تيبازة - سيتم اقتلاع أشجار الإجاص و حرقها بمساحة تتربع على ألف هكتار بولاية تيبازة لوقف انتشار المرض المعروف باسم " اللفحة النارية"، حسب ما استفيد من مديرية المصالح الفلاحية. و ذكر مسؤولو القطاع الفلاحي في هذا السياق، أنه شرع في عملية اقتلاع أشجار الإجاص المصابة مشيرين إلى أن مكافحة هذا المرض ضرورية و أنه لا توجد حلول أخرى غير اقتلاع الأشجار وحرقها للقضاء على البكتيريا في عين المكان و الحيلولة دون انتشارها. يشار أن هذه العملية ستتوسع لاحقا لتشمل أشجار التفاح و غيرها من الأشجار المثمرة التي تحتوي على بزور لمنع تنقل البكتيريا إلى مواقع أخرى بواسطة الطيور و النحل أو الريح و الأمطار و غيرها من العوامل البشرية من خلال اعتماد الوسائل التي استعملت بالمساحات المتضررة. و أشار نفس المصدر، إلى أن اللفحة النارية (أروينيا أميلوفورا) قد أصابت بولاية تيبازة بساتين الإجاص بنسبة مائة بالمائة فيما تتراوح نسبة الإصابة بين 30 و 40 بالمائة فيما يتعلق ببساتين التفاح و الزعرور و السفرجل الأمر الذي يقتضي اقتلاع هذه الأشجار و حرقها في آن واحد لمنع انتشار المرض. للعلم، فإن هذا المرض يلحق أضرارا جسيمة بالأشجار المثمرة في بضعة أسابيع و يصيب في البداية الأنواع سريعة التأثر مثل " سانتا ماريا" المتواجدة بكثرة في البساتين بالجزائر و كذا " قالا" في حين أن هذا المرض لم يصب بعد نوعي " وليام" و " وايلدر" باعتبارهما أكثر مقاومة. و حسب المختصين، فإن هذه البكتيريا تصيب بكثرة أشجار الإجاص و تعد أخطر مرض من نوعه يصيب الأشجار المحتوية على بزور و كذا نباتات التزيين. و هناك 150 نبتة تأوي هذا المرض الذي يصيب الأشجار المثمرة و نباتات التزيين و كذا النباتات المستعملة من طرف الفلاحين لتسييج بساتينهم. جدير بالذكر أن هذا المرض المتواجد منذ سنين بحوض البحر الأبيض المتوسط و عدد من البلدان الأوروبية انتقل إلى الجزائر منذ شهر ماي الفارط استنادا إلى نفس المصدر الذي أوضح أن فصل الربيع و درجات الحرارة التي تزيد عن 21 درجة تساعد على نمو البكتيريا التي تصيب زهور و أوراق الأشجار المثمرة و البراعم. و أوضح المختصون، أن هذا المرض يقضي فترة الشتاء في جذوع و أغصان الأشجار المحملة بعدد كبير من البكتيريا يتم انتشارها بواسطة العوامل الطبيعية و البشرية المختلفة. و تقوم إستراتيجية الوقاية و مكافحة اللفحة النارية المسطرة من طرف المصالح الفلاحية و الغرفة الفلاحية على تحسيس المنتجين و التأكيد على ضرورة استعمال معدات سليمة و النشاط قبل شهر مارس في أجواء جافة و إزالة الزهور الثانوية بمجرد ظهور أعراض المرض و تقليم الأشجار و معالجتها بالأدوية. وفيما يتعلق بتعويض المنتجين المعنيين بعملية اقتلاع الأشجار التي شملت نحو 30 هكتارا لغاية اليوم أفادت المصالح الفلاحية أنهم سيستفيدون من مبلغ 35 ألف دج على كل هكتار علاوة على تقديمهم الدعم لغرس شجيرات جديدة. و أوضح ذات المصدر أن هذه العملية لن تتم قبل مضي ثلاث إلى أربع سنوات و هي المدة الضرورية لتطهير المساحات المصابة. و في انتظار ذلك و سعيا إلى التخفيف من وطأة الخسائر يمكن للمنتجين المعنيين بعملية اقتلاع الأشجار تطوير مزروعات أخرى مثل الخضروات و السلطة. و بشأن الأخطار التي قد تنجم عن استهلاك الإجاص و التفاح المعروض في الأسواق أكد المسؤولون أنه ليس هناك أي خطر على الصحة علما أن اللفحة النارية لا تترك الوقت للثمار أن تنمو و بالتالي فإن الفاكهة الموجودة في السوق سليمة.