بدأ مجلس الأمن الدولي يوم الخميس بتوقيت نيويورك جلسة مشاورات مغلقة بشأن التوتر الحالي بين تركيا وسوريا. و ذكرت مصادر دبلوماسية أن "مندوبي الدول الأعضاء داخل الجلسة -التي مازالت مستمرة حتى الآن- انقسموا بشأن مشروع بيان ترغب تركيا في تمريره ويدين اطلاق القذاف السورية على أراضيها و مشروع بيان مضاد تقدمت به روسيا يخلو من ادانة دمشق أوتحميلها المسؤولية ازاء التوتر الحالي مع جارتها تركيا". و يتطلب اصدار البيان من مجلس الأمن موافقة جيمع الدول الأعضاء على عكس مشروع القرار الذي يتطلب فقط موافقة 11 دولة عضو على الأقل بشرط امتناع أي من الدول دائمة العضوية في المجلس من استخدام حق النقض. و كان متوقعا أن تتم الموافقة على النص صباح الخميس لكن تحفظات صدرت من موسكو وفق ما أوضح السفير البريطاني لدى الأممالمتحدة مارك ليال غرانت للصحفيين من دون أن يحدد ماهية الموقف الروسي. و مشروع البيان يدين "بأشد العبارات" إطلاق قذائف سورية على تركيا معتبرا أن هذا الأمر "يشكل تهديدا خطيرا للسلم والأمن الدوليين". و كان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال في وقت سابق "نرى من الأهمية أن يتمكن مجلس الأمن من تبن مقاربة متوازنة تستند إلى الوقائع الفعلية". و دعا لافروف دمشق إلى أن تعلن رسميا أن ما جرى "حادث مأسوي"وأعلنت أنقرة لاحقا أن الحكومة السورية قدمت "اعتذارا" عما جرى. و اعتبر السفير الألماني لدى المنظمة الدولية بيتر فيتيغ أنه "من المهم أن يتحرك المجلس في شكل مسؤول وموحد لتجنب أي تصعيد". و أثناء دخولها قاعة المجلس اكتفت السفيرة الأمريكية سوزان رايس بالقول ردا على أسئلة الصحفيين أن المجلس "سيعمل على إصدار بيان". و وجهت تركيا أمس الأربعاء رسالة إلى مجلس الأمن للشكوى من الهجوم الذي شهدته حدودها مع سوريا وأدى إلى مقتل خمسة مدنيين أتراك. و في رسالة بعث بها السفير التركي للأمم المتحدة أرتوغول اباكان إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وصفت تركيا الحادث بأنه "عمل عدواني من سوريا على تركيا". و من جهته نفى مندوب سوريا الدائم لدى الأممالمتحدة السفير بشار الجعفري أن "تكون بلاده قد تقدمت باعتذار إلى تركيا بشأن سقوط ضحايا أتراك في حادث اطلاق قذيفة من الآراضي السورية باتجاه الحدود مع تركيا". و قال السفير السوري "لم نقدم اعتذارا وانما الحكومة السورية أعربت عن تعاطفها وتضامنها مع المرأة التركية التي فقدت أبناءها في الحادث وتجري حاليا تحقيقات دقيقة لمعرفة مصدر اطلاق النار من الجانب السوري". و كانت قذيفتان سقطتا من الجانب السوري على بلدة آقجه قلعة الحدودية التابعة لمحافظة شانلي أورفه بجنوب شرق تركيا أمس ما أسفر عن سقوط 5 قتلى و13 جريحا. و قد قصف الجيش التركي أهدافا في سوريا ليل الأربعاء إلى الخميس على مواقع تابعة للجيش السوري على الحدود بين البلدين ردا على الحادث.