الجزائر - يقوم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ابتداء من نهار اليوم الثلاثاء بجولة شرق اوسطية يرمي من خلالها إلى الضغط على الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي لبعث المفاوضات المتعثرة سيما بعد فشل اللقاءات الاستكشافية التي احتضنتها العاصمة الاردنية بسبب التعنت الاسرائيلي. وصرح بان كي مون في نيويورك أن زيارته هذه تأتي في "مرحلة مهمة" مبرزا انه سيعمل على تشجيع الجانبين على الالتزام وتوفير مناخ ايجابي للمضي قدما. وتشمل جولة بان كي مون اليوم عمان لينتقل يوم غد إلى الأراضي الفلسطينية سيعمل فيها على تصعيد الضغط على القيادتين الفلسطينية والاسرائيلية لحثهما على العودة إلى طاولة المفاوضات المتوقفة منذ 2010. ففي الأردن التي إستضافت طيلة شهر جانفي الجاري لقاءات إستكشافية بين مفاوضين الفلسطينيين والاسرائيليين ولم تسفر عن نتيجة سيلتقي بان كي مون بالعاهل الاردني الملك عبد الله الثاني ووزير الخارجية الاردني ناصر جودة. وستكون ثاني محطة للمسؤول الاممي رام الله وذلك ابتداء من يوم غد الاربعاء حيث من المقرر أن يلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وتتواصل الجهود الدولية منذ توقف مفاوضات السلام في سبتمبر 2010 بعد ان فشلت اللجنة الرباعية الدولية الولاياتالمتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة في حمل الطرفين إلى طاولة المفاوضات جراء رفض اسرائيل تمديد وقف بناء المستوطنات في الاراضي المحتلة. وإستضاف الأردن في جانفي الحالي ستة لقاءات إستكشافية بين مندوبين إسرائيليين وفلسطينيين كانت الاولى منذ سبتمبر 2010 ولكنها لم تسفر عن نتائج ملموسة. وحملت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية اليوم الإحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن فشل لقاءات عمان بسبب إصرارها على مواصلة الإستيطان ورفضها حل الدولتين على أساس حدود عام 1967. وجاء في بيان للجنة عقب اجتماعها ليلة امس بمقر الرئاسة في مدينة رام الله برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن "هذه اللقاءات كشفت عن إصرار إسرائيل على مواصلة الاستيطان ورفضها لحل الدولتين على أساس حدود عام 1967". كما كشفت اللقاءات "تصميم إسرائيل وحكومتها الحالية على خطة واحدة وهي الاستيلاء على معظم الأراضي الفلسطينية وإقامة نظام عنصري يمزق وحدة الضفة الغربية ويؤسس لمشروع الكانتونات على أصغر مساحة ممكنة للشعب الفلسطيني وضم القدس وعزلها والفصل التام بين الضفة الغربية وغزة". وشددت المنظمة على أن موقف القيادة الفلسطينية "لم يتغير في أن المفاوضات يجب أن تستند إلى الاعتراف الإسرائيلي بحدود عام 1967 ووقف الاستيطان وإطلاق سراح الأسرى". وذكرت أنها "ستواصل اجتماعاتها خاصة بعد التشاور مع الأشقاء العرب عبر لجنة المتابعة العربية التي ستجتمع في الأسبوع الأول من شهر فيفري المقبل من أجل البت النهائي في مسالة استمرار اللقاءات من عدمها ومناقشة الخيارات الأخرى". وإثر "الفشل الذريع" الذي منيت به اللقاءات الاستكشافية تضاءلت فرص استئناف محادات السلام حسب ما أكده عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) الذي أعرب "عن إستيائه بسبب قلة فرص نجاح الجهود الدولية الجارية لاستئناف محادثات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وقال عزام الأحمد في تصريح للإذاعة الفلسطينية "أن لقاءات عمان الاستكشافية التي جرت بهدف التمهيد لاستئناف المفاوضات لم تنجح وبالتالي تقرر وقف هذه اللقاءات والبحث فلسطينيا عن خيارات بديلة". وأوضح عضو اللجنة المركزية " أن قناعة تشكلت عقب لقاءات عمان لدى الأطراف الدولية بعدم رغبة إسرائيل في تحقيق السلام مطالبا المجتمع الدولي بممارسة ضغط حقيقي على تل أبيب لثنيها عن مواقفها التي تنسف أي فرص متبقية لتحقيق حل الدولتين". وأكد عضو اللجنة " أن الموقف الفلسطيني منصب حاليا على بحث خيارات التحرك البديل للمفاوضات ومجابهة الموقف الإسرائيلي عبر استراتيجية موحدة فلسطينيا وعربيا". من جهتها لازالت الحكومة الاسرائيلية مستمرة في مشاريعها الاستيطانية ضاربة القرارات الدولية عرض الحائط إذ تسعى في الوقت الحالي لبناء وتطوير سبعين مستوطنة في الضفة الغربيةالمحتلة خارج جدارالفصل العنصري وهي ضمن قائمة مكونة من خمس مائة وسبع وخمسين مستوطنة نشرها مكتب رئيس الحكومة.