استشهد مسن فلسطيني في غزة يوم الاثنين بنيران جيش الاحتلال الاسرائيلي الماض في اعتداءاته ضد الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته عبر موجات الهدم والاستيطان رغم النداءات الفلسطينية والدولية الرافضة لهذه الممارسات التي تقوض أي جهد باتجاه تحقيق السلام. وجاء استهداف المواطن الفلسطيني اليوم عندما فتحت قوات الاحتلال المنتشرة على طول الشريط الحدودي الفاصل بين الاراضي الفلسطينية شمال قطاع غزة بالقرب من معبر ايرز والاراضي المحتلة عام 48 نيران رشاشاتها الثقيلة تجاه منازل المواطنين بشكل عشوائي . من جهة اخرى توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم شرق بلدة خزاعة شرق خان يونس جنوب قطاع غزة .وذكر شهود عيان أن آليات الاحتلال تقدمت نحو 300 متر في أراضي المواطنين المحاذية للخط الفاصل. كما قامت سلطات الاحتلال اليوم بهدم منشآت سكنية وجدران استنادية بالقرب من المنطقة الواقعة بين حي وادي الجوز وبلدة الطور المعروفة بأرض "السمار" بالقدسالشرقية بحجة عدم الترخيص . وجاءت عملية الهدم بعد اقل من 24 ساعة على عملية هدم فندق "شبرد" بحي الشيخ جراح الذي لا يبعد عن منطقة وادي الجوز سوى بضع عشرات من الأمتار والذي أثار استياء فلسطيني ودولي واسع . واكد مدير دائرة الخرائط والمساحة في "بيت الشرق" بالقدسالمحتلة خليل التفكجي أن هدم سلطات الاحتلال الإسرائيلي لفندق "شبرد" يعد خطوة استفزازية وتصعيدية باتجاه تهويد المدينة المقدسة وانتهاك الحقوق الفلسطينية. وقال ان الاحتلال تخطط لإقامة 20 وحدة استيطانية مكان الفندق الذي هدمته على مساحة خمس دونمات تمهيدا للاستيلاء على أراضي (كرم المفتي) الواقعة بجانب الفندق على مساحة 37 دونما لإقامة 180 وحدة استيطانية" مؤكدا ان حكومة الاحتلال الإسرائيلي تريد تبليغ العالم رسالة واضحة بعدم تقسيم القدس مجددا . وقد رفضت اسرائيل نشر مراقبين اوروبيين لمتابعة سير عمليات هدم أو إخلاء منازل تعود للفلسطينيين في شرقي المدينة . وكانت بعثة الاتحاد الأوروبي لدى إسرائيل اكدت أن النشاطات الاسرائيلية تؤدي إلى تضاؤل فرصة جعل شرقي القدس عاصمة للدولة الفلسطينية مما سيعرقل حل الدولتين للشعبين . ودعا الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبد الرحمن بن حمد العطية يوم الاثنين المجتمع الدولي الى وقف ممارسات قوات الاحتلال الإسرائيلية العدوانية بحق الشعب الفلسطيني من هدم للمنازل ومحاولات لتغيير الهوية الاصلية لمدينة القدس. وشدد العطية على أن "مواصلة إسرائيل لمثل هذه الأعمال ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته ومحاولاتها السيطرة على التراث التاريخي والثقافي للقدس ومحاولتها طمس الهوية العربية الإسلامية والمسيحية للمدينة المقدسة تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن السلطات الإسرائيلية تواصل استخفافها بكل القوانين والأعراف الدولية لاسيما القانون الدولي . من جهتها اعربت فرنسا اليوم الاثنين عن إدانتها الشديدة لقيام السلطات الإسرائيلية بهدم فندق "شبرد" واعتبرت أن العملية " تضعف آفاق التسوية الدائمة للصراع بين إسرائيل والفلسطينيين" ودعت لأن تكون القدس عاصمة للدولتين إسرائيل ودولة فلسطين المستقبلية. وشددت فرنسا على موقفها الثابت إزاء المستوطنات والذي أعاد التأكيد عليه بالإجماع الاتحاد الأوروبي في 13 ديسمبر الماضى حيث إن هذه المستوطنات بما فيها التى توجد فى القدسالشرقية غير شرعية فى نظر القانون الدولى وتمثل عقبة أمام السلام ومن الضرورى أن تمتنع الأطراف المعنية عن القيام بأية أعمال استفزازية. وأمام هذا التعنت الاسرائيلي وممارساته الغير شرعية بالاراضي المحتلة اكدت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين على ضرورة التوجه الى مجلس الأمن ومنظمات الأممالمتحدة لاستصدار قرار جديد يؤكد عدم شرعية الاستيطان الاستعماري ويدفع الاتحاد الأوروبي إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية على كامل الأراضي المحتلة عام 1967 بما فيها القدس . ودعت الجبهة في بيان اليوم الدول العربية إلى اتخاذ إجراءات عملية لمواجهة إرهاب الدولة العنصرية التي لا تلتزم بميثاق الأممالمتحدة وقرارات الشرعية الدولية مؤكدة أن إسرائيل تمعن في استيطانها الاستعماري في القدسالمحتلة عام 1967 وتضيق الخناق على المواطنين المقدسيين لإرغامهم على الرحيل عن مدينتهم لتكون فريسة سهلة للتهويد. ودعا تيسير خالد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية من جهته اليوم دول العالم وخاصة دول الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين واليابان الى الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة فلسطين المستقلة وندد بحملات الهدم التي تمارسها قوات الاحتلال الاسرئيلية ضد منازل المواطنين ومحلاتها التجارية في القدس العربية وهدم المعالم الوطنية التاريخية مثل فندق "شبرد" . وجدد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات الذي سيزور واشنطن بعد غد الأربعاء بدعوة من الإدارة الأمريكية لإجراء محادثات حول المفاوضات مع إسرائيل التاكيد على أنه " لن تكون هناك أي مفاوضات مع إسرائيل دون توقفها تماما عن الاستيطان في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية".