تغلق اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية المصرية يوم الاحد القادم باب الترشح للرئاسيات وسط ترقب شعبي ل"مفاجاة" من جانب العسكر قد تقلب موازين القوى التي تبقى حتى الان لصالح التيار الاسلامي ومرشحه الاقوى حسن الشاطر نائب المرشد العام للاخوان المسلمين. و صرح رئيس لجنة الانتخابات الرئاسية فاروق سلطان بأن موعد غلق باب الترشح سيكون الأحد المقبل ليعلن اسماء المترشحين النهائية قبل 26 نهاية افريل الجاري. وقدمت حتى الان 8 ملفات ترشح بصفة رسمية للجنة من بين 1274 ملف سحب وينتظر ان يقدم اليوم الاربعاء المرشح حازم ابو اسماعيل ملف ترشحه للجنة . ويعد حازم ابو اسماعيل مرشح اغلبية التيار السلفي واحد من اقوى المرشحين في الساحة الى جانب عبد المنعم ابو الفتوح الاخواني المنشق عن التنظيم والذي ينال تاييد شباب الاخوان وفئات واسعة من المجتمع المصري بكل توجهاته السياسية والدينية وكذا عمرو موسى الذي يدعمه تيار الدولة المدنية وعلى راسها حزب الوفد الذي اعلن الليلة الماضية دعمه له في المنافسة الرئاسية المقبلة. ويسعى الاخوان المسلمون الى تحييد واحد على الاقل من المرشحين الاسلاميين لفسح المجال امام مرشحهم حسن الشاطر لحصد الاغلبية المطلقة من اصوات الاسلاميين التي تقدرها مصادرهم ب "اكثر من 10 ملايين صوت مؤكد". وكشفت مصادر من مجلس شورى الاخوان ان هناك مفاوضات متقدمة مع مرشح السلفيين حازم ابو اسماعيل حول انسحابه من السباق مقابل تعينيه نائبا للشاطر في حال فوزه برئاسة الجمهورية. وقد احدث اعلان الاخوان المسلمين عن مرشح منهم انقلابا حقيقيا في وسط الساحة السياسية في مصر حيث احدث شرخا داخل التيار الاسلامي وحتى داخل جماعة الاخوان المسلمين نفسها اذ لم يكن هناك توافق حول ترشيح الشاطر في مجلس الشورى. كما احدث القرار ايضا انقسامات داخل حزب النور والجماعة الاسلامية حول التعامل مع هذا المستجد الذي خلق جوا من الارتباك والخوف داخل المجتمع بسبب التساؤلات التي اثارتها الطبقة السياسية والاعلام المصري حول مغزى تراجع الاخوان عن قرارهم وتعيين احد "صقور" التنظيم للرئاسة. ويعول المرشح المستقل عمر موسى الذي تنعته بعض الاوساط الشعبية والسياسية بانه من "فلول النظام السابق" على "معجزة" من العسكر لكسر الاستقطاب الجديد والكاسح لمرشح الاخوان . ولا يستبعد ان يكون عمر سليمان رئيس المخابرات المصرية السابق هو من يعدل كفة الميزان في الانتخابات الرئاسية المقبلة فيما تسربت اخبار عن مواقع عبر الانترنت امس ان "سليمان" وافق مبدئيا على الترشح وانه سيعلن ذلك في وقت لاحق. و فيما يعول اخرون على العدالة المصرية في وقف مرشح الاخوان بسبب ملفه القضائي يرى كثيرون من المحليين ان لا مخرج واضح لمسار المرحلة الانتقالية في مصر بعد الاشكالات التي تعترض اجراء انتخابات ديمقراطية في البلاد خارج الضغوط العقائدية وكذا المشاكل التي تواجه اصدار دستورمدني تمثيلي وذلك بسبب تعنت تيار دينى يحاول استكمال الاستيلاء تحت غطاء الديمقراطية على مؤسسات الدولة المصرية في ظل فراغ دستورى وفوضى مجتمعية. وقد اعلن قياديو حزب الحرية والعدالة ان قرار ترشيح حسن الشاطر قرار نهائي ولا مساومة فيه في اشارة واضحة لرفض أي مطلب لاعادة فيه ومن المقرر يقم حسن الشاطر ملف ترشحه نهاية هذا الاسبوع للجنة الانتخابات الرئاسية. ومن جهة اخرى طالبت الحملة الشعبية لدعم رئيس المجلس العسكري المشير حسين طنطاوى رئيسا للجمهورية القوى الوطنية في مصر بمختلف توجهاتها بالالتفاف حوله واستمرار في الضغط عليه لدخول الانتخابات الرئاسية . وتعتبر الحملة ان رئيس المجلس العسكري هو من يستطيع ان يعبر بمصر من عنق الزجاجة التى تعثرت فيها بلدان أخرى منوهة بحكمة وفطنة المجلس العسكري ورئيسه في الحفاظ على امن مصر من المخاطر المحدقة بها.