حط معرض الصور الفوتوغرافية حول التراث الأوروبي-المتوسطي الرحال بالمدرسة الجهوية للفنون الجميلة بالمركب الثقافي والرياضي بحي "كشيدة" بباتنة حيث يقام إلى غاية 24 ماي. ويقام هذا المعرض -الذي انطلقت فعالياته مساء أمس الثلاثاء بهذه المدينة من مدن الجزائر ويشهد إقبالا كبيرا ونوعيا للجمهور والممول في إطار برنامج الاتحاد الأوروبي- بالتنسيق مع جمعية إعادة تهيئة تراث البحر المتوسط (ريهاب ميد) من إسبانيا و إكيوم (التبادل الثقافي بين دول البحر المتوسط) وكذا جمعية الفنون السبعة بباتنة والجمعية الوطنية للتراث بالجزائر العاصمة. و يحمل المعرض الذي حط الرحال لأول مرة بالجزائر كثاني دولة تحتضنه بعد إسبانيا التي شهدت انطلاقته في شهر جانفي الماضي نفحات من تراث المنطقة المشترك بعيون مصورين محترفين حاولوا اختزال المكان والزمان في صور عابرة ومعبرة لتكون دعوة للآخر لاكتشاف جمال وغنى هذه البقعة من العالم والعمل على المحافظة عليها. ومن خلال 30 صورة التقطت بكل من الجزائر ومصر وسوريا وفرنسا وإيطاليا و إسبانيا والمغرب وتونس ولبنان وفلسطين يكتشف المرء لقطات معاشة يوميا و أماكن لها جذور في التاريخ وعادات تقاوم الفناء والعصرنة وساحات تحكي لجيل اليوم عن الذين مروا بها منذ سنوات خلت. كما يغمر الزائر للمعرض إحساس عميق بالانتماء إلى حوض البحر المتوسط ومقاسمة شعوب أخرى رغم اختلاف اللغة والأصل والعادات والتقاليد بعضا من الهموم وتفاصيل أخرى هي جزء من الذاكرة الجماعية الخاصة بالبلدان المتوسطية. فمن موكب مهيب للمصلين بغرداية بالجزائر بألبستهم البيضاء الناصعة إلى البيت الترابي بمنطقة الأقصر بمصر إلى لعبة النرد "أو الخربقة" كما تسمى بالجزائر بإحدى الحارات الشعبية بالأردن إلى مشهد حول صناعة الصابون بسوريا ثم أحد قصور مدينة مكناس بالمغرب إلى مشهد أصيل لعرس تقليدي بمقاطعة آلوسنو بإسبانيا وآخرها بائع للشاي بأحد مرافئ مرسيليا بفرنسا وغيرها من الصور المعبرة حاولت عدسات مصورين عشقوا الحياة تحت سماء وشمس البحر المتوسط نقل متعة تذوق جمال التراث المادي وغير المادي الذي تتمتع بها هذه المنطقة. وأوضح محافظ المعرض و رئيس الجمعية الوطنية للتراث بالجزائر العاصمة توفيق فاضل أن هذه التظاهرة التي ستحط الرحال بعد باتنة (الجزائر) بتونس تكتسي بعدا ثقافيا وتراثيا وتأتي في إطار الاحتفال بشهر التراث كما تهدف إلى المحافظة على التراث الأوروبي - المتوسطي بكل أوجهه كعامل للتنمية المستدامة. و من جهته اعتبر مدير المدرسة الجهوية للفنون الجميلة بباتنة موسى كشكاش هذا المعرض "إطلالة على ما تزخر به المنطقة ككل وفرصة للاحتكاك بالآخر والنهل من تجاربه وكذا رؤية كنوز المنطقة بأعين مبدعين".