ستقام تظاهرة تحمل إسم "أسبوع الصداقة الجزائرية الإسبانية" في شهر أكتوبر القادم بوهران بمناسبة الذكرى الخمسين لاسترجاع السيادة الوطنية، حسبما أعلنه يوم السبت مدير معهد سيرافانتيس لوهران. وأوضح السيد خافييرغالفان بمناسبة تنظيم لقاء خصص للمهندس الإسباني بار ديران فاريل (1921-1999) الذي يعد أحد الفاعلين البارزين في التعاون الجزائري الإسباني في مجال الصناعة الغازية أن هذه المبادرة تندرج ضمن البرنامج الثقافي الذي أعده معهد سيرفانتيس بمناسبة الذكرى الخمسين للإستقلال. وقد نشط بالمناسبة الكاتب والمختص في علم الإجتماع البيئي الإسباني رامون فولش محاضرة بعنوان "بار ديران فاريل : الجزائر في القلب" لتسليط الضوء على مسيرة هذا المهندس الذي أقيم له نصب تذكاري تخليدا له بتيميمون. وقد سمحت هذه المحاضرة التي قدمت بحضور أرملة ديران فاريل بإبراز للحضور نوعية العلاقات التي أقامها المهندس الإسباني المذكور مع الجزائريين قبل الإستقلال وهذا من خلال علاقاته مع أعضاء بالحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية. وقد تميزت هذه الإتصالات التي أجراها مع ممثلي الحكومة المؤقتة على غرار أولئك الذين أصبحوا مسؤولين على قطاعي الصناعة والطاقة بعد الإستقلال بعدة زيارات متبادلة من الجانبين رغم إحتجاجات السلطات الإستعمارية الفرنسية، حسبما أوضحه السيد رامون فلوش. وأشار إلى أن ضغوطات الحكومة الفرنسية تواصلت حتى بعد الإستقلال لمنع إسبانيا شراء الغاز من الجزائر مضيفا أن العقود الأولى للشراء قد وقعت في سنة 1972 بفضل إصرار ديران فاريل الذي كان على رأس الشركة الوطنية الإسبانية "إيناغاز". ولم يتم تجسيد هذه الإتفاقيات التجارية في حينها بسبب نزع الملكية من "إيناغاز" من طرف الحكومة الإسبانية تحت حكم الجنرال فرانكو مما جعل مهام هذه الشركة يقتصر على جانب التوزيع فقط. وقد تم تجسيد المشروع الذي طالما سانده ديران فاريل من خلال تشغيل في سنة 1996 أنبوب نقل الغاز الرابط بين الجزائروإسبانيا إنطلاقا من منطقة حاسي الرمل والذي يحمل إسمه منذ عام 2000. يذكر أن معهد سارفينتيس لوهران قد برمج ضمن الأنشطة الثقافية المسطرة بمناسبة الذكرى الخمسين للإستقلال محاضرات أخرى تتطرق إلى وجوه جزائرية وإسبانية بارزة لعبت دورا هاما في العلاقات الثنائية. وسيتزامن أسبوع الصداقة الجزائرية الإسبانية المرتقب في أكتوبر القادم مع الذكرى العاشرة للتوقيع على معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون بين البلدين، حسبما أشار إليه مدير المعهد المذكور.