الجزائر - تشكل أسعار النفط المرتفعة امر مثير لانشغال المراقبين من تاثر الانعاش الاقتصادي العالمي المخاوف التي تعتبرها منظمة الأوبك غير مبررة نظرا لتوفر السوق على كميات البترول اللازمة للاستجابة للطلب. و تختلف البلدان العضوة في المنظمة في موقفها بشان مستوى الانتاج اذ فى الوقت الذى أعلنت فيه دول الخليج العربى ومن بينها السعودية والكويت والامارات رغبتها فى تبنى قرار بشان زيادة حجم الانتاج النفطى خلال اجتماع أوبك بفيينا يوم الاربعاء القادم عارضت ايران تلك الخطوة ووصفتها بانها غير ضرورية فى ضوء تزايد حجم المخزون النفطى العالمى وتذبذب أسعار النفط. و فى ذلك الصدد دعا ممثل ايران لدى أوبك محمد على الخطيبى دول أوبك الى تحديد سقف الانتاج بناء على الحقائق والارقام بدلا من الشائعات أو التوقعات من اجل دعم مصالح الدول الاعضاء. و يرى خبراء النفط دوليون ان غياب الاجماع بشان زيادة الحصص الانتاجية يهدد بفشل اجتماع أوبك القادم مشددين على ضرورة احتواء تلك الخلافات وخاصة بين دول الخليج وايران من اجل تعزيز استقرار سوق النفط الدولية. و بالمقابل فان مؤسسات اقتصادية دولية تتوقع تزايد معدلات الطلب على النفط خلال النصف الثانى من عام 2011 مطالبة أوبك التى يبلغ اجمالى حجم انتاجها 1ر29 مليون برميل يوميا أو ما يعادل 40 فى المائة من حجم المعروض النفطى العالمى برفع سقف انتاجها لمواجهة معدلات الطلب على النفط. و تضم منظمة أوبك 12 دولة هى الجزائر وأنجولا والأكوادور وإيران والعراق والكويت وليبيا ونيجيريا وقطر والسعودية والإمارات وفنزويلا . وعلقت أندونيسيا عضويتها فى منظمة أوبك فى نهاية ديسمبر عام 2008 نتيجة تحولها إلى دولة مستوردة للنفط بشكل كامل منذ عام 2003. ومن جهة أخرى حثت وكالة الطاقة الدولية أوبك على زيادة انتاجها النفطى فى ضوء ارتفاع معدلات الطلب على النفط بالسوق الدولية محذرة من التداعيات السلبية الناجمة عن ارتفاع أسعار النفط على اقتصاديات الدول الكبرى والنامية وخاصة الولاياتالمتحدة والصين /أكبر مستوردين للنفط. و في السياق ذاته تشكل حالة التوتر وعدم الاستقرار التى تشهدها منطقة الشرق الاوسط والتوقعات المتعلقة بتراجع معدلات النمو الاقتصادى بالولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبى ضغوطا متزايدة على سوق النفط الدولية فى ضوء اخفاق أوبك فى سد الفجوة النفطية الناجمة عن توقف صادرات النفط الليبية التى كان يبلغ حجمها 4ر1 مليون برميل يوميا قبل اندلاع الحرب المدنية. كما تشكل مساعى العراق - الذى أعلن مؤخرا أن حجم احتياطيه النفطي يقدر بنحو 143 مليار برميل - لزيادة حجم إنتاجه ليصل إلى 12 مليون برميل يوميا خلال العقد القادم مصدر قلق لاعضاء أوبك نظرا لتزامن تلك الخطوة مع إعلان إيران زيادة حجم احتياطياتها النفطية المؤكدة بنحو 9 % لتصل إلى 150 مليار برميل. و من ناحية اخرى دعت دول أعضاء بأوبك ومن بينها إيران وفنزويلا وليبيا والجزائر إلى ضرورة العمل على زيادة أسعار النفط بالسوق الدولية لمواجهة معدلات العجز فى ميزانياتها والتداعيات الناجمة عن تراجع قيمة الدولار الأمريكى وارتفاع تكاليف الانتاج.