الجزائر - عكست المشاركة الجزائرية في الالعاب الافريقية الاخيرة بمابوتو و الالعاب العربية بالدوحة حيث احتلت الجزائر مرتبة خامسة محتشمة مرفوقة بمردود هزيل عموما بوضوح التراجع و التقهقر المخيف للرياضة الجزائرية في 2011 باستثناء بعض الانجازات المحققة في الرياضات الفردية (لقب عالمي في الملاكمة وآخر في الكراتي). وكانت النتائج المحققة من قبل البعثة الرياضية الجزائرية في الموزمبيق (3-18 سبتمبر) و قطر (9 الى 23 ديسمبر) اين كانت حصيلة الجزائر على التوالي 85 ميدالية (22 ذهبية و 29 فضية و 34 برونزية) و 88 ميدالية (16 ذهبية و 31 فضية و 41 برونزية) بعيدة كل البعد عن كل التوقعات بالنظر الى الاماكنيات الكبيرة التي سخرت لجميع الاتحاديات الرياضية. والامر الواضح و الجلي هو الاخفاق الكبير للرياضات الجماعية هذه السنة (2011) بالرغم من غناها وكثافة المنافسات الدولية التي تخللتها. فاذا كانت قفزة الكرة الجزائرية كبيرة سنة 2010 باقتطاع المنتخب الوطني لتاشيرة التاهل الى نهائيات كاس العالم بجنوب افريقيا بعد 24 سنة من الغياب على الساحة الدولية و بلوغه الدور نصف نهائي في كاس افريقيا فان الامر كان مغايرا تماما سنة 2011 التي عرفت فيها الرياضة الاكثر شعبية تراجعا مقلقا. فمنطقة الاهتزازات التي يمر بها "الخضر" حاليا بعد موندايل 2010 . كلفته تاشيرة التاهل الى مونديال كاس افريقيا للامم فيما اخفقت التشكيلة الاولمبية في اقتطاع تاشيرة التاهل الى الالعاب الاولمبية (لندن 2012). وبالمقابل نجحت التشكيلة الوطنية العسكرية في دخول التاريخ من بابه الواسع من خلال احرازها للقب الالعاب العالمية التي جرت بريو ديجانيو (برازيل)على حساب المنتخب المصري في الدور النهائي. اما كرة القدم النسوية فقد عرفت مسارا متباينا حيث انهت التشكيلة الوطنية بطولة افريقيا للامم 2010 (جنوب افريقيا) في المركز الاخير بدون رصيد قبل تمكنها من العودة نسبيا في الالعاب الافريقية من خلال فوزها بالميدالية البرونزية. واحتل منتخب الذكور بقيادة المدرب وحيد خاليلو زيتش في نهاية سنة 2011 في المركز ال30 في ترتيب الفيفا فيما احتلت نظيرتها النسوية المركز ال79 . — حصيلة هزيلة جدا في الرياضت الجماعية.... سجل المنتخب الوطني لكرة السلة (ذكور) الذي يمر حاليا بمرحلة اعادة البناء تحت اشراف -منذ شهر جويلية المنصرم الامريكي سيان والن و مساعده باتريك فيتز باتريك تحسنا طفيفا من حيث النتائج في خرجاته الدولية مقارنة بمردوده في الدورات السابقة فيما لم ترق نتائج المنتخب النسوي الى مستوى التطلعات. وفي الكرة الطائرة فقدت سيدات المنتخب الوطني تحت قيادة المدرب احمد بوقاسم لقبهن الافريقي المحقق سنة 2009 لفائدة منتخب كينيا بنيروبي . وتمكنت رفيقات اللاعبة فائزة تسابت من التدارك باحرازهن لذهبية الالعاب الافريقية في دورتها العاشرة بمابوتو.وشاركت سيدات الكرة الطائرة الجزائرية فيما بعد ولاول مرة في تاريخ الجزائر في كاس العالم التي جرت اطوارها باليبان (4 الى 18 نوفمبر) والتي اتسمت باحتلالها للمركز ال11 من ضمن 12 منتخبا مشاركا. وفي الدورة ال12 من الالعاب العربية بالدوحة اكتفت اللاعبات الجزائريات اللائي كن مرشحات بالذهب بالفضية مفرطات في المعدن النفيس لصالح نظيراتهن المصريات(3-1). اما منتخب الذكور في نفس الاختصاص فقد خيب الامال باكتفائه بالفضة في مابوتو و البرونز في الدوحة اين كانت النتائج بعيدة عن كل التوقعات. اما الكرة الصغيرة الجزائرية فقد انهت عام 2011 بنقطة سوداء بتجميد بطولة القسم الوطني للذكور بسبب الخلافات الناشبة بين الاتحادية الجزائرية و فرق المجمع البترولي و مولودية سعيدة ونادي الابيار بشان قيام الهيئة الفيدرالية بتغيير نظام المنافسة قبل ايام من انطلاق البطولة الوطنية. وستشارك التشكيلة الوطنية (ذكور واناث) المتوجة بذهبية الالعاب العربية في البطولة الافريقية للامم المقررة من 10 الى 21 جانفي بمدينة سلا المغربية. — غرني وبن شبلة يبقيان على الامل .... ورغم الاخفاقات الكبيرة للرياضة الجزائرية في 2011 فان الامل لا يزال قائما في بعض مواهبها الصاعدة لعدد من الرياضات الفردية بدءا بالمصارع الواعد الشاب عمار قرني الذي توج بلقب بطولة العالم لفئة (اقل من 63 كلغ) خلال الالعاب العالمية السابعة التي احتضنتها ماليزيا شهر اكتوبر المنصرم. من جهتها تمكنت الملاكمة الجزائرية من احراز لقب عالمي سنة 2011 بفضل الملاكم عبد الحفيظ بن شبلة في فئة " 80-85 كلغ" على حساب الفرنسي لودفيك غروغو. أما المصارعة (صاحبة المركز الثامن عالميا) صريا حداد فقد تالقت باحرازها للميدالية البرونزية (اقل من 52 كلغ)خلال كاس العالم التي جرت بساوباولو البرازيلية من 25 الى 26 جوان قبل احراز الذهب في الالعاب الافريقية في دورة روتردام الدولية شهر نوفمبر الاخير. وقد شاب مردودها خلال السنة تعثرها بموعد الدوحة الذي كانت فيه من اكبر المرشحات للتتويج بالذهب قبل الاخفاق امام مصارعة تونسية غير معروفة ومن فئة الوسطيات. اما زميلتها في المنتخب الوطني مريم موسى (أقل من 52 كلغ) فقد حققت نفس المشوار بالحصول على ميدالية برونزية في الألعاب الجامعية الصيفية السادسة والعشرين التي احتضنتها مدينة شناجان الصينية في شهر أوت الماضي . وحتى رياضة الشطرنج فكانت نتائجها موفقة بحصولها على ميداليتين ذهبيتين في الألعاب الإفريقية بمابوتو و نفس الحصيلة بالألعاب العربية الأخيرة. وفي ألعاب القوى, بقيت باية رحولي الاختصاصية في الوثب الثلاثي وفية لتقاليدها حيث ورغم تقدمها في السن تمكنت من الحصول على ميدالية من المعدن النفيس بمابوتو و مشوارا طيبا بمونديال" دايقو" (كوريا الجنوبية) حيث احتلت المركز الثامن في الترتيب العالمي. هذه النتائج تؤكد لا محالة بضرورة أن يقوم مسؤولو الرياضة الوطنية بالاستثمار أكثر في الرياضات الفردية التي تبقى الممونة الأساسية بالميداليات.