الجزائر - تعالت لهجة التوعد والتهديدات بين ايران والدول الغربية على خلفية تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول الملف الإيراني النووي الذي رأت فيه روسيا تقرير ذو "اعتبارات مسيسة". وحذر مرشد الثورة الاسلامية الايرانية آية الله علي خامنئي اليوم الولاياتالمتحدة واسرائيل من مهاجمة بلاده عسكريا وأكد ان بلاده "سترد بقبضة فولاذية" على اي عدوان تتعرض له. وقال خامنئي في كلمة القاها خلال مراسم تخريج دفعة جديدة من ضباط الكلية العسكرية للجيش الايراني "ليعلم الاعداء خاصة الولاياتالمتحدة وعملاؤها والكيان الصهيوني ان الشعب الايراني سيرد على أي عدوان أو حتى تهديد بكل قوة تؤدي إلى انهيار المعتدين من الداخل". وكان الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريس قال مؤخرا ان "الخيار العسكري لمنع ايران من امتلاك اسلحة نووية أصبح أقرب" في حين طالب خبراء عسكريون امريكيون خلال جلسة استماع في الكونغرس الامريكي بضرورة ان تنفذ بلادهم عمليات خاصة ضد قادة الحرس الثوري الايراني الذين حملوهم مسؤولية مقتل نحو الف جندي امريكي. ومع تزايد التهديدات الاسرائيلية الامريكية ضد طهران أكد وزير الطاقة الإيراني ماجد نامجو يوم الخميس على ضرورة ان تكون ايران "مستعدة لمواجهة أي هجوم إلكتروني محتمل". وقال نامجو أن "لاأعداء يقومون بكل ما في وسعهم لتعطيل أنظمة البرمجة والأجهزة في المراكز الحكومية الإيرانية وينبغى ان تتوخى جميع الوزارات الحذر وان تكون مستعدة تماما لمواجهة أي هجمات محتملة من هذا القبيل. وكانت إيران قد أعلنت في شهر ماي الماضي أنه قد تم اعداد الخطوط العامة للقيادة الإلكترونية وفحصها من قبل المجلس الأعلى للأمن القومى وكذا مسؤولين بارزين بالقوات المسلحة. وفي أوت الماضي قال رئيس منظمة الدفاع السلبي غلام رضا جلإلى أن إيران تخطط لاجراء "مناورة أمنية إلكترونية" كبيرة لتعزيز الاستعداد لمواجهة أية هجمات إلكترونية من المحتمل ان تتعرض لها البلاد وتقييم قدرة منظماتها وإداراتها على منع وقوع أية هجمات إلكترونية. و تجدر الإشارة إلى ان وزير الاستخبارات الايرانى حيدر مصلحى أعلن في اكتوبر 2010 إن إيران اكتشفت الفيروس الذي كان يهدف إلى تعطيل شبكة الكمبيوتر فى المحطة النووية بالبلاد ونجحت فى وقفه. وكانت الوكالة الدولية للطاقة النووية قالت في تقريرها الجديد بشأن إيران الصادر أن إيران أجرت اختبارات لتطوير تصاميم تتعلق بسلاح نووي الامر الذي اعتبرته الولاياتالمتحدة وعدد من الدول الغربية تهديد لامنها القومي والدولي ودعت إلى تسليط عقوبات اضافية على ايران واجبارها على العدول عن برنامجهها النووي. وفي هذا الإطار ذكرت تقارير صحفية إسرائيلية اليوم الخميس أن مسؤولين أمريكيين هما نائب وزير المالية لشؤون الإستخبارات والإرهاب ديفيد كوهين ونائب وزيرة الخارجية توماس نايدس سيزوران إسرائيل الأسبوع المقبل للبحث في فرض عقوبات جديدة ضد إيران فيما قال سفير بريطانيا لدى اسرائيل إن بلاده ستشد الضغط الإقتصادي على طهران. واعتبر مسؤولون إيرانيون أن تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول برنامج بلادهم النووي "متأثر بالولاياتالمتحدة ودول غربية معينة". وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية رامين مهمانباراست ان هناك ضغوطا سياسية من قبل دول غربية معينة وقفت وراء تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول البرنامج النووي لإيران. وأشار مهمانباراست إلى أن التقرير يختلف إلى حد كبيرعن التقارير السابقة إذ يكشف عن أهداف وضغوط سياسية من قبل دول معينة في محاولة لشن حرب نفسية على إيران فيما يتعلق بنشاطاتها النووية. كما لفت المتحدث إلى أن التقرير الجديد للوكالة يتوافق مع المزاعم الأمريكية التي أفادت بأن إيران تسعى للحصول على أسلحة نووية موضحا أن الهدف الرئيسي لهذه الأعمال المناهضة لإيران هو صرف نظر العالم عن التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط وما تقوم به إسرائيل. كما اعتبره رئيس السلطة القضائية في إيران آية الله صادق أمولي لاريجاني تقرير أحادي الجانب متأثر بالحكومات الأمريكية والأوروبية. في غضون ذلك اعربت الصين اليوم عن رفضها لفرض عقوبات على ايران وأكدت ان "العقوبات لا يمكن ان تحل بشكل جوهري مسالة" برنامج ايران النووي. كما وصفت روسيا على لسان سفيرها لدى لبنان الكسندر زاسبكين التقرير بانه لايتضمن جديدا وعتباراته مسيسة. وقال ان التقرير يحتوي على بعض الكلمات لاظهار المشروع الإيراني وكأنه يخدم أهدافا عسكرية مشددا على استعداد إيران جاهزة لإجراء مفاوضات بينها وبين الوكالة ولا بد من إيجاد تسوية سياسية لما يسمى بالمشكلة الايرانية.