الجزائر - كشف المطرب الشعبي سيد علي دريس يوم الثلاثاء في ندوة صحفية انه اختار التنقيب والبحث في التراث الشعبي الغني بالقصائد والاشعار الجميلة التي لم تحظ بالتسجيل للنهل منها في أعداد ألبومه الجديد الذي نزل الي الأسواق مند أسبوعين. وأوضح المطرب الذي طال غيابه عن الساحة الغنائية انه يحمل في هذا المولود الجديد مفاجاة لمحيبي الفن الشعبي الأصيل بتقديمه قصيدتين من التراث " المفقود" الذي لم يسبق تسجيله. و كشف سيد علي خلال اللقاء الذي جرى بمؤسسة فنون و ثقافة شريكه في إنتاج الألبوم عن الصعوبات التي اعترضته في الحصول على نص القصيدة الاولى "مكمول الزين والبهاء" التي ابهرعند سمعها وهو في سن ال18 بصوت المرحوم رضا الجيلالي في"قعدة خاصة" و تمنى آنذاك لو تمكن من النص . و لم يتكاسل الفنان رغم مرورالوقت في السعي لتحقيق هذه الأمنية حيث عاد كما قال الى البحث والتنقيب خاصة و ان قلة من الذين يملكون مثل هذه النصوص يفضلون الاحتفاظ بها . واضاف الفنان "لقد ترددت كثيرا على المكتبة الوطنية كما لجات الى الانترنت و أيضا الى بعض الأصدقاء من مطربي الشعبي في الجزائروالمغرب حتى تمكنت من الوصول الى القصيدة المذكورة وايضا قصيدة "الشمعة" التي و ان غناها البعض الا انها لم تسجل . في هذا الالبوم يمكن لعشاق الشعبي ان يستمتعوا بالسماع الى الاغنيتين وأيضا شنف آذانهم بإلقاء أشعارها بصوت الفنان .عن هذه الازدواجية يقول سيد علي إدريس ان الغرض من ذلك هو توضيح اكثر للكلمات التي قد "يتغير" نطقها أثناء الغناء خاصة و ان الكثير من قصائد الشعبي كما اوضح يعاد نسخها بالعربية بعد ان تكون قد نسخت بالحرف اللاتيني . و اعتبر المطرب ان الغرض من إلقاء القصيدة مع غناءها هو ايضا إثراء للسجل الشعبي وتوسيع دائرة عشاقه. وإذا كان المطرب قد أدى الأغنية الأولى بنفس الطريقة التي سمعها فان لاغنية الثانية " الشمعة" التي تشبه في نظمها كما قال اغنية "يوم الجمعة خرجوا لريام" قام هو بتلحينها مشيرا الى انه عثر على نصها في كتاب محمد قاضي "الكنز المكتوب في الشعر الملحون " الصادر في1910 . وركز المطرب من جهة اخرى على أهمية التراث الشعبي الذي يحمل حسبه وصفا دقيقا و جميلا للحياة وتقاليد المجتمع آنذاك و ايضا التاريخ لبعض الوقائع والأحداث. وعن ابتعاده لمدة عن الساحة الفنية قال انه كان قريبا من خلال حصته الإذاعية " القهوة ولايتاي" التي تهتم بالتراث و الغناء الكلاسيكي الجزائري و المغاربي ولكن حنينه للغناء لم يتوقف. وارجع الفنان التباعد الزمني بين أعماله الي إصراره على الدقة في اختيار ما يقدمه بعيدا عن التكرار مشيرا بخصوص مشاريعه الأخرى انه تعود في إنتاجه على التناوب بين الشعبي الكلاسيكي و الأغاني الشعبية الخفيفة و لديه مشروعين على هذا النحو .