اتفقت الولاياتالمتحدة والاتحاد الأفريقي على مواصلة التعاون في إطار شراكتهما الاستراتيجية كما تم الاعتراف ب"الدور الاساسي" للاتحاد الافريقي في ترقية الديمقراطية في القارة. وأشار الطرفان في بيان مشترك نشر يوم الجمعة عقب الاجتماع رفيع المستوى الثاني بين الولاياتالمتحدة و الاتحاد الافريقي في 20 و 21 افريل بواشنطن، أن لقائهما سمح ب "دراسة وسائل التعاون في المسائل ذات الاهتمام المشترك و ترقية القيم المشتركة في اطار شراكتهما الاستراتيجية". وقد تناولت المواضيع الرئيسية التي اثارها الوفد الافريقي بقيادة رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي السيد جان بينغ و الجانب الامريكي ترقية المؤسسات الديمقراطية في افريقيا و الفرص الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية بالنسبة للسكان الافارقة و تحسين قطاع الصحة و قضية التغذية و دعم الامن و السلم و تعزيز القدرات الافريقية لحفظ السلم و كذا القضايا الدولية مثل الارهاب و المتاجرة بالمخدرات و بالبشر. وأكدت الولاياتالمتحدة "دعمها للدور القيادي الاساسي للاتحاد الافريقي في ترقية الديمقراطية و الحكامة في القارة". كما اعترف الطرفان بان التطبيق الكامل لاتفاقية السلم الشامل في السودان لم يكن لينجح دون التزام و دعم الاتحاد الافريقي و الولاياتالمتحدة و باقي المجموعة الدولية. وحيت الولاياتالمتحدة دور الاتحاد الافريقي في اقامة الديمقراطية في غينيا و النيجر و "موقفه الموحد و القوي في دعم الرئيس الافواري الاسان واتارة". كما عبرت الولاياتالمتحدة عن ارتياحها ل"دور الاتحاد الافريقي في حفظ السلم و الامن في الصومال التي تبقى احد الدول الاكثر هشاشة في افريقيا وفي العالم". ومن جهته، حيا وفد الاتحاد الافريقي الحكومة الامريكية على "دعمها لبرامج و نشاطات الاتحاد الأفريقي خاصة في مجالات السلم و الامن و تحسين نوعية الحياة في افريقيا". كما حرص وفد الاتحاد الافريقي على التعبير عن تثمينه لدعم الولاياتالمتحدة لبعثة الاتحاد الافريقي في الصومال و مساهمتها في اقامة الديمقراطية في غينيا و النيجر و طلب مواصلة هذا الدعم حتى يتمكن هذان البلدان الافريقيان من "تعزيز الديمقراطية و القضايا المتعلقة بالتنمية". وبخصوص الازمة في ليبيا و التي نوقشت بشانها ورقة الطريق الافريقية مع الطرف الامريكي خلال هذا الاجتماع الثنائي اكدت الولاياتالمتحدة انها "تثمن جهود الاتحاد الافريقي الرامية الى التوصل الى وقف اطلاق النار في ليبيا مع التاكيد على ضرورة وجود تنسيق اكبر مع المجموعة الدولية". واعتبر الطرف الامريكي ان وقف اطلاق النار يتطلب "الانهاء الفوري لكل هجوم ضد المدنيين وانسحاب قوات القدافي من كل المدن التي دخلها بالقوة و احتلها او حاصرها". و ترى واشنطن انه "يجب على القدافي و نظامه ان احترام الاتزام بمقتضى القانون الدولي و القانون الدولي الانساني و حقوق الانسان و حق اللاجيئين بما فيه حماية المدنيين و احتياجاتهم الاساسية". وحسب الولاياتالمتحدة فان "كل وقف لاطلاق النار يجب ان يفتح المجال لمسار سياسي يجمع كل الاطراف في ليبيا و هو عنصر اساسي يستوجب على القدافي ان يرحل عن الحكم و عن ليبيا". وأشار وفد الاتحاد الافريقي من جانبه الى العناصر الاساسية لمخططه السلمي الخاص بليبيا الذي يقوم على الوقف الفوري للقتال و ايصال المساعدات الانسانية للسكان و حماية الرعايا الاجانب و اقامة حوار يجمع كل الأطراف و مرحلة انتقالية تؤدي الى اصلاحات سياسية. واعتبر الوفد الافريقي ان "عزم المشاركين في المسار و قضية الزعامة السياسية مسائل لا يمكن حلها الا من طرف الليبيين وحدهم". كما أكد الاتحاد الافريقي انه "يجب ان تكون الطموحات الشرعية للشعب الليبي أساس هذا المسار من اجل الديمقراطية و العدالة و سيادة القانون و السلم والأمن و كذا التنمية الاجتماعية و الاقتصادية". وكان الوفد الافريقي قد عقد خلال وجوده بواشنطن سلسلة من الاجتماعات خاصة مع كاتبة الدولة السيد هيلاري كلينتن و وزير العدل و مستشار الرئيس باراك اوباما مكلف بالامن الوطني ومساعدي كاتبة الدولة المكلفين بالشؤون الاقتصادية والأفريقية.