الجزائر - أكد وزير تهيئة الاقليم والبيئة شريف رحماني يوم الثلاثاء على ضرورة وضع تصور عربي أفريقي موحد لتحضير بلدان المنطقتين لمواجهة مختلف الرهانات والتحديات التي سيعانين منها جراء التغيرات المناخية. وأوضح رحماني في كلمة القاها خلال انطلاق أشغال ورشة عمل تحضيرية لمندوبي منطقتي شمال افريقيا و الوطن العربي إلى مؤتمر الاممالمتحدة حول التغيرات المناخية ( مؤتمر الاطراف ال17 )أن المنطقتين اللتين تعانيان من ندرة سقوط الامطار ستواجهان مشاكل كبيرة جراء الاحتباس الحراري تتمثل أساسا في تراجع الانتاج الفلاحي وتدهور الصحة والبيئة وانتشار الفقر وظاهرة الهجرة. كما يتوقع ان تواجه هذه البلدان لاسيما تلك المنتجة للمحروقات رهان نفاذ هذه الثروة في المستقبل واستبدالها باستعمال الطاقات الجديدة والمتجددة. وفي هذا الاطار ابرز الوزير أهمية تنظيم هذه الورشة للمرة الاولى في الجزائر لمنح مندوبي بلدان المنطقتين فرصة الخروج بنظرة "منسجمة" ووضع تصور عربي افريقي وأرضية مشتركة للمشاركة بقوة في مؤتمر دربان بجنوب افريقيا المزمع عقده في ديسمبرالمقبل وفي قمة ريو دي جانيرو + 20 المقرر في جوان 2012. واعتبر هذا العمل التحضيري الذي يجرى في اطار هذه الورشة بالهام جدا بالنسبة للمنطقتين لان قضية المناخ -على حد تعبيره- تستدعي الالتقاء حول ارضية موحدة مشيرا في هذا الاطار إلى الجهود التي بذلتها الجزائر التي ترأست الجانب الافريقي في مختلف المواعيد التي جرت حول الاحتباس الحراري منذ 2008 لاسيما في مؤتمر كنكون وقمة كوبنهاغن بتوحيد رؤية دول القارة حول التغيرات المناخية. ودعا الدول العربية إلى توحيد الرؤية والمنهجية حول مسالة الاحتباس الحراري وتحقيق التنمية المستدامة بالمنطقة مبرزا أهمية القمة المرتقبة حول هذا الموضوع بالذات والتي ستنظم من طرف الجامعة العربية بالقاهرة ( مصر ) قريبا. من جهة أخرى دعا الوزير إلى توحيد الجهود لاسيما وان اتفاقية كيوتو على وشك الانتهاء في 2012 مما يستدعي— كما قال— التوجه بقوة للمشاركة في المواعيد الدولية المقبلة في دربان وريو دي جانيرو لتحضير ما بعد انتهاء أجل هذه الاتفاقية والتمكن من الضغط على البلدان الناشئة وكذا والمصنعة حتى تساهم بجدية في تقليص تسرب الغازات المتسببة في الاحتباس الحراري من بينها الصين والبرازيل والولايات المتحدةالامريكية. و سيتم التطرق في هذه الورشة إلى عدة قضايا هامة من بينها قضية التكيف مع التغيرات المناخية والامن الغذائي والتمويل والتكنولوجيا والاقتصاد الاخضر. واشاد رحماني بالنتائج الايجابية التي حققها مؤتمر كونكون والذي سمح -كما قال - بمعرفة مستوى المفاوضين الافارقة والعرب وذلك للتقليص من الفجوة ما بين دول الشمال والجنوب في مجال الاحترافية وفي طريقة التفاوض في مجال التغيرات المناخية. ومن بين النتائج التي حفقها مؤتمر كونكون يضيف الوزير وضع لجنة للتكيف وترسيم واعتماد اليات افريقية في هذا الشان إلى جانب انشاء الية للتكنولوجية. و ألح الوزير على ضرورة حضور المجتمع الدولي بقوة في مؤتمر دربان الذي سيتم خلاله مناقشة امكانية تفعيل لجنة التكيف والصندوق الاخضر لتمويل مشاريع الدول النامية لاسيما في الوطن العربي وافريقيا في مجال مكافحة التغيرات المناخية.