دعا رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة يوم الثلاثاء من سطيف الشباب الجزائري لجعل من الاستحقاق الانتخابي القادم (تشريعيات 2012) "محطة حاسمة في مسار التشييد والتجديد في الجزائر" قصد التصدي للأطراف المتربصة بالوطن. و أبرز رئيس الجمهورية في خطاب ألقاه بمناسبة إحياء الذكرى 67 لمجازر 8 ماي 1945 "الأهمية القصوى" للانتخابات التشريعية المقبلة "سواء من حيث التوقيت الحساس أو من حيث ما سيترتب عنها من انعكاسات معتبرة مما يجعلها إختبارا لمصداقية البلاد ومحطة فاصلة في استكمال برنامج الإصلاح و التحديث". وأكد رئيس الدولة بأنه على يقين بأن هذه الشريحة الهامة في المجتمع " قادرة على التصدي لدعاة الفتنة والفرقة وحسابات التدخل الأجنبي" وأنها "ستبرهن مرة أخرى بأنها أهل للمسؤولية". وتوجه رئيس الجمهورية إلى الشباب الجزائري قائلا "كل المستقبل لكم ايها الشباب وأنتم مطالبون بتحضير أنفسكم لتحمل المسؤولية"."الجزائر أمانة بين أيديكم ولا بد أن تحافظوا عليها... فلا تتركوها لمن لا يريدون الخير لوطننا لكي لا يعبثوا به". وأعرب الرئيس بوتفليقة عن ثقته في "شباب الجزائر الذي تخرج بالملايين من المدرسة الجزائرية الواعي المتفتح على عالم المعرفة الحديثة وتكنولوجيات الإتصال المدرك لتحديات العولمة ومخاطرها سيتصدى لمن يتربص بالبلاد شرا". وشدد رئيس الجمهورية على لزام ادراك الشعب الجزائري وخاصة أجياله الجديدة بأن "ما حققته البلاد من حرية واستقرار وتقدم وديمقراطية إنما كان نتيجة تضحيات غالية وجهود جبارة يجب أن تقدر حق قدرها حتى تحفظ هذه المكاسب المعتبرة بعناية واعتزاز وتثمن بمواصلة التشييد والإصلاح لبلوغ ما نصبو إليه من تقدم ومكانة محترمة بين الأمم". كما دعا فئة الشباب للانخراط أكثر في العمل السياسي والجمعوي وأن يبرهن قدرته على تسلم المشعل وتبوء أعلى المسؤوليات في الدولة. وفي سياق متصل دعا رئيس الجمهورية الشباب الجزائري إلى الاهتمام بتاريخ وطنه وأبطاله "الذين صنعوا ثورة التحرير وضحوا من أجل استعادة الاستقلال" مشددا على الدور الهام الذي لابد أن يلعبه المجاهدون في نقل رسالة نوفمبر إلى الجيل الجديد. واعتبر الرئيس بانه "يتعين علينا أن نبحث عن ماضينا لنعرف من نحن وخطأنا هو أننا لم نمكن شبابنا من معرفة تاريخ وطنه".