الجزائر - يستعد الفلسطينيون للتوجه مجددا الى الاممالمتحدة طلبا لتدخلها "العاجل" من أجل مطالبة اسرائيل بوقف مشروعها الاستيطاني "الممنهج والمنظم" فى الاراضى الفلسطينية المحتلة تزامنا مع مساعيهم المتواصلة للحصول على الاعتراف بدولتهم المستقلة. وأمام تكثيف اسرائيل لنشاطاتها الاستيطانية فى الاراضى الفلسطينية بشكل غير مسبوق بهدف تهويد تلك الاراضى و فرض الاحتلال كأمر واقع قررت منظمة التحرير الفلسطينية أمس الذهاب مجددا الى مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة لطرح هذه القضية التي تشكل العقبة الرئيسية أمام استئناف مفاوضات السلام بين الطرفين. ورأت "ضرورة التوجه العاجل" إلى مجلس الأمن الدولي "من أجل وضع العالم أمام مسؤولياته ووقف المخطط الجذري الإسرائيلي والشامل" الذي يجري تطبيقه بشكل "متسارع وبغرض تحقيق أهدافه خلال العام القادم". ويسعى الفلسطينيون من خلال هذا التوجه "الفوري" لمجلس الأمن الدولي الى "تفعيل" قرار تطبيق اتفاقية جنيف الرابعة في الأراضي الفلسطينية في مواجهة الاستيطان الإسرائيلي المتنامي حسب صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين الذي أوضح أن قيام إسرائيل بتنفيذ مشاريع استيطانية "واسعة وبشكل منهجي وشامل" داخل القدسالمحتلة وفي محيطها وفي جميع مناطق الضفة الغربية " يقدم دليلا بارزا وواضحا أن خطة هذه الحكومة تتمثل أساسا في منع تحقيق حل الدولتين" مما "يهدد بشكل جذري" مستقبل التسوية واستقرار المنطقة بأسرها. ولعل اعلان سلطات الاحتلال أمس قرارها بناء 14 وحدة استيطانية جديدة في القدسالشرقية بمثابة تصعيد و تحد جديد للقرارات الأممية والشرعية الدولية سيما و أن السياسة الاستيطانية الإسرائيلية تجري تحت سمع وأنظار العالم الذي يقف موقف المتفرج. و تشدد السلطة الفلسطينية على أن هذا النهج الإسرائيلي يؤكد مجددا "استحالة بدء مفاوضات فعالة وجادة" ما لم يتوقف تماما مجمل النشاط الاستيطاني وما لم يجر الاعتراف "الواضح والقاطع" بحدود جوان عام 1967 . و كان البناء الاستيطاني الإسرائيلي تسبب في توقف محادثات السلام بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي بعد أربعة أسابيع من إطلاقها برعاية أمريكية في سبتمبر الماضي. وساهم الموقف الأمريكي المنحاز لإسرائيل و سياستها التوسعية في اجهاض مشروع قرار تقدمت به القيادة الفلسطينية ومجموعة الدول العربية الى مجلس الامن الدولي في 18 فيفرى الماضي يطالب بوقف الاستيطان الاسرائيلى "غير الشرعي" حيث استعملت الولاياتالمتحدة حق النقض (الفيتو) ضده. وعلى صعيد آخر، يناضل الفلسطينيون على جبهة أخرى بمواصلة حملتهم الهادفة الى الحصول على الاعتراف بدولتهم المستقلة وعلى العضوية فى الاممالمتحدة. ولهذا الغرض يستعد الرئيس محمود عباس للقيام بجولة تقوده الى كل من فرنسا وبريطانيا و تركيا لحشد مزيدا من التأييد لهذا المشروع الذي قدمه الرئيس عباس شخصيا الى الجمعية العامة للأمم المتحدة فى سبتمبر الماضى الا أن واشنطن أسقطته هو الاخر باستعمال حق النقض. ورغم هذه العراقيل يتمسك الفلسطينيون بهذا المشروع وهم كلهم اصرار على تجسيد هذا الطموح على أرض الواقع اذ صرح ممثل منظمة التحرير الفلسطينية لدى الولاياتالمتحدة معن رشيد عريقات أنه "على الرغم من عرقلة الولاياتالمتحدة لتصويت مجلس الأمن على إقامة الدولة الفلسطينية وقول العديد من المراقبين أن الطلب مات داخل المنظمة العالمية, إلا أن السلطة الفلسطينية ليست لديها نية للتخلي عن هذا المسعى" مشيرا الى أن القيادة ستواصل متابعة الحصول على العضوية في الأممالمتحدة.