اعتبرت الصحف الوطنية الصادرة اليوم الثلاثاء أن الاحزاب السياسية سيما الحديثة منها ستواجه يوم 10 ماي 2012 "تحديا حقيقيا" يتمثل في مدى استقطابها لأصوات المواطنين في الانتخابات التشريعية خاصة بعد الوعود "الثقيلة" التي قدمتها طيلة الحملة الانتخابية (6 -15 ماي الجاري). وفي هذا السياق كتبت يومية " الخبر" تحت عنوان " تشريعيات يلفها غموض صاحب الاغلبية وهاجس العزوف" بانه بالنظر الى عدد الاحزاب ال44 المشاركة وكذا عشرات القوائم الحرة واعتماد نظام انتخابي يقوم على النسبية فان كل المعطيات "ترجح تشتت الاصوات بين عدد معتبر من الاحزاب مما يوحي بان البرلمان القادم سيكون مشكلا من فسيفساء". كما أوردت ذات اليومية آراء بعض الاحزاب السياسية بشأن تشريعيات 10 ماي كحزب الجبهة الوطنية الجزائرية الذي تكهن بتسجيل نسبة 15 بالمائة من المشاركة وحزب جبهة التحرير الوطني الذي راهن على 45 بالمائة. ونقلت اليومية من جهة اخرى خبر "استبعاد" اللجنة الوطنية للإشراف على الانتخابات "وقف عملية التصويت" في حالة تسجيل تجاوزات قد تخل بمصداقية الاقتراع. ونشرت تعليق رئيس اللجنة المذكورة السيد سليمان بودي على مجريات الحملة الانتخابية التي وصفها ب" المرضية" على العموم والذي اكد ايضا بان اغلب الاخطارات التي تلقتها هيئته تتعلق ب"تجاوزات في تعليق الملصقات". وتضمنت الجريدة أيضا مقالين عن انتخابات 10 ماي 2012 اولها تحت عنوان "انتخب او لا انتخب" والثاني "سيناريوهات لاقتراع عاد في ظرف استثنائي". من جهتها، علقت يومية "الشروق" على الحملة الانتخابية التي اسدل الستار عنها اول امس قائلة بان الأحزاب "اخفقت في تجديد شعاراتها ...والتغيير سيطر على حملتها" مؤكدة بان اهم ما ميز هذه الحملة "شعارات ممدودة لبرامج مفقودة في احزاب مطرودة". كما نقلت الشروق بعض كواليس التشريعيات وآراء الاحزاب فيما طبع الحملة الانتخابية الى جانب حوار أجرته مع وزير الداخلية والجماعات المحلية السيد دحو ولد قابلية الذي اكد أن كلمة الصندوق "لن تعلوها كلمة في هذه الانتخابات حتى وان اختار الاسلاميين". أما يومية "وقت الجزائر" فقد نقلت من جانبها انعكاسات الحملة الانتخابية على رؤساء الاحزاب الذين حاولوا -حسب صاحب المقال— "استقطاب أكبر قدر ممكن من المواطنين عبر كافة الولايات" . وجاء في المقال ان رؤساء الاحزاب "سابقوا الزمن وقاوموا المسافة وفارقوا الاهل وضحوا بالنوم... من اجل تحقيق النصر يوم 10 ماي". وفي استعراضها للحملة الانتخابية أبرزت جريدة "الشعب" هي الأخرى آراء بعض الأحزاب السياسية بخصوص مجرياتها مذكرة في نفس الوقت بتدابير لجنة الاشراف على الانتخابات التشريعية الخاصة بهذه العملية بما فيها حق الاعتراض على صحة عمليات التصويت المكفول قانونا. كما كتبت اليومية أيضا عن سير الاقتراع في اوساط الجالية الجزائرية المقيمة في الخارج الذي بدأ يوم السبت الماضي فيما عدا فرنسا التي شرع الرعايا الجزائريون المقيمون بها اليوم الثلاثاء في اداء واجبهم الانتخابي. ومن جهتها، علقت "الوطن" عن تشريعيات 10 ماي تحت عنوان "الهدف" حيث كتب صاحب التعليق أن " الدول التي لا علاقة لها بالديمقراطية هي التي تقوم باستدعاء الملاحظين الدوليين عكس ما يحدث في الدول الديمقراطية التي يعتبر فيها حياد الادارة وقوة قرارات المؤسسات الضامن الوحيد لنتائج الانتخابات". وفي تحليله للحملة الانتخابية سجل عميد الصحف الوطنية "المجاهد" في مقال تحت عنوان "خصوصية اقتراع 10 ماي" بان هذا الموعد الانتخابي "يتأتى في ظل تحولات يعرفها العالم العربي ". وتتجسد هذه الخصوصية حسب المجاهد من " خلال امكانية التعبير عن الآراء السياسية دون اللجوء الى العنف وانما عن طريق الممارسة الديمقراطية لحق المواطن ألا وهي الانتخابات". وفيما تعلق بالحملة الانتخابية تم التأكيد على صفحات هذه الجريدة بأن أهم ما سجل فيها هو " لجوء الاحزاب السياسية الى استعمال جميع الوسائل من اجل مشاركة كثيفة في الاقتراع". وضمنت جريدة "ليكسبرسيو" الناطقة بالفرنسية في افتتاحيتها المعنونة "ساعة الملاحظين" قول صاحب المقال بان "المجلس الدستوري واللجان المحلية للمراقبة والملاحظون الدوليون والمنظمات غير الحكومية هي بالأحرى هيآت يتم اللجوء اليها لإضفاء المصداقية على التشريعيات". وأبرزت الافتتاحية بان الهدف من هذا التجنيد "واضح وهو العمل على الا يشوب مصداقية الاقتراع أي غموض وبالتالي ابعاد كل الشكوك عنه". وبالنسبة ليومية "لاتريبون" فان الطبقة السياسية خلال الحملة الانتخابية التي دامت ثلاثة أسابيع "قدمت حلولا سحرية ووعودا لا علاقة لها اطلاقا بالسلطة التشريعية " مضيفة بان رؤساء الاحزاب السياسية او مرشحيهم "بلغ بهم الامر احيانا الى حد اقتراح حلول +معجزة + في المجال الاقتصادي". ولم تخالف يومية "لوجون انديباندان" نظيراتها من العناوين الوطنية في تعليقها على الحملة الانتخابية حيث أكدت بأن "غياب الالتزام والبرامج المتجانسة للمترشحين" اهم ما طبع هذه الحملة. وفي هذا الاطار، وصفت الجريدة الحملة ب"الفاترة" وبأنها جرت "بعيدا" عن تطلعات المواطنين الذين "لم يستمعوا —حسبها— الا لخطاب بعيد عن الحقيقة ولا يطاق احيانا".