدريب الأفريكوم للقوات البرية الجزائرية، نفى اللواء هوغ ذلك ''نحن لا نقوم بتدريبات في مكافحة الإرهاب لا في الجزائر ولا في دول الساحل''، موضحا ''نحن نقدم مساعدات تحت الطلب وحسب احتياجات الدول المعنية بمشكلات أمنية، ونقدم تدريبات قاعدية تتمحور أساسا في التعاون في مجال الاستعلامات، وتدريبات على العمل في المناطق الصعبة''، مشيرا إلى أن الرهان في إفريقيا هو تعزيز احترافية الجيوش والحصول على أفضل تكوين لجيوش القارة. وأكد نفس المصدر أن ''هناك تعاون شراكة وعلاقة بين أفريكوم والجيش الجزائري، وهذا هو هدف الزيارة، وبحث ما يمكن أن نتعلمه من بعضنا البعض، أنتم لديكم تجربة في مكافحة التطرف والإرهاب، ونحن لدينا خبرات في مجالات متعددة، وعلينا أن نتبادل التجارب''. وذكر أن محادثاته مع كل من مستشار رئاسة الجمهورية كمال رزاق بارة، ومع قائد القوات البرية اللواء أحسن طافر، ومع الأمين العام لوزارة الدفاع اللواء أحمد صنهاجي، دارت حول تحسين مستوى التعاون العسكري والأمني بين الولاياتالمتحدةوالجزائر، مشير ا إلى أن هذه اللقاءات كانت فرصة لإعادة تأكيد دعم الولاياتالمتحدة للجهود التي تبذلها الجزائر في مجال مكافحة الإرهاب. وكشف اللواء ديفيد هوغ أن ''هناك برنامجا سابقا متفق عليه بين الأفريكوم والجيش الجزائري نعمل على تنفيذه. وجهنا دعوة إلى قيادة القوات البرية الجزائرية لزيارة مقر قيادة القوات البرية في إيطاليا''، وكشف عن ''برمجة مناورات ستتم في عام 2013 تتضمن تمارين في البحر المتوسط وعمليات البحث والإنقاذ''. وعلق قائد القوات البرية للقيادة الأمريكية لأفريقيا (أفريكوم) اللواء هوغ على سؤال حول إمكانية تدخل قوات الأفريكوم في حال تعرض رعايا أمريكيين للاختطاف في إفريقيا قائلا ''نحن لا نقدم تنازلات إلى الإرهابيين للإفراج عن المختطفين، ليكن هذا واضحا منذ البداية''. وأضاف ''لن نتدخل إلا إذا طلبت من السفارة النجدة والمساعدة لإجلاء الرعايا المدنيين، وربما حتى في هذه الحالة فإن القرار ليس بيدي''. مشيرا إلى أن ''قيادة الأفريكوم لا تتخذ قرارا أحادي الجانب، مثلا نحن لن نتدخل في كوت ديفوار والتدخل في إفريقيا لقرار الأممالمتحدة''.