يكاد الحصادون اليدويون أو ما يعرف ب"الشوالة" يندثرون ويختفون هم ومناجلهم من فضاءات حقول القمح والشعير هذه السنوات بولاية معسكر وذلك بالنظر الى الدرجة العالية التي وصلتها عملية مككنة القطاع الفلاحي ودخول آلات الحصاد الحديثة مجال جمع المحاصيل الزراعية. وفي ظل هذه الظروف صار من الصعب على المزارعين بالمناطق ذات التضاريس الصعبة العثور على من يقبل القيام بمهنة "الشوال" رغم الأجر المغري المخصص لهذه المهنة اليدوية والذي يتجاوز 1600 دج في اليوم الواحد. وتتطلب المناطق الجبلية الصعبة التضاريس المزروعة بالحبوب ايجاد رجال " الشوالة " قبل انقضاء فترة الحصاد التي لا يجب أن تتجاوز شهر أوت بالمنطقة حسب العارفين. و "الشوالة" هم عادة عمال ببنية قوية تسمح لهم بالعمل في ظروف قاسية تميزها الحرارة الشديدة التي تميز وقت الحصاد وكذا حرارة أخرى تنبعث من الحصيدة ذاتها حسب بعض الفلاحين من كبار السن ببلدية المامونية.لذلك فان الإقبال على هذه المهنة يتراجع كثيرا خلال السنوات الماضية. و رغم التقدم التقني و وجود آلات حصاد تنجز مساحات واسعة في زمن قياسي إلا أن وجود مناطق لا يمكن لآلات الحصاد الوصول إليها و العمل فيها جعل الحاجة إلى "الشوالة" أمرا لا غنى عنه خاصة ببلديات حاسين و القيطنة و الكرط و المامونية و عين فارس و البرج وهي بلديات جبلية صعبة. ومع صعوبة الحصول على العمال رغم رفع الأجور فقد اضطر مزارعو المنطقة الى "الاعتماد على أنفسهم" من خلال تنظيم عملية "التويزة" وهي أن تقوم مجموعة من الفلاحين بحصاد مساحة أحدهم بطريقة دورية حتى الإنتهاء من حصاد كافة مساحة حقول هؤلاء المتعاونيين . و يشرع في العمل في اطار " التويزة " من السابعة صباحا و حتى الظهر حيث ترتفع الحرارة كثيرا و لا يمكن الصبر معها ثم يعود الفلاحون الى العمل عند السادسة مساءا حتى ما بعد صلاة المغرب . و لمهنة الشوالة حسب بوفادن بوجلال من بلدية تيغنيف وسائل و ألبسة خاصة تقي بعض المخاطر منها "قربة الماء " و"الصباعيات" (قفازات) تقي أصابع اليد من ضربات المنجل الحادة إضافة إلى المنجل أداة العمل الرئيسية و المدرة والمرافقة للشوالة أينما حلوا. و حسب أحد الفلاحين من بلدية المامونية فإن مهنة الشوالة سيبقى قائمة ما دامت هناك حاجة إليها حيث سيظل أصحاب المساحات المزروعة بالحبوب في المناطق الصعبة يمارسونها ما لم تخترع آلة حصاد يمكنها الوصول إلى هذه المناطق و العمل بها.