يدخل اليوم رسميا قرار منظمة الاوبيك حيز التنفيذ القاضي بتخفيض حجم انتاج المنظمة ب 1,5 مليون برميل في اليوم، الذي اقر في الاجتماع الطارىء المنعقد في 24 اكتوبر الماضي بفيينا. هذا القرار الذي جاء كرد فعل عن انهيار الاسعار وفقدانها لحوالي 60٪ من قيمتها منذ ثلاثة اشهر فقط، لم يكن له اي اثر تقريبا في وقف التراجع المتسارع في الاسعار التي واصلت هبوطها قبل وبعد اتخاذ قرار التخفيض واستمر هذا التراجع لايام قبل ان تعاود الصعود متأثرة بتحسين ظرفي في اهم البورصات العالمية والاسواق المالية التي اغلقت على ارتفاعات هامة عقب تنفيذ قرارات جماعية بتخفيض نسبة الفائدة وتشجيع الاقراض لانعاش الاقتصاديات المنهارة بسبب الركود. لكن هذا الانعاش لم يدم طويلا وهو الذي كان قد اوصل اسعار النفط الى حدود 70 دولارا للبرميل بعد تراجع العملة الامريكية حيث هوت اسعار النفط من جديد لتستقر امس الجمعة في حدود 65 دولارا للبرميل متأثرة دائما بوضعية الاسواق المالية والبورصة وقيمة الدولار الامريكي امام العملات الاخرى، لاسيما اليورو، حيث تميزت البورصات بتراجع في مؤشراتها هذه الاخيرة، اصبحت تسير على وقع تزايد مؤشرات الكساد في العديد من الاقتصاديات البارزة ولا سيما في امريكا وبريطانيا وطوكيو والمانيا، مما انعكس سلبا على مستوى الطلب على النفط الذي بات يتأثر على نحو كامل بمؤشرات البورصة وتذبذبات الازمة المالية الدولية اكثر من تأثره بمستويات العرض من النفط بدليل ان قرار اوبك بتخفيض انتاجها لم يحسم في وضعية السوق النفطية التي ظلت ولا تزال مضطربة وتمشي على وقع تذبذبات البورصات العالمية. وقبل ان يدخل قرار اوبك بتخفيض الانتاج، كما تقرر قبل اسبوع، حيز التطبيق بدات اصوات تتعالى داخل المنظمة مطالبة بمزيد من الخفض لامتصاص المزيد من الفائض الذي لم يجد من يشتريه وفق بعض التقارير، ولعل التصريح الاخير للامين العام للاوبك خير دليل على ذلك، اذ اعلن السيد عبد الله سالم البدري انه اذا استمر تراجع الاسعار، فان قرارا آخر لتخفيض آخر للانتاج يبدو لا مفر منه، وعليه فانه لا يجب انتظار اجتماع الجزائر في 17 ديسمبر القادم لاتخاذ خطوة مماثلة للتأثير على الاسعار التي تسير بسرعة غير منتظرة نحو الاسفل، ونفس الكلام تقريبا كان قد ردده بعض وزراء النفط في اوبك عقب الاجتماع الطارىء الاخير الذي لم ينعكس في حينه على اسعار النفط، حيث اكد وزير النفط القطري السيد عبد الله بن حمد العطية ان المنظمة تنتج نفطا يفوق حاجة السوق، بينما يرى وزير النفط الايراني ان اوبك عليها بتخفيض اخر في الانتاج اذا استمرت وضعية السوق على ما هي عليه حاليا. ونفس الرأي عبرت عنه ليبيا التي تأمل في اقرار تخفيض آخر للتحكم في الاسعار. اما الرئيس الحالي للمنظمة، وزير الطاقة والمناجم السيد شكيب خليل، فقد كان اول من صرح بضرورة اللجوء الى تخفيض اخر اذا استمر تراجع الاسعار، وذلك مباشرة عقب اجتماع فييا الاخير. يذكر انه خلال هذا الاجتماع تقرر تقسيم حصص التخفيض وفق حجم انتاج كل عضو داخل اوبك، وكان من الطبيعي ان تتصدر السعودية القائمة بأكبر تخفيض قدره 466 الف ب / ي نظرا لان حصة انتاجها تتجاوز 9 ملايين ب/ي، تليها ايران بنسبة تخفيض تعادل 199 الف ب/ي ثم الامارات ب 134 الف ب/ي والكويت ب 139 الف ب/ي وفنزويلا ب 129 الف ب/ي ونيجيريا ب 133 الف ب/ي وانغولا ب 99 الف ب/ي، ثم ليبيا 89 الف ب/ي والجزائر ب 71 الف ب/ي واخيرا قطر ب 43 الف ب/ي. سلوى روابحية